
" قصه همس الظلال"
في إحدى ليالي الخريف الباردة…
كانت "ليلى" تمشي بسرعة وسط الزحام، تشد معطفها بقوة وتتنفس بصعوبة. هناك من يتبعها… لم ترَ وجهه، لكنها تشعر بأنفاسه خلفها. منذ أيام بدأت تلاحظ أمورًا غريبة: باب شقتها يُفتح من تلقاء نفسه، هاتفها يرن ثم ينطفئ، وصوت وقع أقدام خلفها في الظلام.
ليلى، الصحفية الشابة، كانت تعمل على تحقيق استقصائي سري عن اختفاء فتيات في ظروف غامضة من مدينة الإسكندرية. وكانت لديها معلومة واحدة فقط تربط كل القضايا: رجل يُدعى "آدم السيوفي"، رجل أعمال شهير وغامض، صاحب شركة للأمن الخاص، ولم يُرَ في أي مقابلة علنية منذ خمس سنوات.
ذات مساء، بينما كانت تقرأ ملفًا عن ضحية جديدة، وصلها ظرف أسود على باب شقتها. داخله ورقة واحدة فقط مكتوب عليها:
"توقفي عن الحفر… وإلا ستدفنين مع أسرارك."
قررت أن تواجه آدم بنفسها.
---
لقاؤهما الأول…
دخلت إلى مقر شركته متنكرة، لكن حُجزت عند الباب. وبعد دقائق من الانتظار، جاء رجل طويل القامة، بملامح حادة وعيون رمادية باردة. قال لها:
– "أنا آدم السيوفي. كنت في انتظارك، يا آنسة ليلى."
لم تكن تتوقع ذلك. ارتبكت، لكنه دعاها للدخول. كان هادئًا أكثر مما يجب. كان يملك معلومات عنها أكثر مما تعرفه هي عن نفسها.
لكن في لحظة، سألها بصوت منخفض:
– "من أرسلكِ؟ من الذي أعاد فتح هذا الملف؟"
ارتعش قلبها.
– "أنا فقط أبحث عن الحقيقة."
– "أحيانًا، الحقيقة تقتل…"
---
مزيج من الخوف والجاذبية
مرت الأيام، وكانت كل محاولة من ليلى للابتعاد عن آدم تنتهي بقربه أكثر. شيء ما فيها تغيّر. هل هي تقع في حب رجل قد يكون قاتلًا؟ أم أن آدم يخفي سرًا أكبر؟ كانت تراه يزور مقابر في منتصف الليل، يتحدث مع رجال لا يظهرون في أي سجلات، ويملك غرفة مغلقة في شركته لا يدخلها أحد.
ذات ليلة، دخلت إلى تلك الغرفة خلسة… ووجدت صورًا لفتيات مختفيات… وصورتها هي!
شعرت كأن الأرض تهتز تحت قدميها، لكن قبل أن تهرب، وجدته خلفها.
قال بصوت هادئ:
– "أنتِ أذكى مما توقعت… والآن، حان وقت الحقيقة."
---
الحقيقة المروعة…
آدم لم يكن الجاني، بل كان يطارد الجناة. كان ضابطًا في المخابرات سابقًا، ترك عمله بعد أن خانته أقرب الناس إليه: "رنا"، خطيبته السابقة، التي كانت تعمل لصالح منظمة تتاجر بالبشر. بعد اختفائها، قرر أن يعمل من الظلال، يُسقط رجالها واحدًا تلو الآخر.
وكان يعلم أن رنا عادت… متخفية.
وكان يشك في ليلى.
لكن عندما تحقق من حقيقتها، وعرف نيتها الصادقة، قرر أن يجعلها شريكته.
---
نهاية مشوّقة… وبداية حب حقيقي
معًا، وضعا خطة لإسقاط الشبكة. ليلى استخدمت موهبتها الصحفية لنشر فضائح المنظمة، وآدم استخدم شبكته القديمة للإيقاع بهم. وفي عملية أخيرة خطيرة، كادت ليلى تُقتل، لكنه أنقذها في اللحظة الأخيرة، وتلقى رصاصة بدلاً منها.
في المستشفى، وبينما هو فاقد الوعي، أمسكت بيده وقالت:
– "أقسم أني لن أتركك… حتى لو كنتَ ظلًا في الليل."
وبعد أيام، استيقظ… نظر إليها، وابتسم لأول مرة دون قناع.
قال:
– "الظل وجد نوره… هل تبقين؟"
ابتسمت وقالت:
– "دائمًا."