
رواية بوابة الآء الجزء الثاني
رواية بوابة الآء – الجزء الثاني
من يوم ما اختفت المدرسة، ورفيف مش قادرة تمحي شكلها من دماغها.
الألوان، الممرات، الأطفال… وحتى صوت الميس وهي بتقول: "مدرسة الآء الإعدادية"، كان بيرنّ في ودانها كل ليلة.
حاولت بكل الطرق تدور عليها.
حاولت كتير بس كل مره نفس النتيجة االي بتحصل هو هو مفيش جديد
جابت صور خرائط قديمة كتير من الإنترنت، سألت ناس كبار في السن يمكن تلاقي جواب اسألتها عندهم ، حتى راحت مكتبة عامة تدور في الجرائد القديمة.
لكن كل مرة كانت الإجابة واحدة:
“مافيش مدرسة بالاسم ده أصلًا.”
لما حكت لصحابها في الجامعة، ضحكوا.
واحدة قالت لها: “إنتي بتشوفي كوابيس وبتصدقيها.”
والتانية زودتها: “دي حاجة نفسية… يمكن كنتي تعبانة.”
لكن رفيف كانت متأكدة إنها ما كانتش بتحلم.
الموضوع بدأ يعمل فجوة بينها وبين أصحابها، وحتى البيت ما كانش ملجأ.
أبوها وأمها بقوا شايفينها بتضيع وقتها في "هلاوس" بدل ما تركز في حياتها.
وفي يوم، وهي بترتب درج قديم في الصالة، لقت ألبوم صور مغطى بالتراب.
فتحته، وكانت بتقلب فيه بابتسامة خفيفة… لحد ما وقفت.
صورة قديمة، باهتة الألوان، لولد صغير… واقف قدام بوابة معدنية كبيرة.
البوابة اللي حافظاها بكل تفاصيلها.
بوابة الآء.
والولد… كان والدها.
قلبها بدأ يدق بسرعة، وراحت جاري على والدها اللي كان قاعد في الصالة.
– “بابا… دي صورتك وانت صغير… قدام المدرسة! نفس المدرسة اللي قلتوا مش موجودة!”
وشه اتغير فجأة، ومد إيده وخطف الصورة.
– “دي مش ليكي… انسَي اللي شفتيه.”
– “ليه؟! إيه المدرسة دي؟ وإنت كنت فيها؟!”
صوته ارتفع:
– “قلت لك انسَي! ما تفتحيش الموضوع ده تاني أبداً!”
– “إنت بتخبي حاجة عني! عنينا كلنا!”
أمها حاولت تهدي الموقف، لكن أبوها رمى الألبوم بعصبية وقال:
– “إنتي مش فاهمة… فيه حاجات لو عرفتيها مش هترجعي زي الأول!”
دموع رفيف نزلت، وصوتها اتكسر:
– “يمكن أنا مش عايزة أرجع زي الأول.”
خرجت من البيت وهي مش شايفة قدامها من الغضب.
الليل كان بارد، والهواء بيصفّر في الشوارع الفاضية، والضباب بيزحف ببطء.
مكنش لليها وجه محددة لوحدها تتمشي في الطرقات بمنتصف االليل
وفي طريقها و في شارع جانبي قديم، شافته.
راجل كبير في السن، لابس جاكت مهترئ وبيمسك مكنسة خشب، بيكنس الأرض بهدوء.
عيناه مليانة تجاعيد، لكن فيها لمعة مألوفة.
ناداها بصوت منخفض لكنه واضح:
– “إنتي… بتدوري على المدرسة… صح؟”
رفيف اتجمدت.
– “إنت… تعرفها؟”
ابتسم ابتسامة باهتة، وحرك المكنسة ببطء.
– “كنت هناك… زمان. كنت أنضف فناءها كل يوم.”
– “يبقى أنت شفتها! قول لي… فين؟”
– “الأماكن دي… ما بترجعش لأي حد.”
– “أنا مش أي حد.”
وقف لحظة، وبعدين مد إيده المرتعشة.
في كفه… حبات توت سودا، لامعة كأنها مبلولة بالندى.
– “كُلي… وهتعرفي الطريق.”
– “طريق إيه؟”
– “البوابة… هتفتح لك تاني.”
رفيف، وقلبها بيدق بسرعة، أخدت حبة توت وحطتها في فمها.
الطعم بدأ مسكّر… لكن فجأة تحوّل لمرارة تقطع الحلق.
الضباب بقى أغمق، الشارع اتقصر، وصوت خطوات أطفال وضحكاتهم بدأ يقرب من وراها.
رفعت عينيها… والبوابة قدامها.
بوابة الآء.
لكن المرة دي… كانت مفتوحة.
دا الجزء التاني عجبكم مش كدا؟ الي مقراش الجزء الاول فايتو ككتير ببجد
اتمنى يكون الجزء الجديد دا عجبكم وانا قريب ان شاء الله هنزل الجزء التالت
كان معاكم كاتبة مختلفة اسمها رفيدة عبد التواب
ويبقى السؤال : هلّ نحًن آحًيِآء حًقآ ؟؟ آمٌ نتٍنفُس فُقط ،،ويبقى السؤال : هلّ نحًن آحًيِآء حًقآ ؟؟ آمٌ نتٍنفُس فُقط ،،