مقالات اخري بواسطة Rana
نافذه الظل والفتاه مريم

نافذه الظل والفتاه مريم

1 المراجعات

تمام ✅

أكتبلك قصة قصيرة في حدود 500–700 كلمة. خليها درامية شوية وفيها رسالة حلوة.

 

---

القصة: “ظلّ النافذة”

كانت "مريم" تجلس كل مساء بجوار نافذتها الصغيرة في الطابق الرابع، تنظر إلى الشارع المزدحم أسفلها. لم تكن هي من النوع الذي يختلط بالناس كثيرًا، فقد اعتادت منذ طفولتها على العزلة، ليس ضعفًا أو خوفًا، بل لأن قلبها كان حساسًا أكثر مما يحتمل. كل موقف صغير يجرحها، وكل كلمة قاسية تظل عالقة في ذهنها لأيام.

في النافذة المقابلة لبيتها، كان يسكن شاب يُدعى "آدم"، يعمل مصورًا هاويًا، دائمًا ما يخرج بكاميرته ويلتقط صورًا للشارع والناس. كانت مريم تراقبه أحيانًا من بعيد، وتتعجب من جرأته على مواجهة المارة بابتسامة وعدسة، بينما هي لا تجرؤ حتى على تبادل كلمة مع جارتها العجوز.

ذات مساء ماطر، انقطعت الكهرباء عن الحيّ كله. ظلام دامس غطّى الشوارع، إلا من أضواء خافتة قادمة من المقاهي. جلست مريم قرب النافذة، والهدوء يلفّ المكان. فجأة رأت ضوءًا ضعيفًا يخرج من النافذة المقابلة. كان آدم يشعل شمعة، ثم جلس يكتب في دفتر صغير. لم يكن يعلم أنّ أحدًا يراقبه، لكن مريم رأت في ملامحه شيئًا جديدًا: حزن عميق يخفيه عن الناس.

في اليوم التالي، وضعت مريم ورقة صغيرة على حافة نافذتها كتبت فيها:

“أحيانًا يكون الضوء الحقيقي في الكلمات لا في الكهرباء.”

لم تكن تتوقع ردًا، لكنها وجدت بعد ساعات ورقة أخرى على نافذة آدم مكتوب فيها:

“وأحيانًا يكفينا أن نجد من يشاركنا هذا الضوء.”

هكذا بدأت بينهما حوارات صامتة عبر أوراق صغيرة، يتبادلانها من نافذة لأخرى. لم يتحدثا وجهًا لوجه يومًا، لكنهما عرفا عن بعضهما ما لم يعرفه أحد: مريم حكت له عن وحدتها وخوفها من خيانة الناس، وهو حكى لها عن حلمه بأن يصبح مصورًا عالميًا رغم ضغوط عائلته.

ومع مرور الأيام، تحوّلت تلك الأوراق إلى جسر خفيّ بين قلبين يرفضان البوح أمام العالم. كانت تنتظر كل صباح أن تجد ورقته، وكان ينتظر في المساء ردّها.

لكن الحياة لا تمنح السعادة بلا اختبار. في إحدى الليالي، جاء شقيق آدم لزيارته، وسمع بمصادفة حديثًا بينه وبين صديقه عن "فتاة النافذة". غضب شقيقه واعتبر الأمر وهمًا لا يليق برجل ناضج. في اليوم التالي اختفت نافذة آدم. ستائر سميكة أُغلقت، وانقطعت الأوراق.

مريم جلست أيامًا تنتظر، كل صباح تنظر إلى النافذة المقابلة بلا جدوى. قلبها عاد يثقل من جديد، لكن هذه المرة لم يكن مثل الماضي؛ فقد عرفت أن هناك من يشبهها، من يشعر بما تشعر.

مرت أسابيع، وفي أحد الصباحات، سمعت طرقًا على باب بيتها. فتحت بخوف، فإذا بيد تحمل مغلفًا صغيرًا. لم يكن الطارق موجودًا، لكنه ترك رسالة مكتوبة بخط آدم:

“الرحيل أحيانًا ليس بيدي. لكني أعدك أن صورتك من نافذتك ستظل معي. لا تخافي من العالم يا مريم، فأنتِ أجرأ مما تظنين.”

مريم جلست تقرأ الرسالة مرارًا، ودموعها تنزل بلا توقف. لم يكن الوداع سهلًا، لكنه فتح لها نافذة جديدة داخل قلبها. منذ ذلك اليوم، بدأت تكتب في دفتر يومياتها، وتعلّمت أن تواجه الناس بابتسامة صغيرة، كما كان يفعل آدم.

ولأول مرة في حياتها، شعرت أن النافذة لم تعد مجرد زجاج يطل على الشارع، بل صارت مرآة ترى فيها نفسها االحقيقية وهكذا وهكذا انت يا صديقي يجب ان ترى نفسك وتحقق اهدافك وطموحاتك ولا تستسلم للعقبات والمصاعب التي هي في حياتنا

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة