
جيل تربي علي الكرتون اصبح الان سنة 40سنة زمن الجميل
كرتون زمان.. وجيل كبر وصار عمره اليوم 40 سنة
كرتون زمان لم يكن مجرد رسوم متحركة تُعرض على شاشة التلفزيون، بل كان جزءًا أصيلًا من طفولة جيل كامل وذكريات لا يمكن أن تُمحى مع مرور السنين. جيل الثمانينات والتسعينات الذي يجلس اليوم ويكتشف أنه أصبح في الأربعين من عمره، لا يزال يحمل في قلبه حنينًا لتلك الأيام التي كانت البساطة عنوانها، وكانت سعادته تُختصر في متابعة حلقة من كابتن ماجد أو ماوكلي أو جزيرة الكنز بعد عودته من المدرسة.
ذلك الجيل لم يعرف الإنترنت ولا الهواتف الذكية في طفولته، بل كانت شاشة التلفزيون الصغيرة، المربوطة أحيانًا بهوائي يحتاج إلى تعديل مستمر، هي النافذة الوحيدة لعالم الخيال والمغامرة. الكرتون في تلك الفترة لم يكن مجرد ترفيه، بل كان معلمًا أساسيًا للقيم والأخلاق. نتذكر جيدًا كيف علمنا "كابتن ماجد" معنى الإصرار والسعي وراء الحلم، وكيف ألهمنا "عدنان ولينا" بالإيمان بالخير والتعاون، وكيف زرعت "سالي" في قلوبنا معنى الصبر رغم قسوة الظروف.
جيل اليوم الذي بلغ الأربعين، حين ينظر للخلف، يجد أن هذه الأعمال لم تكن مجرد تسلية للأطفال، بل كانت قصصًا تغرس مبادئ ما زالت تلازمه في حياته العملية والأسرية. فكم من شخص تعلّم الصداقة الحقيقية من "بونانزا" أو "بنك المعلومات"، أو عرف معنى التضحية والوفاء من خلال مغامرات شخصيات الكرتون القديمة.
الحنين لكرتون زمان ليس مجرد حنين إلى رسوم متحركة، بل هو حنين إلى زمن كامل؛ زمن اللعب في الشارع بأمان، وزمن العائلة التي تجتمع حول التلفاز في ساعة محددة لمشاهدة برنامج الأطفال، وزمن لم يكن يعرف التشتت الرقمي أو تعدد الشاشات. كان لكل حلقة تُعرض قيمة خاصة، لأننا كنا ننتظرها طوال الأسبوع، ولم يكن هناك خيار إعادة أو مكتبات ضخمة من الفيديوهات كما هو الحال الآن.
اليوم، عندما يتبادل أبناء الأربعين الحديث عن طفولتهم، تجد أن القاسم المشترك بينهم هو تلك الذكريات التي تجمعهم مهما اختلفت أماكنهم وظروفهم. قد يضحكون حين يتذكرون كيف كانوا يقلدون حركات الأبطال أو يحفظون شارات البداية عن ظهر قلب، وقد يبتسمون بحنين حين يتذكرون صوت المذيعة وهي تقول: "والآن مع برنامج الأطفال".
ومع أن التكنولوجيا قدمت للأطفال اليوم عالماً مختلفًا مليئًا بالخيارات، إلا أن كرتون زمان يظل له طعم خاص لا يمكن أن يتكرر. ربما لأن البساطة كانت تمنح الأشياء قيمة أكبر، وربما لأن براءة الطفولة كانت تجعل كل شيء يبدو أكثر جمالًا.
جيل اليوم الذي صار عمره أربعين عامًا، يعيش صراعًا بين الحاضر والماضي. فهو من جهة يواكب التطور السريع ويستخدم أحدث الوسائل، ومن جهة أخرى يعود بروحه إلى تلك اللحظات التي شكّلها الكرتون القديم. وفي النهاية، يظل ذلك الكرتون هو الجسر الذي يربط بين طفولته البريئة وحياته الحالية، ويذكره دومًا أن الزمن يتغير لكن الذكريات تبقى خالدة.واليوم، بعد مرور السنين، يجد هذا الجيل نفسه أمام واقع مختلف تمامًا؛ التكنولوجيا غزت الحياة، وأصبح كل شيء أسرع وأكثر تعقيدًا. ومع ذلك، لا يزال في ذاكرته بقايا من تلك الأيام البسيطة، حين كان ينتظر بفارغ الصبر وقت عرض الكرتون على التلفاز، ويجلس مع أصدقائه أو إخوته يضحكون ويندمجون مع أحداثه.
إن بلوغ الأربعين بالنسبة لهذا الجيل لا يعني أنه فقد براءته أو شغفه، بل العكس، فقد صار يحمل داخله خليطًا من الحنين والمسؤولية. هو جيل يقارن بين طفولته المليئة بالبساطة وألعاب الشارع، وبين طفولة ومشاهدة التلفاز