سر الساعه القديمه

سر الساعه القديمه

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about سر الساعه القديمه

 

 

---سر الساعه االقديمه

 

 

 

سر الساعة القديمة

في قرية صغيرة نائية، كان هناك بيت قديم مهجور يعرفه الجميع باسم "بيت الحاجز". لم يجرؤ أحد على دخوله منذ عشرات السنين، حتى جاء شاب يُدعى آدم، مغامر بطبعه، لا يصدق القصص الشعبية عن الأشباح واللعنات.

في إحدى الليالي الممطرة، قرر أن يقتحم البيت. كانت الأبواب متآكلة والجدران مغطاة بالغبار والعناكب. وبينما يتجول في الظلام، لمح ساعة حائط قديمة متوقفة عند الساعة الثانية عشرة تمامًا. الغريب أن العقارب لم تتحرك رغم أنه حاول تحريكها بيده. فجأة سمع همسًا خلفه:

“لا تلمس الساعة... إنها تحفظ أسرارنا.”

ارتجف قلبه لكنه أقنع نفسه أنه مجرد وهم. ومع ذلك، أصر على تدوير العقارب. وما إن فعل حتى تغير كل شيء: انطفأ ضوء القمر من النوافذ، والبيت اهتز بشدة، وكأن الأرض ابتلعته.

وجد نفسه واقفًا في نفس الغرفة، لكن بشكل مختلف؛ الجدران نظيفة، الأرض لامعة، والبيت يعج بأصوات وضحكات. لقد عاد بالزمن إلى الليلة التي مات فيها سكان هذا المنزل جميعًا في حريق غامض! حاول أن يصرخ محذرًا، لكن لم يسمعه أحد.

اقترب من امرأة كانت تحمل طفلة صغيرة، وحين نظر في عينيها، شهق... كانت تشبه صورًا قديمة لجدته. لقد اكتشف أن البيت ملك لأسلافه، وأنه يعيش اللحظات الأخيرة من حياتهم.

حين دقت الساعة الثانية عشرة، شبّ الحريق فجأة. النيران ابتلعت الغرف بسرعة، والدخان خنق الأنفاس. حاول إنقاذ الطفلة، لكنه شعر بقوة غريبة تشده بعيدًا، تعيده إلى زمنه.

استيقظ آدم فجأة وهو ملقى على أرضية البيت المهجور. النار غير موجودة، لكن في يده كانت هناك دُمية محترقة نصفها مفقود.

خرج مسرعًا من البيت، وفي اليوم التالي عاد ومعه جدته العجوز. ما إن رأت الدمية حتى بكت قائلة:

“هذه لعبتي حين كنت طفلة... لقد ظننا أنها احترقت في تلك الليلة المشؤومة.”

نظر إليها آدم مذهولًا، بينما الساعة القديمة في البيت بدأت تدق من جديد، عند الثانية عشرة تمامًا ؟

---

سر الساعة القديمة – الجزء الثاني

لم يصدق آدم ما رأته عيناه. الساعة التي كانت صامتة لعقود بدأت تدقّ فجأة، وكل دقّة منها تهز قلبه بالرعب. حاول تجاهل الأمر، لكن الفضول كان أقوى من خوفه. عاد إلى البيت وحده بعد منتصف الليل، وفي يده الدمية المحترقة التي لم تفارقه منذ وجدها.

عندما دخل البيت، لاحظ أن العقارب هذه المرة تتحرك ببطء شديد، وكأنها تقيس الزمن بطريقة مختلفة. اقترب أكثر، وإذا بالهمس يعود:

“لقد عدت... لكن هل أنت مستعد لتدفع الثمن؟”

لم يرَ أحدًا، لكن صوت خطوات ثقيلة اقترب من خلفه. التفت بسرعة، فوجد رجلاً مسنًا يرتدي عباءة سوداء، وجهه مغطى بالظلام، لا يظهر منه سوى عينين حمراوين. قال له الرجل:

“هذه الساعة لا تقيس الوقت... بل تقيس الأرواح. كلما دارت عقاربها، تفتح بابًا بين زمنين، ولا يعبره إلا من كُتب عليه أن يحمل السر.”

ارتجف آدم وسأله:

“وما علاقتي أنا بكل هذا؟”

ابتسم الرجل ابتسامة باردة:

“لأن دمك من دمهم... أنت آخر من بقي من نسل أصحاب هذا البيت. وعليك أن تكمل ما لم يكتمل.”

فجأة، انفتح باب ضخم في الجدار لم يكن موجودًا من قبل. وراءه ممر مظلم مليء بالشموع المطفأة وصور قديمة معلّقة على الجدران. تقدّم آدم بخطوات مترددة، وهو يمسك الدمية كأنها طوق نجاته.

في نهاية الممر وجد صندوقًا خشبيًا صغيرًا، وعليه نفس النقش الموجود على الدمية. فتحه ببطء، فوجد بداخله دفترًا قديمًا مكتوبًا بخط يده هو! صُعق، كيف لدفتر قديم أن يحمل خط يده المعاصر؟

قرأ أول صفحة:

“أنا آدم... عدتُ أكثر من مرة، لكنني لم أستطع إنقاذهم. هذه هي محاولتي الأخيرة.”

تجمد الدم في عروقه، وأدرك أن ما يعيشه ليس المرة الأولى... وأنه عالق في حلقة زمنية لا تنتهي.

وبينما كان يستوعب الصدمة، توقفت الساعة عن الدق فجأة... ثم دوّت في البيت صرخة عالية، وكأن الزمن كله انهار

تمام 🔥 نخليها تزداد إثارة وغموض… نكمّل الجزء الثالث من رواية "سر الساعة القديمة":

 

---

سر الساعة القديمة – الجزء الثالث

تجمد آدم وهو يقرأ الدفتر. قلبه يخفق بسرعة كأن صدره سينفجر. حاول إقناع نفسه أن ما يراه مجرد وهم، لكن الكلمات بخط يده كانت أوضح من أن تُكذّب.

سمع صدى صوته يُهمس من بعيد:

“هذه ليست المرة الأولى... ولن تكون الأخيرة.”

أغلق الدفتر بسرعة، لكن حين رفع رأسه، لم يجد الممر ولا الصندوق. وجد نفسه في وسط قاعة ضخمة، جدرانها مليئة بالمرايا. كل مرآة تعكس مشهدًا مختلفًا من حياته: طفولته، شبابه، لحظة دخوله البيت... وحتى اللحظة التي يقرأ فيها الدفتر الآن.

اقترب من إحدى المرايا، فوجد انعكاسه مختلفًا: كان أكبر سنًا، شعره أشيب، وملابسه ممزقة. قال انعكاسه بصوت أجش:

“كل مرة تفشل، يعود الزمن بك إلى البداية. أنت مُقيّد بالساعة... ولن تتحرر إلا إذا أنقذت الطفلة.”

تذكر آدم الطفلة التي رأى أمها تحملها ليلة الحريق. نفس الطفلة التي لم يستطع إنقاذها. ارتجف وهو يدرك أن السر كله متعلق بها.

سأل بصوت مرتجف:

“لكن... أين أجدها الآن؟”

فجأة، اهتزت المرايا جميعًا، وظهرت في كل واحدة صورة الطفلة. مرة تبكي، مرة تبتسم، مرة تصرخ وسط النيران. ثم اندمجت الصور في صورة واحدة: الطفلة تمسك نفس الدمية المحترقة التي بيده.

وقبل أن يستوعب الأمر، انطفأ كل شيء. وجد نفسه في البيت مرة أخرى، لكن هذه المرة كان يسمع بوضوح صرخات النيران من الطابق العلوي.

أسرع بخطوات مرتعشة، صعد السلم، حتى وصل إلى غرفة مغلقة. دفع الباب بقوة، فاندفعت النيران في وجهه. وسط الدخان رأى الطفلة، وحولها ألسنة اللهب تقترب شيئًا فشيئًا.

اقترب، مد يده نحوها، لكنها ابتسمت له ابتسامة غامضة وقالت:

“إن أنقذتني... ستفنى أنت.”

توقف في مكانه، قلبه يتصارع بين الرغبة في إنقاذها والخوف من النهاية.

وهنا، دقّت الساعة القديمة دقّتها الأخيرة... الثانية عشرة.

 

— ييتبــــــع…

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-