
الغرفة رقم 6
👻 الغرفة 6
1. الفندق المهجور
في قرية قديمة، بعيدة عن المدن الكبيرة، يقف فندق مهجور اسمه "النخيل الذهبي". كان في الماضي مكاناً فخماً يستقبل المسافرين والتجار، لكنه أغلق فجأة بعد سلسلة من الحوادث المروعة. أكثر ما أثار الرعب في نفوس الناس هو الغرفة رقم 6، حيث اختفى فيها ثلاثة نزلاء في ليالٍ متفرقة دون أي أثر، وكأنهم ذابوا في جدرانها.
منذ ذلك الحين، أصبح الفندق محاطاً بالأساطير. يقول البعض إنهم يرون أنواراً تومض ليلاً في نافذة الغرفة، وآخرون أقسموا أنهم سمعوا صرخات مكتومة تخرج من الداخل. لم يجرؤ أحد على الاقتراب منه، وظل لعنة صامتة تخيم على القرية.
2. التحدي
كان هناك شاب يُدعى سامي، باحث شغوف بالظواهر الغامضة. لم يكن يخاف الأشباح أو القصص القديمة، بل كان يسعى إلى تفسيرها. عندما سمع عن الفندق المهجور، قرر أن يقضي ليلة كاملة في الغرفة 6 ليثبت للقرية أن ما يسمعونه مجرد خيال.
حمل حقيبته، ومصباحه اليدوي، ودفتر ملاحظاته. وفي مساء بارد، عبر الغابة حتى وصل إلى الفندق. كان المبنى يقف صامتاً كهيكل ميت، نوافذه سوداء، وأبوابه تصدر صريراً مخيفاً. دخل سامي، فاستقبله الغبار والرائحة الكريهة التي ملأت المكان.
3. الدخول إلى الغرفة
صعد السلم الخشبي بحذر، وكل خطوة تصدر صريراً يوحي بأنها على وشك الانكسار. وصل إلى الممر الطويل المظلم، وعلى يساره لافتة صغيرة تحمل الرقم 6.
فتح الباب ببطء. كان الجو أبرد من الخارج، وكأن الغرفة تحتفظ ببرودة الموت. في الداخل، سرير قديم ملطخ بالبقع، مرآة كبيرة مغطاة بالغبار، وكرسي مكسور في زاوية الغرفة.
جلس سامي وأشعل شمعة صغيرة. بدأ يكتب في دفتره:
"الغرفة تبدو عادية، لا شيء خارق حتى الآن... ربما مجرد أوهام."
4. الهمسات
بينما كان يكتب، هبّت فجأة ريح باردة أطفأت الشمعة. غرق في الظلام، ثم سمع بوضوح همساً قادماً من العدم:
"سااامي... لماذا جئت؟"
ارتجف جسده كله. حاول إقناع نفسه أن الأمر مجرد هلوسة، فأشعل مصباحه اليدوي. عندها، نظر إلى المرآة... لكنها لم تعكس صورته. ظهر بدلاً منها رجل شاحب، بوجه مسودّ وعينين سوداويين بلا بياض، يبتسم ابتسامة ملتوية تصل حتى الأذن.
تراجع سامي إلى الخلف، وقلبه يخفق بشدة.
5. السرير الملعون
وفجأة، بدأت الملاءة فوق السرير ترتفع ببطء وكأن جسداً غير مرئي يتمدد تحتها. السرير نفسه أخذ يهتز، وصوت أنين بشري خرج من تحته.
ركض سامي نحو الباب محاولاً فتحه، لكنه أغلق بقوة كما لو أن قوة خفية تحكمت فيه. طرق الباب بعنف وهو يصرخ:
"افتحوا! أخرجوني من هنا!"
لكن الرد جاء من الهمسات التي ملأت الغرفة:
"لن تخرج... الغرفة أخذتك مثل من قبلك."
6. المصير المظلم
التفت سامي ببطء نحو المرآة. هذه المرة، عكست صورته هو، لكن جثة هامدة بعيون مفتوحة وفم جامد في صرخة صامتة.
وقبل أن يتحرك، شعر بيد باردة كالجليد تمسك عنقه. حاول الصراخ لكن صوته اختفى. سُحب بقوة داخل المرآة، وغمر الظلام كل شيء. في لحظة واحدة... لم يعد له وجود.
7. صباح اليوم التالي
في الصباح، تجمّع بعض أهل القرية عند الفندق بعدما لاحظوا أن الباب الأمامي مفتوح. دخلوا بخوف، وصعدوا إلى الطابق العلوي.
وجدوا الغرفة 6 فارغة كالعادة. لا وجود لسامي، ولا أثر لحاجياته. لكن على الحائط فوق السرير ظهرت كتابة جديدة بلون أحمر يشبه الدم:
"ضيف جديد انضم إلينا."