حكاية أم بين الحلم والابتلاء
الفصل الأول : بداية الحلم
من وأنا صغيرة، كان نفسي أكبر وأبقى أم. مش مجرد لقب، لكن إحساس. كنت أتخيل نفسي ماسكة بيبي صغير بين إيديا، بضحك وهو بيضحكلي. كنت عايزة أتجوز بدري عشان أحقق الحلم ده بسرعة، عشان أكون أم ومربية وأبني بيت مليان ضحك وصوت أطفال.
اتجوزت وحطيت أول حلم في قلب ي: إني أجيب أطفال. سنين عدت وقلبي كل يوم يتعلق بالدعاء: "يا رب ارزقني بالذرية".
الفصل التاني : سنين الانتظار
خلال 15 سنة زواج، كان كل شهر يمر كأنه سنة. كل اختبار حمل سلبي كان بيكسر جزء من قلبي، لكن رغم كده كنت متمسكة بالأمل.
عملت فحوصات، رحت لدكاترة، اتعالجت، لكن مفيش نتيجة. الدعاء كان ملجأي، والسجدة كانت سر صبري.
الفصل التالت : المفاجأة اللي قلبت حياتي
في يوم عادي جدًا، من غير أي توقعات، عملت اختبار حمل. المرة دي عملته من غير اهتمام، من غير انتظار.. ولما طلع إيجابي، الدنيا وقفت.
مش مصدقة نفسي! بعد سنين طويلة، بقيت حامل!
فرحتي كانت أكبر من إني أوصفها. فضلت أبشر كل واحدة أعرفها : "ابشري، ربنا كريم".
والأجمل، إني لما عملت الكشف اكتشفت إني حامل من 4 شهور ومكنتش أعرف!
الفصل الرابع : الدعاء المستجاب
كنت دايمًا بدعي إن ربنا يرزقني توأم، وكنت طماعة في كرم ربنا. خزائنه لا تنفد.
الحمل ماشي مستقر، كل يوم أعد الأيام وأقول : "قربت اللحظة اللي هشيل فيها ابني".
الفصل الخامس : أول صدمة
وأنا في بداية السادس، حصل طلق مبكر. الولادة جات بدري. جبت المولود، بس بعد 7 ساعات فارقني.
احتسبته عند الله، بس قلبي اتقطع. دموعي ما كانتش بتقف. حسيت إن الدنيا وقفت بيا.
الفصل السادس : المرض والابتلاء
بعد الولادة الأولى دخلت في دوامة تعب. عملت عملية كبيرة، وبعدها قضيت وقت في العناية المركزة.
أيام صعبة جدًا، بين الحياة والموت. لكن ربنا من عليا بالشفاء.
الفصل السابع : الرحمة اللي بتنزل بعد العاصفة
بعد شهر واحد بس من خروجي من المستشفى، ربنا رزقني بحمل جديد!
المرة دي كنت خايفة أكتر من أي وقت، خصوصًا إني عندي مرض مناعي، والدكاترة قالوا لازم أوقف العلاج لفترة لأنه ممكن يسبب تشوهات للجنين.
الدكتور قرر نكمل الحمل ونشوف.
الفصل الثامن : رحلة علاج ومثبتات
بدأت آخد مثبتات وعلاج كتير. كل يوم كنت عايشة بين خوف وأمل.
لكن الحمد لله الحمل كان ماشي كويس.
كنت بصحى من النوم وأبص لبطن بطني وأقول : "يا رب المرة دي أُجبر بخاطرى".
الفصل التاسع : الحلم اللي قرب
وصلت للشهر السابع. فرحتي كانت كبيرة. كل يوم أتخيل لحظة أشيل البيبي في حضني.
لكن فجأة كيس المياه اتفتح، والطلق بدأ. ولادة مبكرة تانية.
الفصل العاشر : المعجزة اللي اتأجلت
المولود دخل الحضّانة 20 يوم. كنت كل يوم أقعد جنبه، أمد إيدي على الإزاز وأقول : "يا رب".
لكن في النهاية، ربنا اختاره.
فارقني زي ما فارقني الأول.
احتسبته عند الله، وقلبي وجعني أكتر من أي وقت فات.
الفصل الحادي عشر : الصبر مفتاح الفرج
كنت قريبة جدًا من ربنا. حسيت إن الابتلاء مش عقاب، لكن امتحان.
الرضا بالقضاء مش سهل، لكن كنت بقول : "اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها".
الفصل الأخير : دروس من الحلم والابتلاء
القصة دي مش مجرد حكاية أم، دي صورة من صور الصبر والرجاء :
- إن الأمل عمره ما يموت.
- إن الابتلاء بيقربنا من ربنا.
- إن كل حاجة بتحصل لينا ليها حكمة.
- وإن الدعاء هو السلاح اللي بيخلي الروح متماسكة.
الخاتمة
رحلة الحلم بالأمومة مليانة دموع وفرحة وخوف وأمل. يمكن القلوب اتكسرت أكتر من مرة، لكن في النهاية الإيمان خلّى كل وجع يتحوّل لرضا.
المقال ده مش بس عن أم، ده عن كل ست لسه بتحلم، ولسه بتدعي، ولسه مستنية لحظة حضن صغير يغير حياتها.
