
أم قوية وابنها الدكتور : الحكاية اللي علمت البلد كلها معنى الصبر
الفصل الأول : بداية الحكاية

في قرية بسيطة من قرى مصر، عاشت واحدة ست طيبة، جوزها كان شاب محترم وعايش معاها في هدوء. خلفوا ولد، وكانوا فرحانين بيه جدًا. لكن الحياة ساعات بتخبّي لينا مصايب، وجت الصدمة : جوزها مات فجأة وسبها لوحدها.
الست كانت متخيلة إن أهل جوزها هيقفوا جنبها، لكن للأسف اللي حصل كان العكس. بدل ما يحافظوا عليها وعلى ابنها، طردوها من بيتها، وحرموها حتى من ورثها اللي من حقها شرعًا. خرجت من البيت وهي مكسورة، بس شايلة في حضنها أغلى حاجة عندها : ابنها.
الفصل التاني : القرار الصعب

بعد ما اتسدت الأبواب في وشها، قررت تبعد عن القرية كلها، عشان ما تعيشى تحت ذل حد. راحت على محافظة تانية، قرية صغيرة ما يعرفهاش فيها حد. بدأت من الصفر.
اتعلمت الخياطة من ست كبيرة، وابتدت تاخد طلبات بسيطة من الستات. الفلوس قليلة جدًا، بس كانت بتكفي بالعافية للأكل والتعليم.
ابنها كان شايف تعبها، وكل يوم بيحلف لنفسه إنه هيكبر وهيعوضها.
الفصل التالت : كفاح الأم

الست دي ما كانتش بتنام. طول النهار خياطة، وبالليل قاعدة مع ابنها تذاكرله وتعلمه. كل ما يتعب، تفتكر كلمتها ليه :
"عايزاك تبقى حاجة كبيرة يا ابني.. عايزاك تبقى سندي".
ابنها كان من المتفوقين، والمدرسين كانوا دايمًا بيشكروا فيه.
الفصل الرابع : الطريق للكلية

كبر الولد، وجه وقت الثانوية العامة. أمه باعت دهبها البسيط، واشتغلت ضعف شغلها عشان توفرله دروس. وكانت دايمًا تقول : "أنا مش عايزة حاجة من الدنيا غير أشوفك راجل متعلم".
والحلم اتحقق : جاب مجموع كبير ودخل كلية الطب.
الفصل الخامس : حياة جديدة في الجامعة

في الكلية، عاش أصعب سنين حياته. كان شايف زمايله معاهم فلوس، لبس، عربيات، وهو ماشي برجله وبيلبس البسيط. لكن كان عنده دافع قوي : أمه وتعبها.
الأيام عدّت، والسنين جريت، لحد ما اتخرج من كلية الطب، وابتدى رحلة التخصص في الجراحة.
الفصل السادس : الدكتور الجراح الكبير

الولد بقى شاب ناضج، دكتور جراحة معروف، والكل بيشهدله بكفاءته. بقى عنده اسم، وبدأت الصحف تكتب عنه كأحد الأطباء المميزين.
أمه كانت فخورة بيه لدرجة إنها نسيت كل وجع السنين.
الفصل السابع : يوم الحادثة

في يوم من الأيام، حصل حادثة كبيرة على الطريق، والمستشفى استقبلت مصابين كتير.
من بين المصابين كان فيه راجل كبير في السن، حالته خطيرة جدًا، محتاج عملية جراحية سريعة. الدكتور الشاب (ابن الأرملة) هو اللي مسك الحالة.
الفصل التامن : المفاجأة الصادمة

وهو بيبص في الأوراق عشان يكتب تقرير الحالة، لقى اسم المريض. فجأة الدم اتجمد في عروقه. ده مش أي مريض.. ده عمه، اللي كان زمان من ضمن الناس اللي طردوا أمه من بيتها وحرمهم من ورثهم.
اللحظة دي كانت غريبة جدًا : بين إيده حياة إنسان ظلمه. يا ترى هيعمل إيه؟
الفصل التاسع : القرار النبيل

الدكتور وقف ثواني يفكر، بس بسرعة افتكر تربية أمه وكلامها : "خليك دايمًا إنسان قبل أي حاجة".
دخل غرفة العمليات، واشتغل بكل ضمير. بعد ساعات طويلة، خرج وقال : "الحالة مستقرة".
الناس اتبسطت، والعيلة شكرت الدكتور من غير ما يعرفوا إنه ابن الست اللي ظلموها.
الفصل العاشر : كشف السر

بعد أيام، العم فاق وطلب يقابل الدكتور اللي أنقذ حياته.
وهو بيتكلم معاه، الدكتور بصله وقال : "أنا ابن أخوك.. أنا ابن الست اللي طردتوها زمان".
العم اتصدم، عينه دمعت، وقال : "سامحني.. إحنا ظلمناكم".
لكن الدكتور اكتفى بابتسامة وقال : "أنا عملت اللي اتعلمته من أمي.. إن الإنسانية فوق أي حاجة".
الفصل الحادي عشر : رجوع الحق

العم ما قدرش يسكت بعد اللي حصل. جمع العيلة كلها، واعترف بخطأهم، وقرروا يرجعوا حق الأم وابنها.
لكن الأم كانت رافضة تاخد أي حاجة، وقالت : "أنا وابني بنينا حياتنا من تعبنا، ومش عايزين منكم غير إنكم متظلموش حد تاني".
الفصل الأخير : العبرة

القصة دي علمت الناس كلها إن الحق ممكن يتأخر، بس عمره ما بيروح. وإن الأم القوية تقدر تصنع معجزة حتى من وسط الظلم والفقر.
ابنها اللي بقى دكتور جراح كبير كان أكبر رد اعتبار ليها، وأكبر درس للعيلة كلها إن مفيش حاجة أقوى من الصبر والإصرار.
الخاتمة
من ست بسيطة اتطردت من بيتها، لحد ما بقت أم لبطل حقيقي، الحكاية دي مش بس قصة كفاح، دي أسطورة مصرية عن الصبر. أثبتت إن الغل والقسوة ممكن يطردوا إنسان من بيته، لكن ما يقدروش يطردوا الأمل من قلبه.