
موت أم ونجاة أطفالها من الجوع .. صرخة وجع تهز القلوب
الفصل الأول : البداية اللي كانت عادية

الحكاية بدأت زي آلاف البيوت في مصر.
زوج شاب، عنده أحلام كتير، قرر يسافر بره عشان يوفّر لمراته وعياله حياة أفضل.
سافر وهو شايل حلم إن يوم من الأيام يرجع شايل الخير والهدايا.
والأم.. شابة صغيرة لسه في بداية حياتها. قلبها مليان حنية، ووشها بشوش، ومعاها بنت صغيرة عندها 3 سنين ورضيعة لسه عمرها 4 شهور.
كانت بتحاول تدير حياتها بظروف بسيطة، لكن قلبها كله حب لأولادها، وكل يوم تستنى مكالمة من جوزها، أو حوالة صغيرة تساعدها تعدّي.
الفصل التاني : يوم الرحيل المفاجئ
محدش يعرف لحد دلوقتي إيه اللي حصل بالظبط.
ممكن أزمة قلبية، ممكن هبوط مفاجئ، ممكن تعبت وهي لوحدها وما لحقتش تستغيث.
لكن الحقيقة الوحيدة إن الأم وقعت وماتت في شقتها.
ساعات قليلة .. جسدها بارد، لكن بجوارها اتنين ملايكة صغيرين مش فاهمين إيه اللي بيحصل.
الرضيعة، ملاك لسه محتاجة حضن أمها، فضلت تبكي وتصرخ.
والطفلة الكبيرة عندها 3 سنين، مش فاهمة ليه ماما مش بتقوم ولا بترد عليها.
الفصل التالت : 3 أيام من العذاب
3 أيام كاملة..
البيت مقفول عليهم، مفيش حد دق الباب، ولا سأل، ولا حاول يطمن.
الرضيعة ماتت من الجوع، دموعها نشفت، وصوتها اختفى.
أما الطفلة الكبيرة.. فضلت عايشة بين الموت والحياة.
عينيها غارت، شفايفها نشفت، جسمها صرخ عطش وجوع، لكنها فضلت قاومة بعزم ملاك صغير مش عايز يسيب الدنيا.
3 أيام صعبين ممكن يهدّوا جبل، لكن بنت 3 سنين واجهتهم لوحدها.
الفصل الرابع : لحظة اكتشاف المأساة
في اليوم التالت، ريحة غريبة بدأت تطلع من الشقة.
الجيران استغربوا : "إزاي البيت مقفول كده من أيام؟"
واحد قال : "شكل في حاجة غلط."
بلغوا الشرطة، اتفتح الباب، وكانت المفاجأة..
الأم متوفية من أيام، الرضيعة ميّتة من الجوع، والطفلة الكبيرة في حالة إغماء بين الحياة والموت.
المنظر كان أصعب من إن قلب يستحمله. صرخة الطفلة التانية وهي بتتحرك أول ما شافت النور، كانت وجع للعالم كله.
الفصل الخامس : فين الناس؟!
هنا السؤال اللي واجع قلوبنا :
فين الناس من بعض؟
فين أهل الأم؟ فين أهل الزوج؟ فين الزوج نفسه اللي مسافر؟
فين الجيران اللي ساكنين في نفس العمارة؟
إزاي 3 أيام يعدّوا من غير ما حد يخبط ولا يسأل؟
إحنا بقينا نعيش كأن كل واحد في جزيرة معزولة، لا بنسأل ولا بنتطمن، كأن الرحمة اتشالت من القلوب.
الفصل السادس : غربة الأجساد وغربة القلوب
الغربة مش بس إنك تسافر بره.
الغربة الحقيقية إنك تبقى محاط بناس، ومع ذلك تحس إنك لوحدك.
الأم كانت عايشة في وسط ناس، لكن وقت الحاجة مفيش حد مدّ إيده.
لو كان فيه صلة رحم، أو جيرة زي زمان، مكنّاش وصلنا للمشهد ده.
الغربة خدت ناس كتير من ولادنا.. بس الأخطر إن الغربة بقت في قلوبنا.
الفصل السابع : وجع الطفلة الناجية
البنت الكبيرة.. اللي عندها 3 سنين.
تخيلوا حجم الرعب اللي عاشته 3 أيام جنب جثة أمها وأختها الرضيعة!
المنظر ده لو أي كبير شافه كان ممكن ينهار.
الطفلة دي محتاجة حضن، محتاجة علاج نفسي، محتاجة حب ورعاية تعوضها اللي راح.
أكتر حاجة مؤلمة إن الطفلة هتفضل فاكرة اللحظة دي طول حياتها.
الفصل التامن : المجتمع الغايب
القصة دي مش بس مأساة عيلة، دي مأساة مجتمع.
إحنا بقينا نجري ورا الدنيا وننسى الأساس.
زمان، لو واحد اتأخر ساعة جيرانه يسألوا.
لو واحدة ست قعدت يومين من غير ما تشوفها حد يروح يطمن.
لكن دلوقتي بقى فيه برود وجفاء يخلي مصايب تحصل من غير ما حد يحس.
الفصل التاسع : دروس لازم نتعلمها
- اسألوا على بعض : سؤال بسيط ممكن ينقذ حياة.
- صلة الرحم مش رفاهية : دي واجب ديني وإنساني.
- الغربة خطر : مش كل حاجة فلوس، في حاجات أهم زي الرحمة والوجود جنب بعض.
- الرحمة مسئولية جماعية : الرحمة مش كلمة.. دي فعل، دي حياة.
- اعمل خير من غير ما تستنى رد : زيارة، تليفون، طبق أكل، كله له قيمة.
الفصل العاشر : الحكايات اللي بتتكرر
القصة دي للأسف مش الوحيدة.
في قصص شبهها بتحصل في مدن وقرى كتير.
ناس بتموت لوحدها ومحدش يحس بيها غير بعد أيام.
وده معناه إننا محتاجين نرجع إنسانيتنا.
القصة دي لازم تبقى جرس إنذار مش بنسمعه وننساه، لكن نغيّر بيه حياتنا.
الخاتمة
مأساة موت الأم ورضيعتها، ونجاة طفلة صغيرة بعد 3 أيام جوع وعطش، مش مجرد خبر.
دي صرخة وجع بتقولنا : "فين الرحمة اللي كانت في قلوبنا؟ فين صلة الرحم اللي ربنا أوصانا بيها؟"
الدنيا مش دار بقاء، ومفيش حد هيفضل فيها.
اللي يفضل مش الفلوس ولا السفر، اللي يفضل هو الرحمة اللي بنسيبها في قلوب بعض.
خلي عندك وقت تسأل عن قرايبك، جيرانك، أصحابك. يمكن سؤالك ينقذ حياة.
الرحمة مش مجرد كلمة.. الرحمة حياة.