"أمي ماتت من القهر... وهو عايش مع اللي خربوا بيتنا"

"أمي ماتت من القهر... وهو عايش مع اللي خربوا بيتنا"

تقييم 5 من 5.
2 المراجعات

image about "أمي ماتت من القهر... وهو عايش مع اللي خربوا بيتنا"

اول حاجه انا مش كاتبه بس قولت اجرب ف لو عجبكم قصتي هدخل في الفصل الثاني ب اذن  الله 

لفصل الأول: الفلوس اللي بتيجي بعد الإهانة

“مش عشان جبتلكم فلوس، تبقوا فاكرين إني مديون لكم بحاجة!”

الكلمة دي قالها أبويا لأخويا الكبير بعد ما طلب منه فلوس مصاريف الجامعة.

كنا قاعدين وقتها في الصالة، إحنا التلاتة... أنا وأخويا وأختي. ساد علينا صمت تقيل، كأن الهوا اتقطع من الشباك.

كلنا نعرف الرد اللي جاي.
نعرف إنه هيدينا الفلوس ، بس بعد ما يوجعنا شويه.

هو كده دايمًا... عمره ما بيرفض يدينا، بس عمره برضه ما ادّى من غير ما يحسسنا إننا عبء.

إحنا مش محتاجين منه يتحنن علينا. إحنا بس بنطلب حقنا...
حقنا كأولاده، زي ما بيدي “أختي” اللي عايش معاها في البيت التاني.

أيوه... “أختي”.
بنت مراته الجديدة، اللي هي في الأصل أختنا من أبونا، بس إحنا بنتعامل كأننا أولاد مراته القديمة، وهي بنت البيت الجديد.

بيوديها المدرسة بنفسه.
بيشتري لها لبس العيد قبلها بشهر.
بيحضر حفلاتها، ويصوّرها، وينزل صورة ويكتب تحتها:
“أميرتي.. فخري وسندي في الدنيا.”

وإحنا؟
بنتصل عليه لما نكون مضطرين... ولما بيرد، بيقول:
“مش وقته... ابعتلي على الواتساب.”

مرة أختي الصغيرة قالت له:
"نفسي تحبني زيها."
وساعتها وشه اتغير، وساب المكالمة، وما ردش تاني يوم.

إحنا مش بنكرهه، بس بنحس إننا مش ولاده.
إحساس غريب لما تكون شايف إن لك أب حي... بس مش في حياتك.

أمي كانت دايمًا بتحاول تستر عليه. تقول لنا:
"هو مش وحش، بس الدنيا غيّرته."

ولما ماتت، ماتت بالقهر.
كانت بتتألم بصمت، وكل مرة بيغيب عنها يومين تلاتة، كانت بتحاول تخبي زعلها... بس جسمها فضحها.

آخر زيارة ليه كانت قبل وفاتها بأسبوع.
جاب لنا شوية طلبات، رماهم على الترابيزة، وقال لأمي:
"ما تبقيش تبعتي العيال كل شوية، عندي بيت تاني ومسؤوليات."

يومها، عينيها دمعت.
بصيت له وسألت:
"يعني إحنا مش مسؤوليتك؟"

وسكت.

بعد ما خرج، قعدت على الكنبة، ومشيت دمعة واحدة بس على خدها، وقالتلي:
"الذل بيوجع أكتر من الجوع يا بنتي."

ومن ساعتها، بقيت أفهم كل كلمة كانت بتقولها.

آه، الفلوس بتيجي...
لكن بتيجي متأخر، وبتيجي بعد ما نحس إننا ما نستاهلش.

كل مرة نبعت له رسالة، بنفكر ألف مرة قبلها.
نكتب، ونمسح.
نحاول نختار كلمات ناعمة، عشان ما يزعلش.

ولما نطلب، بنحس إننا بنتسول.

وأكتر كلمة بتفضل ترنّ في ودني بعد ما يبعت الفلوس:
"أنا كده كده بعمل اللي عليّ، ماحدش ليه حاجة عندي."

لا يا بابا...
اللي علينا إحنا نسكت.

بس اللي عليك إنت...
إنك تفتكر إنك مش مجرد صرّاف، إنت أب، ولو نسيت ده، إحنا مش هننسى.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-