
قصة همسات الظلال
قصة “همسات الظلال”
الجزء الأول: الخوف الأول
في منزل قديم يعود تاريخهُ إلى مائة عام، عاشت فتاتنا الصغيرة “لينا” ذات العشر سنوات، بقلب صغير يرتجف من أقل صوت. لم تكن تخاف من الظلام بحد ذاته، بل مما قد يُخفيه الظلام بين براثينه. كان خوفها الأكبر، وهَمَسها السري، هو الأشباح.
بدأ الأمر بانتقال العائلة إلى هذا المنزل الريفي الكبير. كان والداها يقولان إنه مليء بـ"التاريخ" و"الشخصيات"، لكن لينا وحدها كانت تشعر فيه بـ"الحضور". شيء بارد، ثقيل، يلتصق بالجدران.
كانت غرفتها تقع في الطابق العلوي، تواجه حديقة مُهملة حيث تتشابك أغصان الأشجار كأصابع عملاقة.
في الليلة الأولى، بينما كانت تحاول النوم، سمعت صوتًا. لم يكن صوت الريح أو تساقط أوراق الشجر الجافة. كان صوتًا رقيقًا، كأن أحدهم يمرر أصابعه برفق على حافة خشبية مصقولة.
فتحت لينا عينيها على اتساعهما في العتمة. تمسح بعينيها الصغيرتين المكان والضوء الخافت للقمر بالكاد يمر عبر النافذة. شعرت ببرد مفاجئ يلف قدميها المكشوفتين خارج الغطاء.
ثم رأته.
لم يكن شكلاً كاملاً، بل كان ظلًا أبيض شاحبًا بالكاد يمكن تمييزه، يطفو بإنسيابية بالقرب من خزانة ملابسها. لم يتحرك كثيراً، فقط كان هناك، مثل قطعة من الضباب الكثيف عالقة في الزاوية.
توقفت لينا عن التنفس لفترة من الوقت. أرادت الصراخ عالياً، لكن صوتها اختنق في حنجرتها. كانت عيناها مثبتتين على تلك الزاوية، والدموع تتجمع ولا تقوى على السقوط بخدها. مرت ثوانٍ كأنها ساعات، حتى بدأت يد الظل – أو ما بدا أنه يد – تتحرك ببطء شديد، تشير نحو سريرها. الى ماذا تشير بيدك المرعبة؟ ماذا تريد؟ ما هذا؟ هل انا أحلم؟ نعم انه حلم حاولي اغماض عينيك وسرعان ما يختفي ذالك الشئ؟ مهلاً! لماذا لا استطيع اغلاق عيني! لما لا أشعر بجسدي؟
في تلك اللحظة، تدحرجت كرة لينا الصغيرة المصنوعة من الفراء، تلك الكرة التي تحب اللعب بها دائما، والتي كانت بجانب سريرها، واصطدمت بالخزانة تمامًا حيث كان الظل. اختفى الظل! تلاشى كما تتلاشى النكتة في الهواء. أين ذهب؟ ماذا هذا؟
تجمدت لينا. هل كان وهمًا؟ هل نامت وحلمت؟ لا. كان البرد لا يزال يلفها، وبدأ قلبها يخفق بجنون في صدرها. عرفت. لم تكن وحيدة في هذا المنزل. الشيء رآها.
في صباح اليوم التالي، لم تخبر لينا والديها. كيف يمكنها أن تشرح لهما أنها رأت ضبابًا شاحبًا ي
شير إليها؟ بل لم تكون متأكدة ان كان حلماً او حقيقة ولكنها كانت متأكدة أن شيئًا تغير بداخلها، شئ لا تقوي على تفسيره وتفهم ماهيتهٌ. أصبحت كل زاوية مظلمة، وكل صرير في المنزل، وكل همسة ريح، وكل حركة رقيقة دليلاً على أن الخوف الأول لم يكن الأخير.
انتظروني فى الجزء الثاني قريبا،،،،
تحياتي ،،،،
“القصة من خمسة اجزاء فقط”