
البيت الذي لا ينام
المقدم
في أطراف المدينة يقف منزل مهجور منذ عشرين عاماً يلفه الغموض ويثير الرعب في قلوب الجميع. تقول الشائعات إن عائلة اختفت هناك فجأة، وأن من يجرؤ على الاقتراب قد لا يعود.
يوسف، شاب جامعي يدرس علم النفس، لم يصدّق هذه القصص… حتى قرر العيش في هذا المنزل بنفسه.
ما لم يعرفه يوسف، أن الجدران القديمة تخفي أسراراً مظلمة، وأن الليل في هذا المكان لا يرحم الفضوليين. بين أصوات غريبة، ظلال تتحرك، ودفاتر يوميات مكتوبة بخط يد مرتعش… سيكتشف أن الرعب ليس مجرد خرافة، وأن البيت… لا ينام أبداً.
هل أنت مستعد لدخول هذا المنزل؟ وما ستراه داخله قد يغيّر مفهومك عن الخوف إلى الأبد.
البيت الذي لا ينام
الحي القديم
في طرف المدينة، حيث تتكدس المنازل القديمة المتهالكة، يوجد منزل ضخم يكسوه الغبار والعناكب. أهل الحي يتجنبون المرور بجانبه، حتى الأطفال لا يلعبون بالقرب منه، وكأن مجرد الاقتراب منه يجلب لعنة.
كانوا يقولون إن العائلة التي سكنت هناك اختفت ذات ليلة باردة قبل عشرين عاماً. لم يجد أحد أثراً لهم، لا جثث، ولا أمتعة، فقط أبواب مفتوحة وأضواء مطفأة، وكأن البيت ابتلعهم جميعاً.

بطل القصة – يوسف
يوسف، شاب في أوائل العشرينات، يدرس علم النفس في الجامعة. لم يكن يؤمن بالخرافات، بل كان يرى أن كل قصة رعب قديمة ما هي إلا انعكاس لعقد نفسية وموروثات اجتماعية.
حين سمع عن المنزل المهجور، أثار فضوله، واعتبره فرصة لإثبات أن الرعب مجرد أوهام. استأجر المنزل بثمن بخس، متحدياً خوف أهله وأصدقائه.
في الليلة الأولى، دخل البيت حاملاً حقيبته ودفتر ملاحظاته. كانت الجدران رطبة، رائحة العفن تملأ المكان، وأرضية الخشب تصدر صريراً مع كل خطوة.
لكنه ابتسم وقال لنفسه:
“كل هذا مجرد إيحاء… لا شيء هنا سوى ذكريات متروكة.”
العلامات الأولى
مرت الساعات الأولى بسلام، لكن مع حلول منتصف الليل بدأت العلامات الغريبة تظهر:
ساعة الحائط القديمة التي توقفت عند الثانية عشرة بدأت تتحرك فجأة، لتعود عقاربها إلى التوقف عند الثانية بعد منتصف الليل.
صورة قديمة لعائلة غريبة وُجدت مرمية على الأرض، لاحظ يوسف أن ملامحهم تتغير ببطء كل مرة ينظر إليها.
أصوات خافتة قادمة من الطابق العلوي: وقع أقدام مترددة، كأن أحداً يتجول في الغرف المهجورة.
يوسف تجاهل الأمر، وأقنع نفسه بأنها أوهام ناتجة عن التعب. لكنه لم يستطع إنكار أنه شعر بشيء يراقبه من الظلام.

دفتر اليوميات
في اليوم التالي، بدأ يوسف يستكشف البيت أكثر. وبينما كان يفتش المكتبة المتهالكة، وجد مجموعة من الدفاتر القديمة، أوراقها صفراء وممزقة، مكتوبة بخط يدٍ مرتجف.
فتح إحدى الصفحات، فوجد جملة متكررة:
“من يسمع صراخنا… لن يخرج من هنا.”
شعر بقشعريرة تسري في جسده، لكنه ابتسم بسخرية:
– “ربما كان أحد أفراد العائلة يعاني من مرض نفسي… هذا تفسير منطقي.”
ومع ذلك، احتفظ بالدفاتر في حقيبته، لنيته تحليلها لاحقاً.
أول مواجهة
ليلة اليوم الثالث كانت مختلفة. عند الساعة الثانية تماماً بعد منتصف الليل، استيقظ يوسف على صوت بكاء مكتوم قادم من الطابق السفلي.
تردد قليلاً، ثم قرر النزول حاملاً مصباحه اليدوي.
الهواء في القبو كان ثقيلاً، ورائحة الدم العتيق تملأ المكان. في الزاوية، رأى شيئاً يتحرك ببطء. وعندما وجّه ضوء المصباح نحوه، تجمد في مكانه…
كان هناك طفل صغير يجلس على الأرض، وجهه شاحب، عيناه واسعتان كأنهما مرآتان مظلمتان. الطفل رفع رأسه ونظر مباشرة إلى يوسف، ثم قال بصوت متقطع:
– “أبي… لم يدفننا.”
وبلحظة واحدة، اختفى الطفل تماماً، تاركاً خلفه صدى صوته يتردد في أذن يوسف.

إدراك الحقيقة
يوسف جلس على الأرض يلهث، محاولاً إقناع نفسه أن ما رآه مجرد هلوسة. لكنه حين عاد إلى غرفته، وجد الدفاتر التي جمعها قد فتحت من تلقاء نفسها على نفس الصفحة، مكتوب فيها:
“لن تنجو… البيت لا ينام.”
تعرّق جسده بالكامل، وأدرك أن القصة ليست مجرد خرافة.
بل إنه دخل في دوامة مظلمة… والبيت الآن لا ينوي أن يتركه يرحل.
🩸 نهاية الرواية الأولى 🩸
الروايه مكونه من ٣ روايات
انشاء الله تنال اعجابكم تابعون ليصلكم كل جديد