# قصة ظل أسد ونور قصه خياليه

# قصة ظل أسد ونور قصه خياليه

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

قصة ظل أسد ونور

في يوم عادي جدًا، بس غريب في إحساسه، كانت نور واقفة في البلكونة بتبص على الشارع اللي حفظت كل تفاصيله.

الهوى بيعدّي بين شعرها كأنه بيفكرها بكل لحظة عدّت وهي مستنية حاجة تتغير… بس مفيش حاجة بتتغير.

كانت حياتها مع أسد باينة للناس مثالية، لكن الحقيقة كانت مليانة وجع مكتوم.

في البيت الكبير اللي كله ديكور وحوائط صامتة، كان في حب كبير… بس اتبدّل بشك وسكوت.

سمعت صوت الباب بيُفتح، وبنبرة صوته اللي حفظتها حتى وهي نايمة، قال:

أسد: نور، انتي فين؟

نور: هنا في البلكونة، مستنية الهوى يرد عليّا يمكن يكون أوفى من الناس.

أسد: (بيضحك بخفّة) لسه فيلسوفة زي ما انتي.

نور: الفلسفة مش عيب، العيب إننا نبقى مش عارفين إحنا بقينا إيه.

دخل جوه، وقف وراها، صوته بقى أخف…

أسد: في إيه تاني يا نور؟ مش كفاية تعب شغل النهارده، تيجي تتخانقيني كمان؟

نور: أنا مش بتخانق، أنا بتكلم… بس الظاهر إنك بطلت تسمعني من زمان.

(سكت لحظة، بصت له بعينين فيها وجع الدنيا كلها)

نور: أسد، البنت اللي كانت معاك النهارده مين؟

نور: أيوه، اللي كنت بتضحك معاها في العربية.

أسد: آه دي؟ دي شغل يا نور.

نور: (بابتسامة مليانة مرارة) شغل… الكلمة السحرية اللي بقت تبرر كل حاجة.

أسد: يعني إيه؟ إنتي شاكة فيا؟ بعد كل اللي بينا؟

نور: مش شك، بس وجع. أنا مش عارفة بقيت مين بالنسبالك، مراتي ولا جزء من المهمة!

وقف لحظة، عينيه فيها نار، بس مش غضب منها… غضب من نفسه يمكن.

أسد: نور، اسمعيني بس… البنت دي فعلاً من الشغل، في حاجة مهمة أنا شغال عليها، ومينفعش أقولك التفاصيل.

نور: طب ما تقوليش… أنا خلاص مبقتش عايزة أعرف حاجة.

أسد: ما تقوليهاش كده. أنا بحبك، والله العظيم بحبك.

نور: (دمعتها نزلت) الحب مش كلام، الحب أمان يا أسد، وأنا مبقتش حاسة بالأمان.

(هنا المشهد كله اتبدّل، التوتر مالي الجو)

أسد: خلاص، انسي اللي شفتيه.

نور: لا، مش هنسى. لأن اللي بيحصل بينا مش أول مرة… كل مرة بتقول نفس الكلام.

أسد: عشان فعلاً مفيش حاجة تحصل!

نور: طب ليه بقت كل كلمة بينا صرخة؟ وليه أنا دايمًا الغلطانة؟

أسد: لأنك مش بتسمعيني يا نور.

نور: وأنا زهقت من إني أسمع وميبقاش في فعل.

(السكوت بينهم تقيل، صوت السكون نفسه بيوجع)

نور: أسد، إنت فاكر لما قولتلي إنك عمرك ما تقدر تظلمني؟

أسد: أيوه، ومتمسك بيها.

نور: لأ، ظلمتني. يمكن مش بإيدك… بس بالكلمة، بالنظرة، بالتجاهل.

(هنا بقى أسد حاسس إن كل كلمة منها خنجر في صدره، لكنه مش قادر يدافع، ولا عايز يخسرها)

أسد: خلاص يا نور، كفاية وجع. نبدأ صفحة جديدة؟

نور: والقديم؟ نرميه كده؟ كأنه ما كانش؟

أسد: القديم وجعنا، بس الجديد ممكن يفرّحنا.

نور: يا أسد، الوجع لما يدخل جوا القلب، مفيش حاجة تطلعه غير البُعد.

(قرب منها خطوة، عينيه بتلمع خوف، كأنه طفل ضايع بيترجى حضن أمه)

أسد: انتي بتفكري في البُعد فعلاً؟

نور: يمكن البعد أهون من وجع القرب.

 

---

في اللحظة دي الباب اتفتح فجأة، ودخل حمزة، أخوها الكبير اللي دايمًا بيبان وقت الانفجار.

حمزة: في إيه؟ صوتكم سامعه من أول الشارع.

نور: ولا حاجة، مجرد حوار ملوش آخر.

أسد: (بيحاول يسيطر على الموقف) خير يا حمزة، كل حاجة تمام.

حمزة: تمام إيه؟ وشك وشها بيقولوا العكس.

نور: سيبنا يا حمزة، الموضوع بيني وبينه.

حمزة: لا يا نور، لما الموضوع بيوصل لدموعك، يبقى أنا ماليش غير إني أتدخل.

أسد: (بيتنفس بعمق) حمزة، أنا مقدر غيرتك على أختك، بس الموضوع فعلاً سوء فهم.

حمزة: سوء فهم ولا سوء تصرف؟

(الجو مشحون، وكل كلمة بتولّع الجو أكتر)

نور: خلاص بقى يا حمزة، كفاية.

حمزة: لا مش كفاية. إنتي تستاهلي اللي يحافظ عليكي مش اللي يوجعك.

أسد: (موجوع وبيحاول يتمالك نفسه) أنا بحافظ عليها أكتر من نفسي.

حمزة: أهو باين!

(نور بدأت تبكي تاني، وده كسر جوة أسد كل كبريائه)

أسد: خلاص يا حمزة، لو شايفني غلط، أنا هصلح غلطتي.

نور: مش كل حاجة تتصلح يا أسد، في حاجات لما بتتكسر بتفضل مجروحة حتى لو اتلصقت.

حمزة: كلامها صح. بس يا نور، برضو في حب بيتصلح لو في نية بجد.

نور: النية كانت، بس التعب خلاني مش قادرة.

(أسد سكت، قرب منها وقال بصوت مبحوح)

أسد: عايز فرصة أخيرة. واحدة بس.

نور: وأنا خلاص خلصت فرص.

 

---

سكتوا التلاتة. مفيش صوت غير أنفاسهم المتقطعة.

الليل كان شاهد على وجع تلات قلوب في نفس اللحظة —

حب مش مفهوم، كرامة مجروحة، وغضب مكتوم.

في اللحظة دي أسد بص لنور وقال بهدوء:

> “أنا مش هسيبك، حتى لو الدنيا كلها قالت كفاية.”

 

نور: (بصوت مكسور) وأنا مش هقدر أكمّل لو وجعي هو تمن حبك.

وانتهى المشهد الأول…

لكن الحكاية لسه في أولها.

لأن لسه في أسرار، ولسه في وجع تاني هيطلع، ولسه في اختبار كبير للحب ده:

هل الحب فعلاً بيغفر؟ ولا بيكسر صاحبه؟

الليل كان تقيل على البيت كله بعد اللي حصل

نور قعدت على السرير عينيها مفتوحة ومش قادرة تنام

بتفكر في كل كلمة اتقالت كل نظرة كل وجع اتسحب من قلبها وسكنها

الهدوء اللي حواليها كان مؤلم كأنه صوت بيوجعها

تعبت من التفكير وتعبت من الكتمان

الصبح دخل من الشباك بنوره الضعيف

شافت وشها في المراية حسّت إنها مش هي

عيونها فيها حزن وسهر وخوف

همست لنفسها وقالت كفاية بقى يا نور

كفاية تعب كفاية خوف كفاية وجع

لو هو بيحبني بجد هيثبت ولو لأ يبقى الباب يفوّت جمل

خرجت من الأوضة مشيت على أطراف رجلها

البيت ساكت إلا صوت المطبخ الخفيف

أسد كان هناك بيحاول يعمل قهوة

وشه مجهد وصوته واطي لما قال صباح الخير

نور ما ردتش مشت ناحية البلكونة وقفت هناك

الهوا كان بارد بس قلبها أبرَد منه

أسد قرب منها وقال ممكن نتكلم

قالها بنبرة فيها رجاء وفيها ضعف غريب عليها

بصتله وسكتت

قالها أنا فكرت طول الليل في كل اللي حصل

عارف إني جرحتك بس والله غصب عني

قالتله كل حاجة بتبقى غصب عنك يا أسد

الغياب غصب الزعل غصب العصبية غصب

امتى هتبقى حاجة برضاك

سكت دقيقة وقال انتي عارفة شغلي صعب

والبنت اللي شفتيها مش أكتر من زميلة في مهمة

بس اللي وجعني بجد إنك شكّيتي فيا

قالتله أنا مش شكاكة أنا موجوعة

أنا حبيت راجل كنت شايفاه سندي

بس كل مرة تقع وأنا اللي بشيلك

وانت ولا مرة بصيت تشوف أنا محتاجة مين يشيلني

أسد قرب أكتر

قالها بهدوء أنا عارف إني قصرت

بس بحاول أتعلم منك

بحاول أكون الراجل اللي تستاهليه

قالتله بس الوقت فات يا أسد

في حاجات لما بتتكسر مش بتتصلح

وفي حاجات لما تتكرر خلاص بتفقد طعمها

دخل حمزة في الوقت ده

وشه باين عليه القلق

قال صباح الخير

بس حس كده إن الجو مش طبيعي

بص للنور وقالها انتي كويسة

قالتله كويسة زي أي حد بيحاول يكون بخير

قاله أسد متقلقش هي تمام

بس حمزة قرب وقال أنا مش أعمى

البيت ده ناقصه راحة

وانتوا الاتنين لازم تهدوا

نور مسكت شنطتها وقالت أنا رايحة عند ماما شوية

أسد قالها على طول ليه كده ما نتكلم

قالتله خلاص مفيش كلام

أنا محتاجة أتنفس بعيد شوية

حمزة قال سيبها تروح يا أسد

البعد ساعات بيهدي اللي الكلام ما بيهديهوش

نور خرجت من البيت

الهوى ضرب وشها كأنه حرية صغيرة بتتنفسها بعد حبس طويل

مشيت في الشارع بعينين تايهة

شايفة الناس بس مش حاسة بيهم

كل خطوة كانت وجع وسكينة في نفس الوقت

وصلت بيت أمها

طنط ليلى فتحت الباب ووشها اتبدّل

قالت يا بنتي مالك وشك عامل كده

نور حاولت تبتسم وقالت تعب شغل عادي

بس طنط ليلى شافت اللي جواها من غير كلام

قالت تعالي يا بنتي ارتاحي واشربي حاجة

نور قعدت على الكنبة وبصت في الفراغ

دمعتها نزلت غصب عنها

طنط ليلى مسحتها وقالت كل حاجة بتتصلح لو في نية

وفي نفس اللحظة كان أسد قاعد لوحده في البيت

إيده على وشه وقلبه بيغلي

حاسس إن البيت فاضي من غيرها

كل حاجة حواليه ساكتة كأنها بتعاقبه

مسك الموبايل وكتب رسالة طويلة

بس مسحها قبل ما يبعتها

قال أنا لازم أشوفها بنفسي

خرج من البيت راح على بيت حماته

بس وهو في الطريق جاله اتصال غريب

رقم مش مسجّل

اللي اتصل قاله بصوت واطي البنت اللي كنت بتتعامل معاها اتكشفت

الوضع خطر جدا وممنوع أي تحركات دلوقتي

أسد وقف في نص الشارع

الهموم كلها ضربت في دماغه

قال في نفسه حتى الشغل دخل في حياتي الخاصة

كل حاجة بتتلخبط

في اللحظة دي نور كانت فوق في الأوضة عند أمها

بتبص على تليفونها اللي بيترن

وشافت اسم أسد

مسحت دمعتها وقالت خلاص مش هرد

المرة دي لأ

بس قلبها وجعها

لأنها عارفة إن السكوت ساعات أقسى من الكلام

فضل أسد يحاول يتصل وهي ما بتردش

رجع البيت تايه مش عارف يبدأ منين

حمزة كلمه وقاله سيبها تهدى شوية

بس أسد قاله أنا مش عارف أعيش من غيرها

الليل جه تاني

والبيت اتغطى بسكوت تقيل

أسد قعد في البلكونة اللي كانت بتحبها نور

نفس المكان نفس الكرسي بس من غيرها

افتكر ضحكتها لما كانت بتغني

افتكر كلامها لما قالتله الأمان مش كلمة

قلبه وجعه وقال أنا السبب

وفي نفس الوقت كانت نور بتكتب في دفتر صغير جنبها

كتبت جملة واحدة بس

(أوقات الحب مش بيكفي لو الوجع غلب)

قفلت الدفتر وسكتت

القدر لسه مخبيلهم كتير

لسه في أسرار هتتفتح ولسه في مواجهة جاية

لأن الشغل اللي في حياة أسد مش مجرد شغل

ولأن حبهم مش بسيطأسد فضل واقف في نص الشارع بعد المكالمة

الهوا كان بيخبط في وشه بس دماغه مش حاسة بحاجة

الكلام اللي سمعه بيتكرر في ودانه البنت اللي اتكشفت الوضع خطر ممنوع التحرك

حس إن الدنيا بتلف حواليه

مش عارف يروح لنور ولا يروح يشوف الشغل

كله متشابك كله مربوط ببعض

كل خطوة بقت حساب

كل نفس بقى تقل

ركب عربيته وقعد ساكت

الموبايل في إيده بيرن

الاسم على الشاشة حمزة

رد بصوت مبحوح وقال خير يا حمزة

حمزة قال له انت فين يا أسد

قاله في الطريق بس مش عارف رايح فين

حمزة قال له نور كويسة بس مش بتتكلم

مشيت ورايحة تقعد عند ماما

أسد قاله أنا كنت عارف بس والله الوضع معقد

حمزة قاله خليك راجل وواجه اللي لازم تواجهه

بس ما تتهورش

أسد قفل الموبايل وساق بالعربية لحد ما وصل مكان مهجور في أطراف المدينة

المكان ده اللي بيقابل فيه الراجل الكبير المسؤول عن المهمة

الراجل كان مستنيه

بصله وقاله حصل اللي كنا خايفين منه

البنت اللي كانت بتتعامل معاك طلعت تابعة جماعة تانية

احنا كنا بنرصدها بس اتضح انها كانت بتلعب على الحبلين

أسد اتصدم وقال ازاي الكلام ده حصل

الراجل قاله التفاصيل بعدين دلوقتي انت لازم تبعد عنها وعن أي حاجة تخص المهمة

اللي حصل بينكم لازم يتنسي

أسد قاله ما حصلش بينا حاجة أصلا

قاله كويس بس خليك عارف ان حياتك الشخصية في خطر دلوقتي

رجع أسد البيت

عقله مليان صور واصوات

نور بتعيط

الراجل الكبير بيتكلم

البنت اللي اتكشفت

كل حاجة داخلة في بعضها

قعد على الكرسي اللي في البلكونة وسرح في السما

قال لنفسه انا خسرت نفسي وخسرت نور وممكن اخسر كل حاجة

في نفس الوقت كانت نور قاعدة عند أمها

طنط ليلى داخلة عليها بكوباية شاي

قالت لها يا بنتي انتي بتحبي الراجل ده ولا خلاص

نور قالت بحبه

بس الحب لوحده مش كفاية

الست لما تحس انها مش متطمنة خلاص قلبها بيقفل

طنط ليلى قالت بس الراجل بيغلط

الرجولة مش في انه ما يغلطش الرجولة في انه يصلح غلطه

نور قالت بس في ناس لما يغلطوا بيكسروا جوانا حاجة ما بتتصلحش

قعدت ساكتة تبص في الموبايل

كل شوية تفتحه وتقفله

تفتكر كلامه وضحكته وصوته لما كان بيقولها يا حبيبتي

تحس بحرقة في قلبها

تقوم تمشي في الأوضة رايحة جاية

مش عارفة تعمل ايه

ترجع تقعد تاني وتكتب في الورقة اللي كانت بدأت فيها

(يمكن القدر بيجربنا علشان نعرف احنا لسه بنحب ولا خلاص تعبنا)

أسد في اللحظة دي قرر يروح يشوفها

مش قادر يفضل بعيد

لبس الجاكيت وطلع

الليل كان هادي والشوارع فاضية

كل لمبة بتنور كأنها بتقوله روح

كل صوت بعيد كأنه بيناديه باسمها

وقف قدام بيت أمها

فضل يبص للشباك اللي بينور كل شوية

نفس الشباك اللي كانت بتطل منه وهي صغيرة

اتنفس بعمق وقال لازم اشوفها حتى لو مش هتكلمني

طرق الباب

طنط ليلى فتحت الباب

وشها اتفاجئ وقالت انت هنا ليه

قالها علشان نور

قالت له هي نايمة

قالها مش هطول بس لازم اكلمها

طنط ليلى سكتت ثواني وقالت استنى هنا

دخلت جوه

نور كانت قاعدة لسه صاحيه

قالت لها أمها أسد تحت

وشها اتغير وقالت مش هانزل

قالت لها انزلي كلميه الكتمان مش هيريّحك

نزلت نور

شافته واقف في نفس المكان اللي وقف فيه زمان يوم ما اتقدم لها

نفس النظرة نفس الوجع

قالت بهدوء في ايه تاني يا أسد

قالها مش جاي أبرر ولا أشرح

جاي أقولك إنك أغلى حاجة في حياتي

نور قالت بس انت دايمًا بتقول كده لما تحس إني هبعد

قالها يمكن

بس المرة دي مختلفة

في حاجة حصلت في الشغل

حاجة كبيرة

واللي حصل امبارح كان ليه علاقة بيها

نور سكتت

قلبها بدأ يدق بسرعة

قالت له شغل تاني

قالها آه بس المرة دي خطر

ومش عايزك تتورطي في أي حاجة

أنا بحميكي حتى لو انتي شايفة العكس

نور بصت له بنظرة فيها خوف وحيرة

قالت له بحميني ولا بتخبّي عني

قالها بعمل اللي أقدر عليه

قالت له وأنا تعبت من الأسرار

أنا عايزة راحة مش بطولات

أسد مد إيده بخفة وقالها صدقيني

نور سابت نفسها للحظة

حست إن صوته فيه صدق غريب

بس عقلها كان بيقولها خدي بالك

طنط ليلى طلعت وقالت خلاص بقى كفاية كلام دلوقتي

نور طلعت فوق

وأسد فضل واقف على الباب

بص للسماء وقال يا رب لو في نصيب خلّيه يعدي على خير

رجع بيته

لقي الباب مفتوح والأنوار منورة

دخل بحذر

لقى ورقة على الترابيزة

مكتوب فيها بخط غريب جدا

(اللي حواليك مش آمنين واحذر من اللي بتثق فيهم)

وقف مكانه جسمه اتجمد

مين اللي كتب الورقة دي

البنت اللي كانت في المهمة

ولا حد من الشغل

ولا حد بيراقبه

في اللحظة دي رن موبايله تاني

نفس الرقم المجهول

اللي على الخط قال بصوت متقطع

انت اتراقبت يا أسد

احمي اللي بتحبها قبل ما يفوت الأوان

قفل الموبايل وهو بيحس إن الدنيا كلها بتتقفل حواليه

والحيرة بقت جبال على صدره

هل يقول لنور

ولا يخاف عليها ويسكت

الليل خلص على خوف وسكوت وأسئلة من غير إجابات

ونور فوق على سريرها مش قادرة تنام

حاسه بحاجة غريبة

زي قلبها اللي بيخبط من غير سببأسد قعد طول الليل على الكرسي اللي في البلكونة

عينه مش شايفة غير الورقة اللي لقاها

الكلمات بتلف في دماغه احذر من اللي بتثق فيهم

مين اللي كتبها ومين اللي قدر يدخل بيته من غير ما يحس

حاول يفتكر آخر مرة ساب الباب مفتوح

حاول يفتكر مين زاره آخر يوم

لكن مفيش حاجة واضحة

النهار طلع وهو لسه ما نامش

راح يغسل وشه في الحمام وبص في المراية

وشه باين عليه التعب

حس إن كل حاجة حوالينه بتتقل عليه

الشغل بيقفل من كل ناحية ونور بعيدة

وقلبه في نصهم بيتقطع

فتح الموبايل

لقى رسالة من رقم غريب

مكتوب فيها ما تتصلش بينا إحنا نوصلك لما نحتاجك

الرسالة دي أكدتله إن اللي بيحصل مش بسيط

يعني هو تحت المراقبة

يعني في ناس بتتحرك حواليه

بس مين فيهم العدو ومين فيهم اللي لسه واقف في صفه

طلع على السطح وقف يبص للسماء

قال لنفسه لو نور كانت هنا كانت هتضحك وتقول الجو حلو

حس إن الحنين بيخنقه

مسك الموبايل وكتب رسالة صغيرة

(وحشتيني)

بس ما بعتهاش

في نفس الوقت نور كانت قاعدة عند أمها

تحاول تقرا كتاب بس عينيها مش مركزة

كل شوية تفكر في أسد

تحاول تزعل بس قلبها مش عايز

تحاول تنساه بس اسمه على لسانها

طنط ليلى دخلت وقالت لها إنتي ناوية ترجعي ولا لأ

نور قالت مش عارفة

أصل أنا خايفة أرجع أعيش نفس الوجع

طنط ليلى قالت الخوف عمره ما بيبني بيت

بس كمان الوجع ما بيتنساش بسهولة

نور راحت البلكونة

الهوا بيخبط في وشها

حست إن في حاجة غريبة

بصت للشارع شافت عربية سودة واقفة قدام البيت من الصبح

مش بتتحرك

كل شوية حد يفتح الشباك ويبص

قلبها دق بسرعة

دخلت جوه وقالت لحمزة في عربية غريبة بره

حمزة بص من الشباك وقال فعلاً

بس قال لها ما تخافيش

يمكن حد من الجيران

الليل نزل والعربية لسه هناك

نور بدأت تحس إن في حاجة غلط

مسكت الموبايل تبعت لأسد

كتبتله في عربية سودة قدام بيتنا من الصبح

رد بسرعة وقالها ما تخرجيش خالص

هتلاقيني عندك حالًا

نزل بسرعة من بيته

الشارع كان هادي بس جواه دوشة

كل صوت حواليه بيخوفه

وصل قدام بيتها

بص على العربية

كانت فاضية

فتح الباب لقاها فاضية فعلاً

بس لقى ورقة تانية على الكرسي

مكتوب فيها بخط مختلف

(اتأخرت تاني)

قلبه وقع

بص حواليه ما فيش حد

دخل البيت بسرعة

نور كانت واقفة ورا الباب

لما شافته قالت له في إيه

قالها ما فيش بس خليكِ جوه

حمزة طلع قال في إيه يا أسد

أسد قال مفيش بس شكل في حد بيراقب المكان

حمزة قال مين

قال معرفش بس أنا لازم أفهم

قعدوا التلاتة في الصالون

نور وشها باين عليه الخوف

حمزة ماسك الموبايل بيحاول يتصل بحد يعرف منه حاجة

أسد ساكت بيفكر

قال في نفسه كل اللي حواليه بقى خطر

مش عايز نور تعرف حاجة

مش عايزها تتورط

نور قالت له بصوت واطي انت بتخبّي عني حاجة

أسد سكت

قالها لأ بس في ناس بتلعب بالنار

وانا مش هسيبهم يقربوا منك

نور قالتله بس أنا زهقت من الأسرار

قالها هتعرفي كل حاجة بس مش دلوقتي

الجو اتقفل عليهم

نور طلعت فوق عشان تهدى

أسد قعد مع حمزة وقاله الموضوع كبير

بس لازم نتصرف بالعقل

حمزة قاله أنا معاكي بس خلينا نعرف إحنا بنتعامل مع مين

في الوقت ده كانت عربية تانية واقفة في آخر الشارع

جوهها شخص بيتكلم في تليفون

بيقول خلينا نرائبهم أكتر شكلهم بدأوا يشكوا

الشخص اللي على التليفون رد وقال ما تخليش نور تعرف أي حاجة عن الماضي

أسد حس فجأة إن في حاجة أعمق من اللي ظاهر

إن اللي بيحصل مش مجرد تهديد شغل

في سر أقدم

سر ليه علاقة بيه وبنوره نفسها

الليل خلص على صمت

أسد نايم على الكنبة بس عينه مفتوحة

نور نايمة فوق بس حلمها كله صور متلخبطة

حمزة في الأوضة التانية سامع كل صوت

كلهم خايفين من بكرة

لأن بكرة جاي ومعاه الحقيقة اللي محدش مستعدلها

الفجر كان ساكت

صوت الأذان بيعدي من بعيد

أسد لسه ما نامش

كل شوية يقوم يبص من الشباك ويتأكد إن الشارع فاضي

الهواء داخل من الشباك ومعاه ريحة غريبة مش ريحة هوى عادي

ريحة كأنها جايه من مكان قديم

فتح درج المكتب

طلع ملف صغير قديم عليه تراب

فتح الورق

كان كله صور وأسماء وأرقام

وفي آخر صفحة صورة ليه هو وهو صغير

واقف جنب راجل لابس بدلة سودة

الوش باين منه نصه بس

أسد قلب الصفحة بسرعة كأنه خاف

قال بصوت واطي مين الراجل دا

في اللحظة دي الباب خبط

نور صحيت مفزوعة

نزلت بسرعة

قالت مين اللي بيخبط في الوقت دا

أسد قالها متخافيش أنا هشوف

راح للباب

فتح لقى ظرف صغير مرمي على الأرض

مكتوب عليه بخط بسيط افتح لو جاهز تعرف الحقيقة

فتح الظرف

جواه صورة تانية

صورة ليه هو ونور في نفس المكان اللي في الصورة القديمة

بس الصورة دي جديدة جدًا

يعني حد لسه مصورها

نور قالتله إيه دا

أسد سكت

حس إن كل حاجة بتتقفل عليه

قالها مفيش دي حاجات شغل

نور قالتله أنا مش غبية يا أسد

إنت بتخبى عني إيه

هو سكت

عينه راحت ناحية الصورة القديمة

قالها اسمعيني يا نور في حاجات لو عرفتيها هتخافي أكتر

قالتله أنا خلاص بقيت بخاف من كل حاجة

من سكوتك من نظرتك من اللي بيحصل من غير سبب

احكيلي يمكن أرتاح

أسد قعد

مسك نفسه بالعافية

قالها من سنين وأنا كنت في شغل خطر

وكان فيه ناس بتتعامل في أسرار كبيرة

أنا كنت صغير واتورط

وفضلت كل السنين دي بحاول أخرج

بس كل مرة أفتكر إن الموضوع خلص أرجع ألاقيه بدأ من جديد

نور قعدت قصاده

الدموع في عينيها بس بتحاول تمسك نفسها

قالتله وأنا ذنبي إيه

أنا كل اللي كنت عايزاه بيت هادي

ضحكة

أمان

مش خوف كل يوم

قالها والله ما كنت عايزك توصلي لكده

بس اللي بدأ زمان لسه ما خلصش

حمزة نزل من فوق

سمع آخر كلمتين

قال يعني إيه اللي بدأ

أسد قاله متدخلش يا حمزة دي حاجات قديمة

حمزة قاله لا قول

دلوقتي بقى الموضوع يخصنا كلنا

في ناس بترائب بيتنا

ونور مش هتعيش وسط دوامة الأسرار دي لوحدها

أسد مسك راسه

حس إنه اتزنق

بس قبل ما يرد

الموبايل رن

رقم غريب

رد بسرعة

صوت راجل قاله إنت المفروض تبطل تدور

الموضوع أكبر منك

أسد قاله إنت مين

الراجل ضحك وقاله انت فاكر إنك تقدر تنقذ نفسك أو تنقذها

المكالمة اتقفلت

أسد قعد مكانه مش قادر يتحرك

نور قالتله في إيه

قالها لازم نمشي من هنا

جمع حاجات بسيطة

حمزة وقف وقاله على فين

قاله مكان آمن

بس ما سابوش يشرح

نور مسكت إيده وقالت له أنا مش هتحرك إلا لما أفهم

قالها بعدين

حلفت إنها مش هتروح ولا خطوة غير وهي عارفة

فاضطر يقول

في حد بيحاول يوصل لملف معين كان عندي زمان

ولو وصلوله هيبقى خطر علينا كلنا

نور قالتله يبقى نواجه

مش نهرب

حمزة قاله معاها حق

اللي بيهرب بيتعقب أكتر

أسد بص ليهم الاتنين

قالهم أنا مش خايف على نفسي

بس أنا خايف عليكم

في اللحظة دي نور لمحت من الشباك حركة

صوت عربية

ونور قالت بسرعة في عربية وقفت تحت

أسد جرى ناحية الشباك

بص لقى نفس العربية السودة

بس المره دي بابها مفتوح

وفي واحد واقف بعيد بيبص عليهم

قالهم اقفلوا النور

البيت بقى ظلمة

الصوت الوحيد كان صوت نفسهم

أسد قرب من الباب

حاول يشوف من الخرم

الشارع فاضي

لكن كان حاسس إن في عيون بتراقب من كل اتجاه

الليل عدى ببطء

لحد ما الفجر طلع تاني

ولسه محدش نايم

نور قاعدة على الكرسي وبتفكر

حمزة نايم جنب الباب

وأسد ماسك الموبايل كل شوية يبص عليه

في اللحظة دي الموبايل نَوّر

رسالة جديدة

(انت اخترت الطريق الصعب يا أسد واللي جاي مش هيكون سهل)

أسد مسك الموبايل بقوة

ونور قربت منه

قالتله الرسالة دي من مين

قالها من اللي فاكرين إنهم يعرفوني

ورفع عينه للسقف وقال

اللي بدأ لازم يخلص

الليل كان تقيل والسكون بيخنق

أسد قاعد على الأرض ضهره للحائط

الموبايل في إيده بس فكره بعيد

رجع بذاكرته لورا

لسنين كان فيها شاب صغير مش فاهم هو داخل في إيه

كان وقتها في الكلية

شاب عادي بس عقله شغال زيادة

دخل شغل بسيط في شركة كبيرة

قالوا له هنحتاجك في قسم المعلومات

وكان شاطر جدًا

بيحل كل حاجة بسرعة

وفي يوم جاله واحد لابس بدلة شيك

قاله الشغل اللي بتعمله مهم

بس لو عايز توصل بعيد تعالى معايا

الفضول جواه كسبه

دخل مكان غريب تحت الأرض

غرف مليانة أجهزة

وورق وتقارير عليها أسماء ناس كبيرة

ما كانش فاهم في إيه

بس بدأ يسمع كلام عن ملفات سرية

وعن أشخاص بيتخلصوا منهم لو عرفوا أكتر من اللازم

وفي ليلة

سمع اسم والده في ورقة من الأوراق

اسمه مكتوب في خانة الأشخاص المراقبين

اتجمد مكانه

رجع البيت وقلبه بيخبط

سأل أبوه عن أي علاقة بالمكان دا

أبوه بصله وقاله انسَ اللي شوفته

ومن اليوم دا كل حاجة اتغيرت

بعدها بأسبوع

الشركة اتقفلت فجأة

والناس اللي كانوا هناك اختفوا

هو فضل عايش بخوف

ومعاه نسخة من ملف واحد بس

الملف اللي فيه كل الأسرار اللي كانت السبب في اختفائهم

أسد رجع من ذكرياته

ونور كانت قاعدة جنبه

قالها كل اللي حصل زمان بيطاردني دلوقتي

الناس اللي اختفوا رجعوا بس بأسماء تانية

والملف اللي معايا هما عايزينه بأي تمن

نور بصتله بعينين مليانة خوف

قالتله يعني حياتنا في خطر

قالها للأسف آه

بس المرة دي مش ناوي أهرب

حمزة نزل من فوق وهو لسه نعسان

قال يعني كل اللي حصل بسبب ملف

أسد قاله ملف فيه معلومات عن رجال أعمال وشخصيات كبيرة

لو اتعرفت هتخرب بيوت

حمزة قاله طب ورينا الملف

أسد قاله مش معايا

حمزة اتصدم

قاله يعني إيه مش معاك

قاله خبّيته في مكان محدش يعرفه

نور قالت له وإنت واثق إنهم مش عارفين مكانه

أسد قالها لحد دلوقتي لأ

بس شكلهم قربوا

سكتوا كلهم

الصمت كان مخيف

لحد ما جرس الباب رن

نور اتجمدت مكانها

حمزة قال أنا هفتح

أسد قاله استنى

راح بنفسه للباب

فتح الباب بهدوء

لقى بنت صغيرة واقفة

مش شايلة حاجة

بس قالت له في واحد سلّمني الظرف دا وقال أوصله لأسد

خد الظرف بسرعة

فتح الباب يبص برا

مافيش حد

فتح الظرف

جواه ورقة صغيرة

مكتوب عليها (الملف في مكانه من عشر سنين بس الوقت بيخلص)

أسد قال لنفسه هما عارفين المكان

نور قالتله يعني إيه

قالها المكان اللي خبّيت فيه الملف كان في شقة قديمة زمان

حمزة قاله نروح نجيبه

أسد قاله خطر

أكيد بيراقبوا المكان

بس ما فيش حل غير كده

تجهزوا وخرجوا بالليل

الشارع فاضي

العربية ماشية ببطء

نور قاعدة في الكرسي وبتبص من الشباك

كل عمارة شبه التانية

بس هي حاسة إن في عيون بتتابعهم

وصلوا

العمارة قديمة والحي هادي

طلعوا السلم

وقف أسد قدام باب شقة قديمة

قالهم دي كانت أول مكان سكنت فيه

دخل بالمفتاح اللي لسه معاه

الريحة قديمة والغبرة مالية المكان

راح ناحية الدولاب القديم

فتح الدرج

مد إيده

ولقى كيس أسود صغير

فتحه

الملف لسه جوه

نفس الورق القديم

لكن فيه ورقة زيادة

ورقة مكتوب فيها بخط جديد (أنت مش لوحدك)

أسد بص حوالين الشقة

قال بصوت واطي في حد دخل هنا قبلي

نور مسكت إيده وقالتله نمشي

بس قبل ما يتحركوا

سمعوا صوت خطوات برة الباب

حمزة سحب أسد ناحية الحيطة

الخطوات قربت

وظل شخص ظهر من تحت الباب

أسد قال بصوت واطي لو عرفنا مين دا كل حاجة هتتغير

الظل وقف لحظة

وبعدين مشي

الهدوء رجع تاني

لكن التلاتة كانوا عارفين إن اللعبة لسه ما بدأتش

رجعوا بالعربية بسرعة

الملف في حضن أسد

عينه عليه كأنه كنز

ونور بتبصله وتحس إنها لأول مرة بتشوفه ضعيف بالشكل دا

مش أسد اللي بيخوف الناس

أسد اللي خايف

ولما وصلوا البيت

لقى الموبايل بيرن

نفس الرقم المجهول

رد

الصوت قاله المره دي مش هنهرب من بعض يا أسد

انت اخترت الطريق اللي ما فيهوش رجوع

أسد قفل الموبايل

بص لنور وقالها المره الجايه هتعرفي كل حاجه

بس خليكِ جنبي

ونور لأول مرة مسكت إيده بقوة

وقالتله أنا مش هسيبك تمشي الطريق دا لوحدك

الليل كان ملوش صوت

الهوا بيخبط في الشباك

أسد قاعد قدام الملف

كل ورقة فيها وجع

كل سطر بيحكي حكاية عمرها ما كانت بسيطة

نور نايمة على الكرسي

وشها باين عليه التعب

حمزة واقف في البلكونة ماسك الموبايل بيراقب الشارع

أسد فتح آخر صفحة في الملف

ولقى اسم

اسم محدش كان يتوقعه

(عادل فريد)

والاسم دا خلاه يقوم واقف فجأة

نور صحيت وقالتله في إيه

قالها دا اسم الشخص اللي كان بيشغلني زمان

اللي دخلني في كل دا

بس الغريب إن الاسم دا مكتوب تحت عنوان

(القيادة)

حمزة دخل وقاله يعني إيه القيادة

أسد قال يعني الراجل دا مش مجرد وسيط

دا هو اللي كان ماسك الكل

اللي كان بيحرّك كل حاجة من ورا الستار

حمزة قاله طب فين الراجل دا دلوقتي

أسد قاله اختفى من سنين

بس واضح إنه رجع

لأنه هو اللي بعتلي الرسائل

هو اللي ورا العربية السودة

هو اللي بيحرك اللعبة كلها

نور قالتله لازم نواجهه

قالها لو واجهته ممكن ما نرجعش

قالتله المهم نخلص

فتح أسد اللاب القديم اللي كان عنده

كتب اسم عادل فريد

ظهر عنوان شركة قديمة كانت في أطراف المدينة

راحوا هناك

المكان شبه مهجور

بس فيه نور بسيط طالع من مكتب في آخر الممر

دخلوا بهدوء

أسد أول واحد

نور وراه

حمزة ماسك الموبايل بيصوّر كل حاجة

المكتب كان فيه راجل كبير في السن

قاعد على كرسي جلدي

وشه باين عليه هيبة وخطر

ولما رفع عينه وقال

أخيرًا جيت يا أسد

أسد قاله إنت اللي كنت ورا كل دا

الراجل ضحك وقاله أنا علمتك تكون ذكي

بس ما علمتكش تكون حر

انت دايمًا كنت جزء من اللعبة

وانت اللي اخترت

نور قالتله ليه بتعمل كده

قالها عشان في عالم ما ينفعش يعيش فيه إلا القوي

وأسد كان المفروض يبقى مكاني

بس اختار الطريق الغلط

أسد قاله أنا اخترت أعيش بضمير

الراجل قاله والضمير عمره ما بيبني إمبراطورية

الجو اتوتر

حمزة قرب وقاله الملف دا خلاص مش ليك

الراجل ضحك وقاله فاكر إنك هتقدر تخرج منه بسهولة

بس في اللحظة دي

سمعوا صوت عربيات بره

ناس كتير

نور قالت بخوف إيه دا

أسد قال دي الشرطة

الراجل حاول يقوم

أسد قاله كل حاجة كانت متسجلة

الملف دا وصل للناس اللي المفروض توصلهم الحقيقة

الراجل اتجمد مكانه

ولأول مرة وشه اتغير

أسد قرب منه وقاله اللعبة خلصت

الباب اتفتح

الضباط دخلوا

الراجل اتقبض عليه

وهو بيبص لأسد وقاله انت فاكر إنك خلصت

كل لعبة ليها مرحلة تانية

أسد بصله وقاله يمكن

بس المره دي أنا اللي بكتب القواعد

خرجوا بره

نور واقفة في الشارع تبص للسماء

الهوا بارد بس قلبها دافي

أسد قرب منها وقالها خلاص خلصنا

قالتله أكيد

قالها يمكن

بس أهم حاجة إننا سوا

حمزة ضحك وقال خلاص نعيش بقى زي الناس

أسد بص للمبنى اللي وراهم

عينه فيها راحة وخوف في نفس الوقت

قال بصوت واطي اللعبة خلصت فعلاً

ولا لسه بتبدأ من جديد

نور سمعته بس ما ردتش

مسكت إيده ومشو مع بعض

وبكده تنتهي قصتنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

7

مقالات مشابة
-