الجزء الرابع: قلوب بتتلخبط أكتر

image about بين نبضين: حكاية عمر وليلى الجزء الرابع

من بعد يوم طويل مليان سرحان وقلق، عمر كان واقف عند باب المدرسة مستني صاحبه كريم. كان بيحاول يلهي نفسه ويتجنب عينه تقابل عين ليلى، لكن قلبه مكانش بيسمح. فجأة هيسم ظهر… طالب جديد في المدرسة، شكله واثق من نفسه وابتسامته واخدة المساحة كلها. دخل الصف بثقة، وكل البنات قلبها اتشد ليه في لحظة، ومن ضمنهم… ليلى. عمر حس بحاجة بتتولّد جواه أول مرة يحسها: غيرة صريحة من غير ما يفهمها. بس كمان حس إن في حاجة كبيرة جاية، ومش هتعجب قلبه ولا عقله.

ليلى كانت قاعدة مع صاحبتها نادين، وعيونها اتشدّت بالعافية لهيسم اللي قعد قدامها. مش لأنه مميز… بس لأنه كان بيحاول يكلمها كتير. وهي بتحاول تتكلم عادي، عينها كانت بتدور في الفصل من غير ما تحس… لحد ما لمحت عمر واقف بعيد، بيبص ومش قادر يخبي النظرة اللي جواه. بس بدل ما ترجع تبصله… نزلت عينيها بسرعة، كأنها خايفة تتفضح مشاعرها.

الجرس ضرب، والحصة بدأت، والمدرس طلب من ليلى وهيسم يعملوا بحث مع بعض. لحظة واحدة بس كانت كفيلة إن قلب عمر يغلي. حاول يتماسك، مسك قلمه ودفتره، لكن دماغه كانت بتفكر ألف مرة: ليه هو؟ وليه هي؟ وليه مش أنا؟ وعلى قد ما حاول يقنع نفسه إن هو مالوش حق يغير… قلبه مكانش موافق خالص.

كريم لاحظ كل حاجة، وقرّب لعمر وهو بيهمس:

– “إنت مالك؟ وشك قلب!”

عمر حاول يضحك ويخبّي:

– “عادي يا عم… إيه يعني؟”

بس صوته كان واضح إنه مش عادي خالص. كريم، اللي دايمًا شايف اللي مش بيتشاف، قرر يفضل جنبه… لأنه حاسس إن صاحبه داخل في قصة مش هتبقى سهلة، ومحتاجة رجولة أصعب من أي خناقة في الشارع.

الفسحة جت، وليلى كانت واقفة مع نادين وهيسم قريب منهم وبيهزر. نادين كانت مستمتعة، بس ليلى كانت متوترة… بتضحك غصب عنها. وفي لحظة، التقت عينيها بعمر… وكانت نظرة فيها سؤال:

“إنت زعلان؟”

بس عمر اختار يلف وشه للناحية التانية، جامد… وهو من جواه بيتكسر.

مشاعر صامتة اتكسرت بينهم لأول مرة.

ظهر كمان شخصية جديدة: آسر

شاب عصبي شوية، دايمًا بيدخل في مشاكل، وبيحب يتشطر على الضعاف. شاف إن عمر سرحان وواقف لوحده، فبدأ يتريق عليه:

– “إيه يا باشا… البت اللي عجبتك بقت مع غيرك؟”

كلمة زي دي كانت كفيلة تولع الدنيا… وعمر فعلاً اتعصب، بس كريم مسكه وقاله:

– “مش وقته! خليك عاقل.”

بس الشرارة اتولدت… ولسه هتكبر.

في طريق الرجوع، عمر كان ماشي لوحده. كل خطوة فيها وجع، وكل فكرة فيها ليلى مع حد تاني. وصل البيت متأخر ورفض يتعشى. دخل غرفته وقفل الباب، قعد يكتب في كشكوله:

“أنا مش فاهم… بس موجوع. ولو ده حب… يبقى صعب أوي.”

الصفحة اتمسحت بدمعة نزلت غصب عنه… دمعة ماعرفهاش قبل كده.

أما ليلى… فكانت في أوضتها، ماسكة مذكرتها وكتبت:

“عينه زعلانة… وأنا مش قادرة أهون عليه. طب أعمل إيه؟ أكلمه؟ ولا أستنى؟”

وبعدها رفعت عينيها للسقف وسألت نفسها:

“هو إحنا بقينا إيه بالنسبة لبعض؟”

 النهاية — اللحظة اللي هتغير كل حاجة

تاني يوم الصبح…

عمر وصل المدرسة، ولما دخل لقى الناس كلها متجمعة، أصوات عالية، حد بيتخانق…

ولما قرّب شاف آسر واقف بيزعق…

ومسك كشكول عمر في إيده وبيقول بصوت عالي:

> “بقى إنت بتكتب شعر وحب ع البت دي؟!!”

 

والكل بيضحك…

والكشكول مفتوح على الصفحة اللي فيها اسم "ليلى" واضح…

وليلى… كانت واقفة في النص… وبتسمع كل حاجة.

قلبها وقع.

وعمر… عينه اتحولت شرارة.

وهنا… تبدأ أول حرب حقيقية بين القلبين!