"اختفيتِ... بس لسه هنا"

"اختفيتِ... بس لسه هنا"

تقييم 5 من 5.
5 المراجعات

حكاية ولد حب من بعيد، وفضل يعيش على صدى صوتها بعد ما اختفت

image about

كل حاجة بدأت برسالة صغيرة…

كلمة بسيطة كده على الواتس، في وقت كنت حاسس فيه إن الدنيا فاضية ومفيش حاجة مفرحاني.

بس الرسالة دي، كانت بداية لحكاية عمر.

كانت مختلفة في كل حاجة… طريقتها، ضحكتها اللي حتى من ورا المايك كنت بحسها طالعة من القلب.

مكنّاش اتقابلنا ولا مرة،

بس كانت قريبة مني أكتر من أي حد شُفته في حياتي.

كنا بنتكلم كل يوم بالساعات،

نحكي عن كل حاجة وأي حاجة.

كانت بتفهمني من غير ما أشرح،

ولما كنت بسكت، كانت تعرف إني مضايق حتى من نفسي نفسي.

كنت بصحى على صوتها، وأنام على كلمتها الأخيرة.

صوتها كان بيريّحني،

وكأن الدنيا كلها بتسكت لما تتكلم.

كنا بنضحك على تفاهات، نحلم بخطوات صغيرة،

ونرسم بكرة كأنه ملكنا لوحدنا.

بس كل ده اتقلب فجأة.

في يوم كنا بنتكلم عادي جدًا،

وفي اليوم اللي بعده… مفيش.

اختفت.

ولا كلمة، ولا رد، ولا حتى "مع السلامة".

كل اللي كان بينّا راح كأنه عمره ما حصل.

فضلت مستني.

كل يوم أبص على الموبايل، أشوف آخر ظهورها،

أراجع الرسايل القديمة، أسمع التسجيلات اللي كنا بنضحك فيها.

كنت بسمعها كأني بكلمها دلوقتي،

كأني بحاول أرجّع الصوت اللي سكت فجأة.

اللي وجعني مش بس إنها اختفت،

اللي وجعني أكتر إني معرفتش أعمل حاجة.

لإني ببساطة…

ماعرفش هي فين.

ماعرفش عنوانها، ماعرفش حتى شكلها في الحقيقة غير من الصور اللي كانت بتبتهج بيها.

كنت فاكر إن القرب مش لازم يكون بمكان،

بس لما راحت، اكتشفت إن البعد اللي بينا كان أكبر من اللي كنت متخيله.

حاولت أوصلها بكل الطرق،

بعِت رسايل، اتصلت كتير،

بس كله كان بيرجعلي بصمت وجعني أكتر من أي كلمة.

فيه وجع غريب لما تحس إنك بتنادي ومفيش حد بيسمعك،

خصوصًا لما اللي بتنادي عليه كان كل حياتك.

الناس حواليّ قالولي "دي علاقة واتس يا عم، انسَى"،

بس هما مش فاهمين.

مش فاهمين إزاي صوتها كان دُنيا لوحده،

إزاي كنت بحسها جنبي وأنا حتى مش شايفها.

اللي بينّا مكانش مجرد كلام على شاشة،

ده كان إحساس حقيقي، كان روحين بيتكلموا من بعيد.

الوقت عدى، والوجع فضل زي ما هو.

كل أغنية كانت بتحبها بتوجّعني،

كل وقت كانت بتكلمني فيه، بقيت أكرهه وأستناه في نفس اللحظة.

كنت ببص في الموبايل كأني هستناها ترجع.

كل إشعار، كل صوت رسالة، كان بيخليني قلبي يدق…

بس عمره ما كان هي.

أوقات بحاول أقنع نفسي إنها بخير،

يمكن ظروف، يمكن حاجة منعتها،

بس جوايا صوت تاني بيقول:

“يمكن هي اختارت تمشي.”

وبرغم الوجع ده، مقدرتش أزعل منها.

يمكن وجعها كان أكبر من قدرتها على البقاء.

دلوقتي، بقيت أفتكرها من غير ما أعيط،

بس كل مرة أفتكر ضحكتها، بحس بخنقة خفيفة كده في صدري.

مش علشان عايز أرجعها،

بس علشان وحشتني النسخة اللي كنت فيها وأنا معاها.

كنت حقيقي… كنت سعيد.

اللي بينا عمره ما كان عادي،

ولا هي كانت مجرد بنت عرفتها.

كانت حكاية كاملة،

بس للأسف، حكاية من غير نهاية.

يمكن الحب الحقيقي مش دايم،

بس اللي كان جواه صدق، عمره ما بيموت.

هي اختفت من الموبايل،

بس ما اختفتش من قلبي.

كل مرة الهوى يجي على وشي، بحس كأنها هناك،

لسه بتكلمني، ولسه بتضحك،

بس المرة دي… في خيالي بس.

 

 النهاية:

هي كانت بعيدة،

بس كانت أقرب من أي حد.

ولما اختفت، خدت معاها جزء مني،

وسابتني أعيش على صدى صوتها،

صوت لسه بيرن في وداني كل ليلة،

يقولّي: "خليك بخير… حتى لو مش معايا." 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Mustafa Reda Ragheb تقييم 5 من 5.
المقالات

15

متابعهم

15

متابعهم

5

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.