قصة وجع انتهت برسالة “وحشتني”، رجعت بعدها الضحكة، والنبض بدأ من أول وجديد.

كنا بنتكلم كل يوم، واتس وفون،
كأن صوتها بقى جزء من حياتي،
كانت ضحكتها بتطفي تعب اليوم كله،
وحكاياتها الصغيرة كانت بتخليني أحب الدنيا شوية أكتر.
مكنتش متخيل يومي من غيرها… ولا حتى ساعة.
لكن في يوم، كل حاجة وقفت فجأة.
صحيت الصبح لقيت حالتها على الواتس اختفت،
صورتها راحت، ومفيش “أونلاين”.
استغربت، جربت أبعت رسالة…
علامة واحدة بس.
قولت يمكن النت عندها،
جربت أتصل… الخط مقفول.
جربت رقم تاني… مقفول.
تالت… بلوك.
وقتها حسيت إن قلبي نزل تحت الأرض.
مش مصدق إن اللي كانت بتكلمني من كام ساعة،
تعمل كده من غير سبب.
الوجع مكانش في البلوك،
الوجع كان في الأسئلة اللي ماليهاش إجابة.
ليه؟ إيه اللي حصل؟
هل قلت حاجة ضايقتها؟
ولا هي زهقت خلاص؟
عدّى أول يوم وأنا مش فاهم حاجة،
تاني يوم بقيت بدوّر على أي طريقة توصلني ليها،
بس كل الطرق كانت مقفولة.
فضلت كذا يوم على الحال ده،
مش بنام غير بالساعات،
وبصحى على أمل إنها ترجع،
بس مفيش… كل حاجة ساكتة،
زي الدنيا لما تفقد صوتها.
الليالي كانت تقيلة،
كل حاجة فيها كانت بتفكرني بيها.
صورتها، صوتها، حتى نغمة المكالمة اللي كنا بنتكلم بيها.
كنت براجع كل تفاصيلنا،
بحاول أفتكر لو زعلتها في حاجة،
بس مفيش… ولا حاجة تبرّر البُعد ده.
لحد ما في يوم، وأنا ماسك الموبايل بلا هدف،
ظهر إشعار على الشاشة… اسمها.
قلبي حرفيًا وقف لحظة.
رسالة واحدة بس…
“وحشتني.”
فضلت أبص للكلمة مش قادر أصدق،
مش عارف أفرح ولا أعاتب.
قلبي كان بيقول لي ردّ،
وعقلي بيقول لي فكر.
بس قلبي كسب.
كتبت:
“اختفيتي ليه؟ ليه عملتي بلوك على كل أرقامي؟”
ردّت بعد شوية وقالت:
“علشان بحبك.”
الكلمة دي خلتني أتشل.
يعني إيه بتحبيني وتعملي كده؟
ردّيت وأنا مش فاهم:
“ده الصح إننا نبعد، الحب اللي يوجّع بالشكل ده ملوش لازمة.”
قالتلي بهدوء:
“مكنتش قصدي أوجعك، بس خوفت… حسّيت إني متعلّقة بيك أوي، وخفت أضيّع نفسي.”
سكت، مفيش رد ينفع بعد الكلام ده.
بس جوايا كنت حاسس إني فهمت.
هي محبتش تبعد عشان تكرهني،
هي بعدت عشان بتحبني أكتر من اللازم.
والأغرب إني صدقتها.
ومن هنا رجعنا نتكلم تاني،
على الواتس في الأول، بحذر خفيف كده،
كلام بسيط بس كله إحساس.
ضحكتها رجعت،
والجو اللي بينّا بدأ يسخن تاني زي زمان.
وفي يوم، قالتلي:
“وحشتني مكالماتنا.”
ردّيت وأنا مبتسم:
“طب نرجع نتكلم فون زي زمان؟”
قالتلي:
“كنت مستنية الكلمة دي.”
ولما سمعت صوتها بعد الغياب،
كل التعب راح،
كل الوجع اختفى كأنه ماحصلش.
ضحكتها وهي بتتكلم كانت كأنها موسيقى بترجع النبض لقلب ميت.
المكالمة كانت طويلة،
فيها دموع، وضحك، ووجع، وراحة،
بس أهم حاجة فيها كانت الأمان اللي رجع.
خلصت المكالمة وأنا حاسس إني اتولدت من جديد.
يمكن الحب الحقيقي هو ده،
مش اللي ما يغلطش،
لكن اللي يرجع بعد الغلط،
اللي يبعد شوية بس ما يعرفش يعيش بعيد.
هي رجعت، وأنا نسيت الوجع.
رجعت بكلمة واحدة،
بس الكلمة دي كانت كفاية ترجعلي كل حاجة ضاعت.
ومن يومها وأنا مؤمن إن
بين البلوك والرجوع… ممكن فعلاً تتولد من جديد.