بين نبضين : حكاية عمر وليلى الجزء العاشر
الجزء العاشر: “أول وعد”

الليل نزل بهدوء، بس جواه دوشة مشاعر.
كل حاجة بعد اللي حصل بقت حساسة أكتر، وكل نظرة بقت تتفسَّر بألف معنى.
عمر كان قاعد على سور المدرسة القديم، نفس المكان اللي بدأ منه كل حاجة.
بيبص في المدى، والهواء بيحرّك شعره، كأنه بيحاول يفتّح دماغه من كتر التفكير.
كان ماسك الموبايل، بيكتب رسالة لليلى، ومسحها قبل ما يبعثها.
كتب تاني، ومسح.
لحد ما قرر يبعت جملة بسيطة جدًا:
> “ممكن أقولك وعد؟”
بعد دقايق، ليلى ردّت:
> “قول.”
ابتسم، وكتب:
> “هتعب، وهتتلخبط، ويمكن أضعف… بس مش هبعد.”
ليلى فضلت تبص في الرسالة كأنها بتقراها مية مرة.
كانت محتاجة الكلمة دي، بس في نفس الوقت، كانت حاسة إنها بداية اختبار جديد.
تاني يوم، الجو في المدرسة كان متوتر.
اللي صوّر الفيديو اللي فيه عمر وليلى، نزّله على الجروب اللي فيه الطلبة.
الفيديو كان عادي جدًا، بس التعليقات كانت نار.
نصهم بيهزر، والنص التاني بيجلد.
كريم أول ما شاف الفيديو، راح على طول لعمر وقالله:
– «الناس قلبت عليك يا صاحبي، لازم نتحرك بسرعة.»
عمر مسك الموبايل وشاف بنفسه، بس اللي وجعه مش التعليقات…
اللي وجعه إن ليلى هي اللي هتتأذي أكتر.
في نفس الوقت، ليلى كانت قاعدة في الفصل، والوشوش حواليها كلها بتبوح.
ضحكة هنا، همسة هناك، عيون بتلمع بالفضول أو الشماتة.
ملك كانت قاعدة في آخر الصف، ساكتة، بس ابتسامتها كانت غريبة…
ابتسامة فيها شِماتة، كأنها بتقول "كنت متوقعة ده".
الأستاذ دخل، حاول يكمّل الحصة عادي، بس الجو كان تقيل جدًا.
كل ما ينده على ليلى، الطلبة تبص لبعض وتهمس.
وفي لحظة، ليلى قامت وخرجت من الفصل من غير ما تتكلم.
مش قادرة تواجه كل ده.
في الساحة ورا المدرسة، عمر شافها ماشية بعصبية.
جرى وراها وقال:
– «ليلى، استني! أنا عارف اللي حصل.»
ردّت وهي بتحاول تمنع دموعها: – «ليه يا عمر؟ ليه كل حاجة حلوة لازم تتبهدل؟»
– «هنعدّي، أنا وعدتك.»
– «بس الوعد لوحده مش كفاية… الناس مش هتسكت!»
في اللحظة دي، جه المدير ومعاه المشرفة.
قالوا لهم إنهم عايزين يتكلموا معاهم في المكتب.
الجو كله كان متوتر.
المدير اتكلم بهدوء بس كلامه كان حاد:
– «الفيديو ده مش مقبول، وإحنا محتاجين نعرف الحقيقة.»
عمر قال بكل وضوح:
– «أنا السبب، اللي في الفيديو ماعملتش فيه حاجة غلط، بس لو في لوم… يبقى عليّا أنا.»
ليلى حاولت تتكلم، بس عمر بصّ لها وقال بعينه: “سيبيني أتحمّل.”
المدير سكت لحظة وقال: – «أنا هشوف الموضوع، بس خلي بالك يا عمر… اللسان ممكن يهدّ اللي القلب بناه.»
بعد الاجتماع، خرجوا سوا وسكتين.
الشمس كانت بتغرب، والشارع فاضي إلا منهم.
ليلى بصّت له وقالت: – «ليه عملت كده؟ ليه خدت كل اللوم؟»
– «علشان أول وعد وعدتهولِك… إني مش هسيبك لوحدك.»
ابتسمت، بس الدموع كانت أقرب من أي ضحكة.
قالت: – «الوعد غالي… بس إحنا لسه في أول الطريق.»
– «أعرف… بس خلينا نكمّل سوا.»
في البيت، ملك كانت قاعدة بتتفرج على الفيديو على الموبايل، ووشها في المراية قدامها.
قالت لنفسها بصوت واطي:
– «الليلة دي مش هتعدّي كده.»
عينيها كانت فيها نظرة مختلفة… نظرة بداية حرب مشاعر جديدة.
مكنتش عارفة إنها وهي بتحاول تؤذيهم، كانت بتأذي نفسها أكتر.
في الوقت ده، عمر كتب في كشكوله تاني:
> «الناس بتتكلم، بس إحنا لازم نثبت.
الوعد مش كلمة، الوعد اختبار.
ولو قلبي اختار، يبقى لازم أدافع عنه لآخر نفس.»
وفي آخر الصفحة كتب بخط تقيل:
> “أول وعد… بس مش الأخير.”
نهاية الجزء العاشر العمر والليلى تمسكوا ببعض لأول مرة بجد،
بس الحروب اللي جاية شكلها مش مجرد إشاعات…
دي حرب قلوب، ووشوش، وأسرار أكبر من اللي ظاهر.