ظل الغرفة 12

ظل الغرفة 12

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

ظل الغرفة 12

في فندق قديم على أطراف المدينة، كان هناك طابق كامل مغلق منذ سنوات. الناس تتجنب الاقتراب منه بسبب الغرفة التي كانت سببًا في إغلاقه… الغرفة رقم 12. كان الجميع يردد أن أحد النزلاء مات فيها في ظروف غامضة، وأن ظله ما زال يتحرك داخلها حتى بعد موته.

image about ظل الغرفة 12“سيف” شاب يعمل مصورًا، يحب الأماكن المهجورة ويبحث دائمًا عن شيء غريب يصوره. عندما سمع قصة الغرفة 12، قرر أن يقضي فيها ليلة كاملة ويسجل كل شيء. ظنها مجرد أسطورة… ولم يعرف أنه في طريقه لآخر مكان يراه في حياته.

دخل الفندق وسأل موظف الاستقبال عن الغرفة، فهرب الموظف من السؤال وأخبره أن الطابق مغلق. لكن سيف كان مصرًّا. استطاع الدخول من باب خدمة قديم وصعد للطابق المحظور. كل شيء كان مغطى بالغبار… إلا باب الغرفة 12. كان نظيفًا كأنه مستخدم يوميًا، وهذا وحده كان كافيًا ليشعر بالقلق.

فتح الباب ببطء.

الغرفة كانت هادئة… أكثر من اللازم.

لا أثاث كثير، فقط سرير قديم، نافذة صغيرة، ومرآة طويلة تقف وسط الجدار.

بدأ سيف التصوير:

“دلوقتي الساعة 12 بالليل… وأنا في الغرفة 12. حسب الكلام، الظل بيظهر بعد منتصف الليل. نشوف الحقيقة.”

جلس على السرير، وبدأ يراجع اللقطات. وفجأة… لاحظ شيئًا غريبًا. في الفيديو الذي صوره عند دخوله الغرفة، ظهر خلفه ظل طويل يقف عند الباب. لكنه لم يكن موجودًا وقت التصوير.

التفت بسرعة نحو الباب…

لا أحد.

لكن الباب أغلق وحده بقوة.

ضربات قلبه تسارعت.

فتح الكشاف ووجّهه نحو المرآة…

فوجد نفسه واقفًا، لكن انعكاسه لم يكن يتحرك معه.

رفع يده… انعكاسه لم يرفعها.

بل بدأ يتحرك وحده، يقترب منه خطوة خطوة، بينما جسده الحقيقي ثابت مكانه.

همس سيف بصوت مرتجف:

“أنا… بشوف إيه؟”

بدأ الظل في المرآة يكبر… يتضخم… حتى خرج من إطارها وكأنه ينسل من الداخل. ظهر على شكل رجل، لكن ملامحه كانت سوداء بالكامل، بلا عينين… بلا فم… مجرد ظل حي.

اقترب الظل منه، وسمع صوتًا خافتًا يخرج من كل زاوية بالغرفة:

“كنت لوحدي… ومش هكون لوحدي تاني.”

سيف حاول الهرب، لكن رجليه لم تتحركا.

وجد نفسه مسحوبًا نحو المرآة، بينما الظل يقف خلفه… يدفعه ببطء.

كانت يداه مثل الدخان… لكنها باردة كالجليد.

صرخ: “سيبني! سيبني!”

لكن صوته لم يخرج.

ظل الغرفة 12 ابتلع صرخته قبل أن تخرج.

اقترب وجهه من المرآة… فشاهد نفسه، لكن انعكاسه هذه المرة كان يبتسم ابتسامة واسعة مظلمة.

ثم… سُحب جسده داخل الزجاج واختفى تمامًا.

بعد دقائق، ظهرت حركة خفيفة في الغرفة.

الظل الذي خرج من المرآة تغيّر شكله… وأصبح نسخة كاملة من سيف.

فتح الباب بهدوء… وخرج.

الغرفة 12 أغلقت نفسها كأنها لم تُفتح أبدًا.

وفي الصباح… نشر حساب سيف على منصّته فيديو قصير التُقط تلقائيًا من الكاميرا التي تركها على السرير.

الفيديو لم يظهر فيه سيف…

لكن ظهر ظله فقط، واقفًا في منتصف الغرفة، ينظر مباشرة إلى الكاميرا حتى انقطعت الإضاءة.

ومنذ ذلك اليوم…

الغرفة 12 لها ظلّان…

وأحدهما يبحث عن جسد جديد

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Ahmed Omar تقييم 0 من 5.
المقالات

3

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.