صدى اخر صرخه .. قصه مرعبه
قصة: صدى آخر صرخة
في أطراف قرية صغيرة محاطة بالغابات، كان في بيت مهجور معروف باسم **بيت آل رمزي**. البيت ده اتقفل من عشر سنين بعد جريمة قتل بشعة حصلت فيه، والجريمة دي محدش عرف تفاصيلها للآخر… غير إن الضحية كانت “سهى”، بنت عندها 19 سنة اختفت ليلتها واتوجدت جثتها في البدروم، من غير ما يُعرف مين القاتل.
من بعد الليلة دي، محدش كان يجرؤ يقرب من البيت، لحد ما جه “مروان”، شاب شغله التحقيق في الحوادث الغامضة وكتابة قصص عنها. لما سمع قصة بيت آل رمزي، قرر يدخل ويكشف الحقيقة بنفسه.
وصل البيت بعد المغرب. الباب كان مقفول بس ما كانش محتاج مفتاح… مجرد دفعة بسيطة خلته يفتح كأنه كان مستني حد يدخل. ريحة الرطوبة كانت خانقة، والظلام كان تقيل لدرجة إنه حس إن البيت بيتنفس.
فتح الكشاف وبدأ يمشي جوه. الأرض تحت رجليه كانت بتصرّ. والجو كان أبرد بكتير من الطبيعي. وقف عند الدرج المؤدي للبدروم، وسمع فجأة حاجة أشبه بـ **شهقة مكتومة**… صوت حد بيبكي أو بيحاول يستنجد.
اتجمد مروان في مكانه… لكن فضوله كان أكبر من خوفه. نزل الدرج خطوة… اتنين… لحد ما وصل للبدروم. الغرفة كانت شبه فاضية، بس في ركن بعيد كان في مرآة كبيرة مغطّاة بتراب سميك. قرب منها، ومسح التراب بإيده… وفجأة شاف **ظل بنت واقفة وراه** رغم إن الغرفة فاضية!
استدار بسرعة… مفيش حد. رجع يبص للمرآة… نفس الظل موجود، واقف ثابت، شعره سايب على وشه، وهدومها ممزقة كأنها اتسحبت على الأرض.
ابتدت اللمبة القديمة اللي في سقف البدروم تومض، ومع كل ومضة كانت البنت بتقرب أكتر، لحد ما ظهر وشها… عينين سودا، وجروح حوالين الرقبة كأن حد خنقها بإيديه.
سمع مروان صوتها لأول مرة… صوت مش بشري، لكنه واضح:
**"هو لسه هنا… القاتل لسه هنا."**
اتراجع مروان للخلف، قلبه بيجري. حاول يطلع من البدروم، لكن الباب اتقفل لوحده بقوة. فجأة سمع صوت خطوات تقيلة فوق رأسه… حد بيمشي في الدور اللي فوق. الخطوات كانت بطيئة… منظمة… كأن القاتل، اللي بيقولوا اختفى من سنين، لسه عايش في البيت.
نزلت الخطوات على الدرج… خطوة ورا خطوة… لحد ما وقف صاحبها قدام باب البدروم. مروان كان شايف ظل رجل ضخم من تحت الفاصل بين الباب والأرض. ولما اتحرك الظل، اتحركت البنت اللي في المرآة معاه كأنها مربوطة بيه.
همست البنت تاني:
**"هو قتلني… وهيقتلك."**
الباب اتفتح بهدوء… وظهر راجل شكله باهت، ملامحه مش واضحة، عينه سودة زي حفرة. من غير ما يتكلم، مد إيده ناحية مروان. الدنيا اسودّت للحظة… وبعدها كل الأصوات اختفت.
تاني يوم، الشرطة دخلت البيت بعد بلاغ من أهالي القرية اللي سمعوا صرخات نص الليل. لقوا البدروم فاضي… لكن لقوا **مرآة عليها أثر يد وكلمة مكتوبة بدم باين إنه جديد:**
**"مش آخر واحد."**
ومن يومها، أي حد يقرب من بيت آل رمزي… يسمع في البدروم نفس الهمس: