قصة من سلسلة (ذئاب بشرية)
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
الزواج الأول:
امرأة تزوجت ورزقت بثلاثة من الأبناء ( ولد وابنتان) ، وعاشت مع زوجها ولسبب ما طلقت ، وبعد مخاصمات فى المحاكم ، قرر الزوج أن يأخذ الولد ويترك لها الابنتان ، وهى فقيرة ليس عندها شئ ، خرجت المرأة تسعى على بناتها ، فاستأجرت مكان لتعيش هى وبناتها ، وفى مكان العمل تعرف عليها رجل ، وقد جرب هذا الرجل حظه من الزواج الأول ، ولكن زوجته تركته لأنه لم ينجب، فلما نظر إلى هذه المرأة ولرعايتها لبناتها ، رق لحالها وأعجب بها ، فقرر الزواج منها.
الزواج الثانى:
تقول المرأة : حينها استشعرت بأن الله( تبارك وتعالى) يريد أن يعوضنى الخير، وافقت على الزواج ، وقال لى : بأننى سأكون سندا لكى فى هذه الحياة ولبناتك ، وعاشت المرأة خادمة له ولأهله .
ولما مرت الأيام ، شاء الله (عز وجل)أن يتدخل بقدرته ، فتحمل هذه المرأة من هذا الرجل ، الذى قيل له أنه لن ينجب ، بعد أن حملت المرأة طارت فرحا فى نفسها ، وقالت لعل هذا يسعده ، ولكن لما عرف بخبر حملها صدم ، وقال لها : إن الأطباء قالوا أنى لن أنجب ، وطلقت زوجتى الأولى بسبب هذا ، قالت له : أشهد الله أنى عفيفة ولم يقربنى أحد سواك ، وأن ما فى بطنى منك، حينها جن جنون أهل هذا الرجل ، لأنه كان صاحب أموال (ما الذى تقوله هذه المرأة ، ستأتى بمولود يأخذ هذا الميراث الذى طالما انتظرناه) .
فبدأوا يشنعون عليها، واتهموها فى عرضها ، وحاولوا الانتقاص من شرفها وأذيتها ، حتى أقنعوا الزوج بأن يتركها ، فطردها من البيت.
حيلة وهمية:
خرجت المسكينة تحمل جنينها وابنتيها ، لتبحث عن مكان آخر بعد ما ابيضت الحياة فى وجهها ، عادت مرة أخرى وقد أظلمت الدنيا أمامها، خرجت لتعمل حتى تغذى أولادها وتحمى بناتها.
تقول : كنت أرقب الأيام وأعد الأيام والهم يقتلنى، ما مصير ابنتى هذه التى تستقبل الحياة بهذه المشاكل ، كيف أ رعى ثلاثة بنات .
تقول: لما اقتربت من موعد الولادة ، ولم يكن عندى ما أدفعه للولادة فى المستشفى ، فوجئت بأن هذا الرجل قد عاد إلى بيتى وجاء الى ودخل وقال: قد توصلت الى حل ، قالت:وما الحل؟ ، قال : بعد أن تضعى المولود كان ذكرا أم أنثى ، سنجرى تحليل الحمض النووى ، لنرى إن كان منى أثبته على اسمى وإن لم يكن منى فحينها ستكون الفاصلة، قالت المرأة: أنا أوافق ، إننى متأكدة من عفافى ومن طهرى، وافق الرجل وجلس معها قبل الولادة بأيام .
رشوة طبيب:
لقد عاد الزوج وشعرت المرأة بالسند والسكينة والأمان، ولكن هذا الزوج قد خط خطته ، واتفق مع أهله الذين أقنعوه بأنه لا ينجب وأن هذه المرأة قد حملت من غيره،اتفقوا على أن يأخذوها إلى المستشفى، وأعطوا الطبيب مبلغا من المال رشوة لطبيب باع ذمته ، وقال إذا جاء المولود وأجرى التحليل ، فأخرج التحليل بأن هذا المولود ليس منى.
ووافق الطبيب وقبض المال ، تقول المسكينة : سلمته نفسى ، وسلمته أوراقى، ففوجئت بالصدمة ، بأنه أخرج التحليل بأن هذا المولود( لقد جاءت بنت) واستقبلت الحياة بهذه المشاكل.
جاءت البنت،ولكن الطبيب الذى باع ضميره ، قرر أن يقول: أن هذه البنت ليست من هذا الرجل، وقام بإخفاء كل الأوراق التى تثبت الحقيقة ، وترك المرأة بعد أن خرجت من المستشفى ليس معها مالا تدفعه.
تقول المرأة وهى تسأل: ليس عندى ما أقيم، ذهبت إلى بعض المحامين ، طلب منى مبلغا من المال حتى أقوم مرة أخرى برفع دعوى قانونية ، وبهذه الدعوى أعيد إجراءات التحليل مرة أخرى حتى أدخل فى دائرة جديدة لأثبت النسب.
أرسلت المرأة ابنتها التى تبلغ 15 عاما إلى أحد المشايخ ليرى لها حلا، تقول البنت: والله ما رأيت على أمى إلا كل خير ، إنها امرأة تكد من عرقها حتى تعفنا عن الحرام ، وحتى لا نطلب من أيدى الناس، لماذا يفعل معنا هذا؟، حينها قال الشيخ فى نفسه(أمن أجل لعاعة من الدنيا تتحول بعض النفوس البشرية إلى ذئاب فى ثوب بشر؟، سبحان الله، ما أدرى هؤلاء بأنهم سيعيشون حتى يتنعمون بهذه الأموال التى يتركها هذا الرجل ، ما الذى أدرى هؤلاء بأن الله سيترك هذه المسكينة ولن يبرؤها ، والله سيبرؤها إن كانت صادقة فى الدنيا قبل الآخرة،
الخاتمة
كل مسكين يتقلب عليه إنسان بمنصبه، بمعارفه، بقوته، بسلطانه، لن يكون أمامه إلا الله هو سواجهه، وهو الذى يتولى رد كيده.
واسمعوا إلى الحديث الصحيح الذى يرويه عبدالله ابن عمر( رضى الله عنهما) عن النبى ( عليه الصلاة والسلام)أنه قال : “ من خاصم فى باطل ، لم يزل فى سخط من الله حتى يرجع” . ثم زاد الثانية وقال :" من قال فى مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله فى ردغة الخبال حتى يعود مما قال".
وفى رواية قالوا : يا رسول الله ، وما ردغة الخبال، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):" عصارة أهل النار".
من الذى يتجرأ أن يبيع دينه ، وأن يقترف إثما ، وأن يتهم بريئا ليكون مصيره أن يتقلب فى عصارة أهل النار ، لماذا؟، ما الذى تساويه الدنيا برمتها حتى نتحول إلى ذئاب بشرية.
يقول الله عز وجل( وقد خاب من افترى) هذه الآية تحمى وتطمئن كل مظلوم وكل برئ ، وتتوعد كل ظالم، يا من افتريت ، يا من آذيت، اعلم أن الخيبة ستلحقك فى الدنيا وتلحقك فى الآخرة.