القصة الثانية من سلسلة( ذئاب بشرية)
بسم الله الرحمن الرحيم
فتاة تحكى قصتها بعدما خسرت حياتها وأهلها، وهى تنصح كل بنت ألا تسمع وتصدق كل ما يقال لها، وألا تنجرف نحو العاطفة الكاذبة التى تهوى بها إلى الجحيم.
كلمات معسولة ووعود واهمة:
تقول الفتاة كنت فتاة جامعية متفوقة ومتميزة فى دراستى، معروفة بأخلاقى.
فى يوم من الأيام ، خرجت من أروقة الجامعة فتسلط على شاب يمشى ورائى ، وأخذ يحدثنى ، حينها ارتعدت وتصبب العرق من جبينى ،فأنا لم أعتد على ذلك ، لكنه ظل يلح على بكلماته وهو يتودد إلى بكلمات مليئة بالحب والعاطفة ، أنا أتابعك منذ فترات، أعلم بأخلاقك ، وأعلم بدينك، وأعلم أنك فتاة ابنة عائلة محترمة، وأنا شاب ثرى ،ابن عائلة، لا أريد شيئا ، فقط أريد العفاف، أريد الزواج.
قالت الفتاة، لم أرد عليه، عدت إلى بيتى ،ولما عدت إلى بيتى وجدت رسالة أمام بيتى مكتوب عليها اسمى، عرفت أنها من هذا الشاب ، مددت يدى وأنا مترددة بين أخذها وتركها ، لكننى حملتها ولما دخلت إلى غرفتى ،فوجئت باتصال من هذا الفتى وهو يتصل على ،بدأ يحادثنى ، قال : هل قرأتى الرسالة؟قلت له : إن لم تنصرف سأخبر أهلى وبعدها ستعلم ما يحدث لك، قال والله ما أقصد إلا الخير ، إننى أعرفك ، إننى أحبك، بدأ يردد عليها هذه الكلمات ،قالت : أغلقت الهاتف فى وجهه وبعد ساعة أعاد الاتصال ، وقال لى: إننى فتى لا أريد الا العفاف ، قالت : فبدأت أتجاوب معه فى الكلام وبدأ يرق قلبى .
بدأت أخرج من الجامعة ، وأنا أنتظر اليوم الذى أراه فيه ، حتى جاءنى فى يوم وبادلنى الكلام ، فرق قلبى وركبت معه السيارة وطفنا فى أنحاء المدينة ، أخذ يقول لى أننى أميرته، وأننى سأصبح زوجته وأنه سيفعل لى كذا وكذا ، حتى امتلأ قلبى بالعاطفة.
اليوم الموعود:
ومرت الأيام، وتعودت على لقياه ، وأصبح اليوم يمر على صعب إن لم أسمع فيه مكالمة، حتى جاء اليوم الموعود وأخذنى بسيارته، ولكن فى هذا اليوم أخذنى إلى شقة مفروشة، حينها دخلت ، بدأ الحديث ، بدأ بكلمات ، فلم أستشعر بنفسى إلا وقد غشيتنى غشوة من الشيطان ، لم أستفق إلا وقد فقدت بين يديه أعز ما أملك،حينها صرخت ، ما الذى فعلت؟ قال لى : لا تقلقى أنتى زوجتى،قالت : أنت لم تعقد على ، قال : بلى ، سأعقدعليكى، قالت: قد خرجت وقتها من عنده وعدت إلى بيتى ، وقد تغير حالى ، عدت مهمومة ، حاولوا أهلى ليعرفوا ما بى ، لكنهم فشلوا.
مرت الأيام، وأنا أنتظر تلك المكالمة ، التى يتصل على ليخبرنى بأنه سيأتى ليتقدم لزواجى أو لخطبتى، جلست ، ومرت الأيام ، وبعد أسبوع، اتصل على وقال: أريد أن أقابلك، فرحت وقلت لعله قد راجع نفسه ، ويريد أن يحدثنى فى أمر الزواج ، لكن لما جئت إليه ، قال : اسمعى (رأيته فى هذا اليوم بوجه لا أراه) أريد أن أعيش معك بلا قيد ، قالت: ماذا تقول، قال: لن أتزوج، لكنك لن تتركينى، لست مؤهلا للزواج، نزلت من السيارة ، هممت أن أسرع لأعود إلى بيتى ، قال لى: قفى ، ثم فتح هاتفه وقال : أريد منك أن تشاهدى هذا المقطع ، أعطاها الهاتف، نظرت الفتاة المسكينة التى انخدعت بتلك الكلمات ، فإذا بها ترى مقطعا كاملا لتلك العلاقة الآثمة التى دارت بينها وبين هذا الفتى، حينها صعقت ،قالت : لم أستشعر بنفسى إلا ويدى تلطم وجهه وأنا أصرخ ، ما الذى فعلته؟ قال لها : لا مخرج لكى، إما أن تعيشى وإما أن ينتشر هذا المقطع بين الناس حتى يصل بين يدى أهلك ، تقول حينها وقعت فريسة سهلة له .
خلف القضبان:
بدأ هذا الشاب عديم الرجولة ، عديم المروءة، يقتادنى من رجل إلى رجل تحت وطأة هذا الفيديو، ومرت الأيام حتى وقع هذا المقطع بين يدى ابن عمى،فأخذه وحمله إلى أهلى ، وفوجئ والدى بتلك الصاعقة، فقرر والدى أن يهاجر مع أختى من هذا المكان وهو غاضب على .
تقول: قضيت عمرى وأنا أعيش بهذه الطريقة ، هتك عرضى ، قضى على حياتى ، بدأت أشعر بحياة بائسة ، ومرت الأيام ، ودخل على هذا الرجل يوما ، وقد علمت أنه أوقع فتاة غيرى وأخرى وأخرى، فقلت والله لأنتقم منه ، دخل على يوما وهو سكران ، فلما دخل حملت سكينا ، فقمت إليه وهو فاقد لوعيه فقتلته ، تحكى الفتاة هذه المأساة على صفحات الجرائد من خلف القضبان، وبدلا من أن تكون هى المجنى عليها ، أصبحت هى الجانية، إنها تحاكم فى قضية القتل ، تحت وطأة هذه العادة الذميمة ، وهذا الخلق الردئ ، إنه خلق الابتزاز.
الخاتمة:
إن مثل هذه القضايا ، تجعلنا ندق جرس الإنذارإلى الآباء وإلى الأمهات، كيف نحمى بناتنا من الابتزاز ؟ كيف نحمى زوجاتنا من الابتزاز؟
وتوجد زوجات أيضا يتعرضن لمثل هذه الأمور، لأنهن ينشرن صورهن ويفشين أسرار بيوتهن على وسائل التواصل الإجتماعى، فيأخذ الشباب هذه الصور ويستغلونها بشكل بشع ويستخدمونها لاستغلال السيدات والبنات.
فاحرصى يا أختاه على عفتك وعلى شرفك، فما عند الله لا ينال إلا بطاعته ، ولا يغرك الكلام المعسول، فكم من فتيات وقعن فى الفاحشة بسبب هذا الكلام.