يدعون الوطنية كذبا ونفاقا وخداعا وهم أبعد ما يكونون عنه
==== خواطري 1
= عن الوطنيين !!................... أكتب .
ما أجملهم وهم يعيشون في دور المحب الولهان لمصر ، وأنهم هم أبنائها الأوفياء ، وهم من يضحون من أجلها وما سواهم لا شئ ، فقد اعتبروا أنفسهم الوكيل الوحيد لمصر وكأنها زوجة أبيهم ، واعتبروها وكأنها جاريتهم الوفية وأنها محظيتهم هم ولا حق لأحد فيها سواهم .
يدعون الوطنية كذبا ونفاقا وخداعا وهم أبعد ما يكونون عنها وإذا نادى مناد انقذوا مصر تراهم أول المتقاعسين المتهربين الذاهبين بلا عودة .
يعزفون على أنغام الانتماء وهم لا ينتمون إلا لمصالحهم ويغنون لحن الوفاء وهم من صنعوا الخيانة ، ويغنون أغنية الإخلاص وهم من أنشأوا النذالة .
يعتبرون انهم المرجع الرئيسي في حب الوطن وأن الوطن يحبهم هم وأنهم هم أبناؤه وسدنته وحماته الأتقياء .
وللحقيقة فظنهم ربما يكون حقيقيا اذا علمت انهم هم من يحلبوب الوطن ويضعون افواههم في حلماته ويشفطون منه شفطا .
وهم من لا يعملون الا القليل ويحصلون على الملايين وغيرهم يعمل طوال حياته ولا يحصل على شئ .
هم الفنانون والموسيقيون والاعلاميون ومن على شاكلتهم من الذين يتقاضون الملايين في مجتمع يعيش اكثر من 40 % منه تحت خط الفقر ، هم القضاة والمستشارون والضباط وأصحاب القرار الذين تسير حياتهم ببساطة وسلاسة وكل شئ تحت أيديهم في مجتمع يعيش أكثر من نصفه بأياد مكبلة ، هم التجار والمستوردون وأصحاب السلطة والمنتفعون وأقرباء السلطان ومن يستفيد منهم ، هم المصريون الذين استأثروا بها وخطفوها واغتصبوها وحبلوها وعندما ظهرت عليها بوادر الحبل تخلوا عنها واتهموها بأنها هي من لم تحافظ على شرفها .
هم من يشجعون منتخبها ويعتبرون ذلك انتماء ، وعندما يطلب منهم أحد التبرع لمسكين أو محتاج أعلنوا الثورة على كل قيمة رفضا للتبرع والمساعدة .
ان الانتماء للوطن ليس كلاما مرسلا ولكنه أفعال قبل أقوال وأعمال تسبقها نوايا طيبة ومبادرات حسنة .
الانتماء يعني الفداء والعمل الاجتماعي ومساعدة ابناء الوطن المتعثرين والوقوف بجانب الفقير ومساعدة المظلومين .
الانتماء للوطن يعني الاهتمام بقضاياه وعدم التفريط في مكتسباته وأبنائه والعمل على نشر الحق والفضيلة والعدالة الاجتماعية بين أفراده دون النظر الى انتماءاتهم الدينية أو السياسية والفكرية .
الانتماء للوطن يعني رفع قيمة الاخلاق والوقوف أمام التيارات التي تحاول ان تدمره.
هل علمتم الان من هم الوطنيون ؟ !
بقلم \ ابو بكر سمير القرمانى