رواية محاط بالحمقى
لقد كنت في المدرسة الثانوية عندما لاحظت لأول مرة أنني أكون متوافقا مع بعض الأشخاص أفضل من البعض الآخر. كان من السهل التحدث مع بعض أصدقائي . ففي أي محادثة كنا نجد دائما الكلمات المناسبة وكل شيء كان يتدفق بسلاسة لم يكن هناك صراعات ،وكنا نحب بعضنا بعضاً.أما مع الآخرين كان كل شيء يسير بشكل خاطئ . ما كنت أقوله كان يقع على آذان صماء ،ولم أستطع فهم السبب.
فلماذا كان التحدث إلى بعض الناس بهذه السهولة بينما كان الآخرون حمقى تماما ؟ عندما كنت صغيرا ،بالتأكيد لم يكن هناك شيئا يشغلني كثيرا ، ومع ذلك مازلت أتذكر الحيرة التي كانت تنتابني حول سبب تدفق بعض المحادثات الأخرى على الإطلاق ،بغض النظر عن الطريقة التي أجريها بها كان أمرا غير مفهوم وبدأت باستخدام طرق مختلفة لاختبار الناس ،حاولت أقول نفس الأشياء في سياقات مماثلة لمجرد رؤية رد الفعل الذي أحصل عليه ، في بعض الأحيان كان ينجح الأمر فعلا وتحدث مناقشة مشوقة ، في مناسبات أخرى , لم يحدق الناس في وجهي كما لو كنت من كوكب آخر. وأحيانا كان الأمر يبدو كذلك حقا.
عندما نكون صغارا فإننا نميل إلى التفكير في الأشياء ببساطة شديدة. إذ لأن بعض الأشخاص في دائرة أصدقائي كانوا يستجيبون بطريقة طبيعية ، فقد كان كذلك يعني , بطبيعة الحال ،أنهم كانوا الأشخاص الجيدين تلقائيا.وهكذا افترضت أن هناك شيئا ما خاطئا في الأشخاص الذين لم يفهموني ،فما التفسير الآخر الذي يمكن أن يوجد ؟ لقد كنت نفس الشخص طوال الوقت! بعض الناس فقط بهم شئ خاطئ.
لذلك بدأت ببساطة في تجنب هؤلاء الناس الغريبين المعقدين لأنني لم أفهمهم ،أطلق عليهم إسم سذاجة الصغار إن شئت ،لكنها تسببت في بعض العواقب المسلية. أما في السنوات اللاحقة ، فقد تغير كل هذا.
إستمرت الحياة في العمل والأسرة والحياة المهنية ، وواصلت تصنيف الناس إلى مجموعتين:أناس جيدين وعاقلين وبقية الناس ، الأشخاص الذين لا يبدو أنهم يفهمون أي شيء على الإطلاق.
ويعد ذلك هاما للغاية فأنت تساعد الآخرين على فهمك عن طريق إنشاء ساحة آمنة للتواصل وفقا لشروطهم، ثم يمكن للمستمع حينها إستخدام طاقته للفهم بدلا من التفاعل بوعي أو بدون وعي مع طريقة تواصلك.
إن معرفة وفهم أسلوب الشخص الآخر في التصرف وطريقة المتواصل سوف تؤدي إلى مزيد من التوقعات الدقيقة حول كيفية تفاعله في المواقف المختلفة، كما سيزيد هذا الفهم أيضا من قدرتك على الوصول إلى الشخص المعني بشكل كبير.