الفصل الاول والثاني من رحلتي
رحلتي
الفصل الاول والثاني
سماء، 25 سنة، مؤهل فوق المتوسط، جمال طبيعي زى اي بنت طبيعية، ظروف مادية واجتماعية متوسطة، اخت اكبر عندها 30 سنة اسمها سهاد، تعليم عالي، اب متوفي وام موظفة فى الادارة التعليمية اسمها امال، مكان السكن اسكندرية منطقة من المناطق السكنية الشعبية، العلاقات بالجيران والاهالي طيبة بدون تدخلات مبالغ فيها، سماء وسهاد مش بيشتغلوا، علاقتهم ببعض كويسة زى اي اخوات ومن غير ما يكون فيه بينهم اي ضغائن او احقاد مش اكتر من خناقات تنضيف البيت والمواعين والغسيل زى اي اخوات بنات، يلا بينا ندخل فى تفاصيل الحكاية.
سماء:
- ماما مش هينفع بقى الناس كلها بقيت ماشية بتليفونات عليها نت واحنا لحد دلوقتي مش مدخلين كمبيوتر فى بيتنا، هو حد قالك عليه عيب ولا حرام؟
امال بتضحك:
- بلاش لماضة وحياة امك، كمبيوتر ايه وزفت ايه اللى اجيبه؟ ده انتم بتعملوا شغل البيت بطلوع الروح ومفيش الكلام الفارغ ده، اومال لو حصل وجيبت كمبيوتر هتعملوا فيا ايه؟
سهاد بتضحك:
- هنحبك اكتر واكتر، ونخلص كل شغل البيت قبل ما ترجعي من الشغل.
امال:
- كدابين، والله هاجي الاقيكم مقطعين شعور بعض علشان كل واحدة فيكم عايزة تقعد هي على الكمبيوتر شوية والتانية مش راضية.
سهاد بمكر:
- بقى كده ياماما؟ انا وسما نقطع شعور بعض؟ ده احنا ملايكة.
سماء بتمثيل:
- لالا هنقسم اليوم يا ماما، شغل البيت يخلص الاول وبعدين كل واحدة تقعد فى وقت محدد ليها، انتي اللى تحدديه كمان، ايه رأيك بقى؟
امال:
- بلاش زن منك ليها، انا عارفة والله البتاع ده لو دخل البيت هيجيبلي وجع دماغ.
سهاد:
- طيب عندي اقتراح تاني احلى..
سماء:
- قولي قولي، انا بتعجبني افكارك.
امال:
- خير يا اخرة صبري؟
سهاد:
- تبدلي لينا التليفونات القديمة دي بتليفونات جديدة، وساعتها كل واحدة هيبقى معاها تليفونها وفيه النت بتاعها ومش هنحتاج نشد شعور بعض خالص، ايه رأيك بقى؟
سماء بحماس:
- يابت اللعيبة، فكرة جامدة....
امال بمقاطعة:
- بت اللعيبة؟! ده انا لو مخلفاكي فى مدخل العمارة مش هتقولي الكلمة قدامي يا قليلة الرباية..
سهاد بتضحك:
- مامااااا بلاش الدخلة اللى بتخلعي بيها من الموضوع دي، ايه رأيك فى الفكرة؟
سماء:
- والله جامدة جدا، حلوة يا ماما بلاش بقى تصعبي كل حاجة كده، بالله عليكي.
امال:
- يابنات النت ده وجع دماغ ومش بييجي من وراه غير المشاكل، وبعدين التليفونات دلوقتي غالية وانا علشان اجيب اتنين هيكلفوني رقم مش وقته خالص شواركم اولى بيه.
سهاد:
- ياربي بقى يا ماما، شوار ايه ده انتي بتجهزينا من واحنا لسه فى بطنك باين، الدواليب والاوضة خلاص هيهربوا من كم الحاجات اللى انتي شايلاها....
سماء:
- وبعدين انتي شايفة يعني العرسان مقطعين بعضهم علينا؟ وبعدين كبرنا احنا على اننا ندخل فى مشاكل بسبب النت، الكلام ده كان الاول ايام ما كان لسه جديد والناس لسه مش عارفة اصول التعامل.
امال:
- الا ما فيكم واحدة ترد عليا رد يفتح نفسي ابدا، وبعدين ما هو لو انتم بتطلعوا وتروحوا وتيجوا زى بنات العيلة والجيران كان زمانكم متشافين ومعروفين وكل يوم والتاني الخُطّاب على بابنا.
سهاد:
- ونروح الافراح بتاعت قرايبك تفضلي ماسكانا مقعدانا جنبك منتحركش، نقف فى البلكونة تتعصبي وتقولي احنا بنات لواحدنا بلاش نلفت انتباه صيع الشارع لينا، نقف نتكلم مع حد من البلكونة تقولي صوتكم ميعلاش وميطلعش انتم بنات، انا مش عاااااااااااارفة ياماما انتي عايزة تجوزينا ازاي بالظبط؟ وما علينا مش ده موضوعنا، المهم هتعملي ايه فى حوار التليفون؟
امال:
- غاليين يالمضة منك ليها.
سماء:
- خلاص انتي ادفعي جزء، وانا وسهاد كل واحدة تدفع جزء من معاشها.
سهاد:
- اهي اتحليت ياستي، نشارك بقى مع بعض، وحتى باقة النت ندفعها برضو كلنا، ايه رأيك؟
امال بأستسلام:
- هروح منكم فين انا؟ خلاص ننزل بعد بكرة لما ارجع من الشغل محطة الرمل ونبص على التليفونات، بس بلاش تطلعوا فى العالي يعني وتختاروا حاجة برقم كبير، خليكوا حنينين عليا.
سهاد وسماء بيحضنوا امال:
- ربنا يخليكي لينا ياست الكل.
كل واحدة فيهم نامت الليلة دى وهي مستنية يوم الخميس بفارغ الصبر، ده اليوم الوحيد اللى بيخرجوا فيه بيتغدوا برة، وده اليوم اللى هينزلوا يشتروا تليفونات من الجديدة اللى بيشتغل عليها النت، الوقت بتاعهم فى البيت عادي جدا زى اي اسرة، يصحوا الصبح يفطروا سوا وتنزل امال على شغلها والبنات تقعد قدام التليفزيون ساعة واتنين وتلاتة وقبل ما امال ترجع بساعتين مثلا تبدأ كل واحدة فيهم تخانق التانية علشان تقوم تعمل شغل البيت، يفضلوا ساعة يتخانقوا وفى الاخر واحدة تقوم تجهز الاكل والتانية تنضف البيت وتروقه على الحال ده كل يوم، توصل امال عقبال ما تاخد الدش بتاعها وتغير هدومها يكونوا حضروا الغدا وتقوم امال تعمل حاجة يشربوها لحد ما المواعين تجهز والسفرة تتمسح ويقعدوا سوا قدام التليفزيون تحكي امال ليهم على اللى حصل فى الشغل ومع زمايلها، يتابعوا مسلسلات تركي ويفضلوا يعيطوا معاها شوية ويتسهوكوا على المشاهد الرومانسية شوية لحد ما يدخل الليل وتبدأ سهرة اللب والسوداني والفاكهة قدام الافلام الاجنبي الرعب...ودى النوعية المفضلة بالنسبالهم، وده اللى حصل يوم الاربع اللى كان ماشي بمنتهى الهدوء والدلع لأمال علشان مترجعش فى اتفاقها معاهم، وجينا ليوم الخميس ونزلوا هما التلاتة زى ما اتفقت معاهم لكن المرة دي مراحوش يتغدوا الاول قررت امال:
- احنا نشوف التليفونات الاول، علشان لو الفلوس قصرت معانا نتغدا فى البيت بقى.
سهاد..سماء:
- انتي تؤمري ياست الكل.
امال:
- الفلوس بتاعتكم هتدفعوهالي لما تقبضوا، اااه انا همشي البيت بالعافية لحد اول الشهر، كان فين عقلي بس وانا بوافقكم.
مسكوها سماء وسهاد كل واحدة من ايد وشبكوا ايديهم فى ايد بعض وضحكوا وهما بيقولوا:
- ايه اليوم الحلو ده؟؟ ايه امولة الحلوة دي؟
ضحكت امال على كلامهم ونزلوا فعلا على الشارع اللى متخصص فى بيع الموبايلات فى محطة الرمل، شافوا التليفونات واسعارها الغالية وفى نفس الوقت باعوا تليفوناتهم بأسعار بسيطة لأنهم موديل قديم، وهما هناك قررت امال هي كمان انها تجدد تليفونها بعد ما البنات اقنعوها وحمسوها وتدخل البياع كمان فى الموضوع وقعد يحكيلها عن مميزات الموبايلات الجديدة واختلافها وكل الحاجات اللى احنا عارفينها بقى، طبعا 3 تليفونات تاتش عملوا رقم وقدره خاصة بالاسعار اللى موجودة دلوقتي دي، طلعوا من المحل وهما عايزين يشيلوا امال على كتافهم من فرحتهم اولا وعلشان يثبتوها ثانيا، لكن امال كانت عمالة تندب بسبب الملبغ اللى دفعته وهي بتقول:
- خربتوا بيتي، انتم عارفين الالفات اللى دفعتها جوة دي كانت تخلص ايه فى جهازكم؟ اقول فيكم ايه؟
سهاد:
- سيبك بقى يا ست الكل، افرحي افرحي، شايفة الاختلاف، تعالي بقى لما ناخد سيلفي زى الناس، واعملي بوز بطة...ده انا كان نفسي اوي اتصور ببوز البطة.
سماء:
- هههههه متقلقيش امك هتفضل عاملة بوز البطة لحد اخر الشهر متقلقيش.
امال ضحكت على تريقة سماء:
- اه اول مرة ادفع مبلغ زى ده مرة واحدة كده، مش كنا جيبناهم تقسيط؟
سماء:
- ما خلاص بقى يا ماما اتجابوا خلينا نفرح بيهم وننبسط، والله وبقى معاكي تليفون بكاميرا يا امولة، الله يرحم.
امال:
- الله يرحم مين يا بت انتي؟
سماء بتضحك:
- الله يرحم ابويا مات قبل التكنولوجيا، كان زمانه هاريكي صور وبوستات وحاجات من اللى بالي بالك دي.
امال:
- انا جعانة، سيبك من قلة ادبك دي ويلا بينا على البيت، انا مش هدفع فلوس اكل النهاردة فى الشارع.
سهاد:
- يلا بينا وانا هعملك احلى اكل فى البيت.
فعلا رجعوا على البيت ووقفت سهاد وسماء يقنعوا امهم تدخل السنترال علشان تقدم على الانترنت، طبعا هى حاولت تتحجج بأن الورق مش معاها لكن البنات كانوا اخدين معاهم عقد الشقة وايصال المرافق وطبعا بطاقة امال معاها وبكده مفيش اي حجة قدامها تتهرب بيها، عملت اللى عايزينه وكانوا طايرين من الفرحة ورجعوا كلهم على البيت ووقفت سهاد فى المطبخ وجهزت الاكل فى ساعة بالظبط وقعدوا اكلوا وبقوا يصوروا كل حاجة حواليهم، وهما بياكلوا وهما بيحضروا الاكل وهما بيشيلوا الاكل، كل حاجة، برغم ان التليفونات والانترنت طالعين بقالهم كتير جدا، الا انهم بيتعاملوا كأنه لسه حالا اللى تم اكتشافه، طبعا كانوا بيستخدموه ككاميرا لأن الانترنت لسه مدخلش، قضوا يوم الخميس هزار وضحك ولعب فى التليفونات لحد الفجر وبعدين ناموا وقضوا يوم الجمعة زى كل يوم جمعة بيقضوه، واليوم ده هو اليوم الوحيد اللى بيصلوا فيه، يصحوا بدري يمسحوا البيت ويولعوا بخور ويتوضوا ويصلوا سوا، ويبدأ اليوم عادي بس ده اليوم اللى امال بتجهز فيه الاكل بنفسها، فات اليوم عادي ويوم والتاني وقبل ما يكمل الاسبوع كان النت دخل البيت واخيرااااااااااااااااا هيدخلوا عالم جديد، كل واحدة فيهم ابتديت تنزل الابليكيشن اللى محتاجاها، واتس اب اساسي والفيس بوك وعملوا كمان لأمال نفس الحاجات اللى عملوها لنفسهم، ومن اولها اتغير الوضع، والمسلسلات والافلام واللب والسوداني كل ده اتلغى مع تركيزهم فى اول يوم على التليفونات اللى دخل عليها النت ودخلوا هما عالم الفيسبووووك ببيدجاته وجروباته، وبوستاته ومواضيعه الكتير جداااااااااااااااا، حتى امال اللى كانت رافضة الموضوع مشالتش عنيها من التليفون خالص لدرجة انهم فى اليوم ده مخرجوش كعادتهم وقرروا يطلبوا اكل من برة، وبدل ما بيسهروا لحد الصبح قدام التليفزيون، سهروا لحد الصبح كل واحدة فى اوضتها مع تليفونها، وكعادة كل حاجة جديدة لازم يكون لها بهجة خاصة بيها، وده كان حال امال وبناتها اول ما اتعاملوا مع الانترنت، لكن محدش فيهم كان فى دماغه اللى هييجي من ورا التكنولوجيا المستجدة عليهم وعلى بيتهم.
سماء:
- سهاد ما تيجي تصوريني صورة حلوة كده احطها بروفايل.
سهاد:
- يخربيتك، انتي هتحطي صورتك على النت يا عبيطة انتي؟
سماء:
- مالك ياسهاد؟ هو انا بقولك صوريني عريانة، صورة عادية اومال انتي عايزاني اجيب بقى صورة زهرية ولا صورة ملاك بجناحات واحطهم على صفحتي، عيب يا سوسكا ده انا بقول عليك معلم كبير يا كبير.
سهاد وهي بتضحك:
- يابت انا قلقانة بس ماما تزعق، بس صحيح على رأيك ماهو احنا كده كده بنمشي فى الشارع والناس بتشوفنا، قال يعني هنحط صور لينا بلبس البيت مثلا.
سماء:
- قولي بقى انتي، يلا بقى صوريني صورة حلوة كده.
سهاد:
- قشطة، وانتى كمان صوريني صورة ينفع احطها على صفحتي.
سماء:
- ايوة بقى يا مزة.
فعلا صوروا بعض وكل واحدة فيهم نزلت صورتها على صفحتها كبروفايل ولأنهم ميعرفوش ناس غريبة ابتدوا يبعتوا اضافات لقرايبهم وفولو بقى لأي بيدجات بتقابلهم، سماء بتضحك:
- ايه كل البيدجات قليلة الادب دي؟ هو الفيس بوك ده كله +18 ولا ايه؟
سهاد:
- اومال انا ليه كل اللى طالعلي صفحات افلام رعب وحاجات عن الجن والعفاريت؟ هو انا بومة ولا ايه؟
سماء:
- حظوظ بقى، بس امك لو شافت الصفحات اللى عندي دي هتنفخني، انا مش عارفة اخفيهم ازاي؟
سهاد:
- اللى يعجبك اعملي فولو واللى ميعجبكيش اعملي بلوك علطول.
سماء بهزار:
- ده انا هعمل فولو...هههه قصدي بلوك لكل اللى ظهرلي على كده.
كانت سماء بتحفظ اسامي الصفحات اللى بتظهرلها وتكتب اسمها فى ورقة علشان مش هينفع تعملهم فولو بسبب محتواهم الغير لائق، كانت خايفة من امال وخايفة كمان حد من قرايبها يعرف انها متابعة الحاجات دي، ويمكن لأن دي الحاجات الى بتفكر فيها دايما سماء فظهرتلها اول ما ابتديت تتعمق مع الفيسبوك اللى بقى بيشم الحاجة اللى بنفكر فيها، ولأن سهاد بتحب الرعب ودايما تدور على الحاجات الخاصة بالرعب والكلام ده فكانت كل الصفحات اللى بتظهرلها خاصة بكده وبس، وعلشان كده كانت بتعمل فولو لأى بيدج بتظهرلها، كل واحدة فيهم بقيت طول الوقت مع تليفونها، فى نفس الوقت اللى امال ابتديت تتواصل مع قرايبها بشكل اكبر من الاول عن طريق الواتس اب والماسنجر، وطبعا مش هنتكلم عن جروبات العيلة بقى والنميمة والحكايات اللى بتحصل فيهم، وامال كانت فى جروب عيلتها، وكانت فى جروب عيلة جوزها كمان، وعلشان كده كانت طول الوقت مع التليفون وعلى الواتس اب، انشغالها فى شغلها وبعد رجوعها البيت انشغالها مع التليفون سمح للبنات بانهم هما كمان يقضوا طول وقتهم على التليفون، انتم مش محتاجين اوصفلكم الوضع بقى ازاي فى البيت، مل واحدة فى عالم منفصل عن باقي الموجودين فى البيت، امال مع الاهل والمعارف، وسماء مع البيدجات اياها وابتديت تتعلم حاجات كانت بتسمع عنها بس ايام المدرسة لكن مجربتهاش غير لما عرفت تفاصيلها من الصفحات دي، كانت بتخطف لحظات المتعة لنفسها وكأن ربنا مش شايفها، وطبعا كل واحدة مش حاسة بالتانية ولا بعمايلها علشان كده اتعودت سماء على اللى بتعمله ده وكل ما تشوف صورة او تقرأ حكاية من الحاجات اياها دي اثارتها تخليها تسرق دقايق ترتكب فيهم حرام اكبر من الحرام اللى بتقراه وتشوفه....الدفا اللى كان مالي البيت ده ابتدا يقل بالتدريج، حتى لو اتجمعوا مع بعض بيكونوا كل واحدة عنيها فى تليفونها، حتى امال فى شغلها معظم الوقت عنيها فى التليفون، لحد ما في يوم جت امال وبعتتلهم على الواتس اب:
- بقولكم ايه يابنات انا معزومة على الغدا عند ولاد خالتي.
سماء:
- طيب هنطلب احنا اكل من برة.
امال:
- ماشي بس بلاش تأفوروا يعني، اطلبوا حاجة مناسبة متستغلوش.
سماء:
- خلاص قشطة، اتبسطي بقى.
امال بعتت ايموشن قلب ورديت عليها سماء بنفس الايموشن، لكن سهاد مرديتش على الاتنين مع انها كانت اون لاين، شوية وبعتتلها سماء:
- طيب لما انتي اون لاين مش بتردي على ماما ليه؟
سهاد مرديتش برضو، استغربت سماء وراحت اوضة اختها تشوفها هي ازاي اون لاين بس مش بترد عليها وليه؟
يتبع
الفصل الثاني
خلصت امال شغلها وراحت على اقرب محل حلويات واشتريت منه طبق حلويات شرقية كبير وراحت تزور بنات وولاد خالتها اللى من كتير اوى متقابلوش، كانوا بيتجمعوا دايما فى بيت مامتهم اللى اتوفيت من سنين كعادة منهم محبوش يقطعوها وكأن مامتهم لسه عايشة، كانت مبسوطة امال جدا انها هتتقابل معاهم هما على تواصل دايما عن طريق مكالمات التليفون فى المناسبات وفى اي ظروف طارئة، ولو فرح او عزا كلهم بيكونوا موجودين، لكن طبعا لأن المناسبات بتكون مش بأستمرار فوارد يقعدوا بالشهور واحيانا بالسنة مش بيشوفوا بعض، فكرة تجمعهم مع بعض فى بيت خالتها زى ايام زمان وهما اطفال وشباب كانت محسساها ان الزمن رجع بيها تاني لورا سنين طويلة، كانت متحمسة جدا وفرحانة وحاسة ان قلبها بيدق جدا وكأنها هتطلع تلاقي خالتها ومامتها لسه قاعدين فوق بيجهزوا الاكل لحد ما ابوها وجوز خالتها وخالها يرجعوا من الشغل، كانت ايام جميلة طول الطريق امال فاكراها لحد ما وصلت، اخدت نفس وهي بتبتسم قدام البيت اللي مفيش حاجة اتغيرت فيه غير ان اصحابه مبقوش موجودين، طلعت امال ووقفت على باب الشقة وهي سامعة صوت الكلام والضحك بتاع ولاد خالتها اللى قاعدين جوة وكل ذكريات البيت بتمر قدام عنيها، مرضيتش ترن الجرس وافتكرت الخبطة المعينة اللى كانت بتخبطها على نفس الباب وكأنها ماسكة طبلة وبتطبل بيها، كانت هي الوحيدة اللى بتخبط على باب خالتها بالطريقة دي وعلشان كده كان الكل بيعرف ان اللى على الباب دي امال، وهو ده نفس اللى حصل فى اللحظة دي، كل اللى جوة البيت عرفوا ان اللى برة الباب امال وراح حسن ابن خالتها فتح الباب وهو بيضحك بصوت عالي على اللى هي بتعمله واول ما فتح قالها:
- خبطتك متتنسيش، وحشاني يا امولة.
امال دخلت حضنت ابن خالتها وسلمت عليه بحرارة كان واحشها جدا، دخلت البيت وقفل الباب وابتدوا بقى باقى اولاد خالتها يستقبلوها وكانت مقابلتهم كلها ترحيب وحب والقاعدة كلها كانت فى استعادة الذكريات بتاعتهم، ولأن جميلة بنت خالتها جوزها هي كمان متوفي فقررت هي وامال يباتوا الليلة دى سوا لان بقالهم كتير متقابلوش وبعد ما قعدوا مع بعض اليوم كله واتغدوا سوا واتكلموا فى مواضيع كتير جدا واتفقوا انهم يتجمعوا فى البيت ده كل ليلة جمعة مشوا كلهم وكملت الليلة هناك امال وجميلة...
فى البيت عند البنات اول ما دخلت سماء على اختها لقيتها نايمة على السرير وماسكة التليفون وحاطة السماعات فى ودانها وطافية النور ومش حاسة بأى حاجة حواليها، ندهت عليها لكن هي مرديتش فولعت سماء النور وركزت سهاد ان حد دخل الاوضة بصيتلها بأنفعال:
- ايه قلة الذوق دي؟ ايه اللى دخلك من غير ما تخبطي؟
سماء:
- وايه الجديد يعني؟ وبعدين ماما كانت بعتالنا على الجروب ولقيتك مرديتيش قولت اشوفك لأنك كنتي فاتحة.
سهاد:
- طيب طفي النور واطلعي، بسمع قصة ومركزة معاها بلاش تفصليني.
سماء:
- بتسمعيها على الواتس اب؟
سهاد:
- اخلصي يا سماء، اقفلي الباب وراكي.
سماء:
- طيب هطلب اكل علشان ماما راحت بيت خالتها وهتتغدا هناك.
سهاد:
- طيب، ولما يوصل الاكل رنيلي على التليفون متدخليش من غير ما تقولي.
سماء طلعت من الاوضة قفلت النور والباب وراها وهي بتقول:
- التليفون جننها باين عليها.
راحت سماء اوضتها واتصلت بالمطعم وطلبت الاكل وكملت فرجة ومتابعة للحاجات اللى بتتابعها، اتعودت بطريقة مريبة عليها وعلى الفرجة وعلى الصور اللى بتشوفها، وفجأة وهي قاعدة تتفرج اتفتحت محادثة على الماسنجر ودخل واحد وقالها:
- مساء الخير، لو تحبي ابعتلك القصص والصور على الخاص انا مستعد.
اتخضت سماء واتوترت وهي بتقول لنفسها:
- مين ده؟ وبيتكلم عن ايه؟
بعتلها بعد دقيقة من عدم ردها عليه:
- على فكرة انا عارف انك متابعة قوية جدا للبيدج بتاعتي، وعلى فكرة اقدر انفعك اوي.
سماء كانت مستغربة جدا:
- انت مين اصلا؟ وايه الهبل اللى بتتكلم فيه ده؟
رد عليها وقال:
- انا صاحب البيدج اللى انتي من الاعضاء النشطة فيها، وبتظهرلي فى الاشعارات الناس اللى متابعة صفحتي باهتمام وانتي منهم طبعا، وبصراحة صورتك عجبتني وقررت ادخل اتعرف عليكي.
سماء:
- انت كداب على فكرة، وبعدين صفحة ايه دي اللى انا متبعاها.
رد وقالها:
- الصفحة بتاعت للكبار فقط.
سماء:
- طيب يعني عايز ايه؟ وبعدين انا عادي صادفت فى الصفحة وخلاص، وحتى لو انت مالك اصلا؟
رد عليها وقالها:
- لقيتك مهتمة بالمحتوى قولت اساعدك، وكمان قولتلك صورتك عجبتني، انتي جديدة فى النت ولا ايه؟
سماء بكسوف وقلق:
- بصراحة اه، ومكنتش اعرف ان فيه حد ممكن يعرف انا متابعة ايه وبشوف ايه، بس والله مش هدخل تاني على الصفحات دي.
ضحك وهو بيكتب:
- بتحلفي ليه بس؟ هههه عموما ياستي انا اسمي رائف، وبعدين عادي ايه المشكلة انك تتابعي الحاجة اللى تعجبك، دى حرية شخصية وبعدين هو حد له عندك حاجة؟
سماء:
- لو حد عرف اني بتابع الحاجات دي هتبقى مشكلة كبيرة، معلش لو سمحت قولي ازاي اخلي محدش يعرف اني فتحت الصفحات دي؟
رائف:
- لو عايزاني اقولك صحيح يبقى نتكلم فيديو كول احسن علشان اشرحلك.
سماء:
- ازاي يعني؟
رائف:
- يعني هتصل بيكي فيديو وتفتحي اشرحلك على الكمبيوتر ايه اللى تعمليه يخليكي متظهريش لحد من اللى بتتابعي صفحاتهم.
اتبسطت سماء من الفكرة وعلشان كده وافقت بسرعة على المكالمة واتصل رائف بيها وفتحت وابتدوا يتكلموا...
رائف عنده 32 سنة، خلص دراسة فى المعهد العالي للحاسبات والنظم وعلشان كده هو فاهم كويس فى التكنولوجيا، وسيم ومهتم جدا بنفسه لكن كشكل هو طبيعي يعني مش وحش ولا حلو لكن اهتمامه بنفسه كان سبب فى انه يظهر لأى حد يشوفه انه وسيم وجذاب، شخصيته وثقته فى نفسه واضحين جدا بالنسبة لأى حد يتعامل معاه، ولأن سماء كان مالهاش خبرة فى التعامل مع الشباب فهي من الناس اللى قدرت تنجذب لرائف من اول ما شافته، ولاحظ هو ده فى عنيها، رائف شاب عايش لواحده مامته وباباه بيشتغلوا فى دولة عربية وهو بيشتغل هنا فى شركة محترمة لكن للأسف وحدته كانت سبب فى انه يكون عنده هوس بالحاجات الأباحية، ومكتفاش بأنه يهتم بالحاجات دي لواحده لاء قرر يعمل لنفسه محتوى يخص المواضيع دي كلها، اه محدش من م عارفه يعرف اللى بيعمله وهو مستخبي ورا شاشة الكمبيوتر، لكن كان بيحس بمتعة رهيبة لما بيقدر يسحب حد من اللى يعرفهم للطريق ده لما بيبعت اللينك بتاع البيدج للناس اللى يعرفهم سواء بنات او شباب من صفحات فيك بيعملها علشان يزود عدد المتابعين لصفحته، وبعيد عن ان هدفه كان الربح من ورا البيدج ده الا انه كان بيستمتع لما بيعرف بخاصية معينة عملها على البيدج مين من الناس اللى بعتلها دخل صفحته وابتدا يتابعها حتى لو فى صمت ومن غير ما يعمل متابعة او اعجاب، وكتير من زميلاته اللى مفيش بينهم غير احترام وحدود الشغل كانوا بيقضوا معاه اوقات طويلة جدا على الشات بيتكلموا فى حاجات خارجة وبيعتوله صور ليهم وبيبعتلهم صور هو كمان لكن لناس تانية خالص مالهمش علاقة بيه، الموضوع بالنسباله كان فيه متعة رهيبة بتخليه حابب يكون لواحده طول الوقت، واخيرا وصل لفريسة جديدة وواضح عليها انها مش فاهمة اي حاجة، وفتح الكاميرا وشافها على الطبيعة واول كلمة قالها:
- لاء ده انتي جامدة بقى، حقك تتابعي الصراحة.
سماء:
- لو سمحت بلاش كلام مالهوش لازمة، قولي بقى المفروض اعمل ايه؟
ابتدا رائف يقول خطوات لسماء تعملها على التليفون تقدر تمنع بيها ان حد يعرف هي متابعة ايه، وفى نفس الوقت قدر يعرف منها بشكل غير مباشر وبخطوات دخلها فى نص الكلام باسوورد الاكونت بتاعها، مش بس كده ده باللينك اللى بعتهولها ودخلت عليه وهي مش فاهمة بتعمل ايه، لحد ما بقى تليفونها مفتوح قدامه طول الوقت، هي سماء مكانتش بتكلم حد او بتعمل حاجة غلط مع حد هي بس كانت شايفة انها بتستمتع بقرأة الحكايات دي او بالصور اللى بتشوفها، لكن بعد كلامها مع رائف قررت انها مش هتتابع الحاجات دي مرة تانية لأنها اتحطيت فى موقف مش كويس، ومن هنا ابتديت معرفتها برائف تتغير، بدأ رائف يتكلم من وقت للتاني مع سماء اللى بطلت خالص تتابع الحاجات دي، وطبعا رائف متابع ده ومش عايزها تبطل، وعلشان كده من وقت للتاني كان يبعتلها على الماسنجر قصة او حكاية من الحاجات اللى بتحب تقراها دي، فى كل ده لا امال حاسة ببنتها ولا سهاد حاسة بأختها، كل واحدة عايشة مع تليفونها لحد ما اتعلقت سماء برائف اللى ابتدا يطلب منها حاجات مش مظبوطة لكن برغم ثقته فى ان سماء مش هتمانعه فى طلبه الا انه اتصدم من ردها:
- هو انت فاكر اني علشان كنت بشوف الحاجات دي يبقى انا هعمل اي حاجة سافلة مع اي حد غير جوزي ولا ايه؟ لالالا لو انت عايز كده يبقى تدور على حد غيري.
رائف:
- وادور ليه بس؟ ما انتي موجودة اهو، وانتي اللى عجباني الصراحة، جميلة وكل حاجة فيكي عجباني.
سماء على قد ما غزل رائف عاجبها لكن قالتله:
- ماليش فيه اعجبك ولا لاء، لما تتكلم معايا اوعى تطلب مني الحاجات دي مرة تانية، انا ماليش فى الكلام ده.
رائف:
- ياشيخة، اومال لو مفيش صفحة من الصفحات دي انتي داخلة عليها....
سماء:
- حتى لو بعمل كده، دى حاجة ليا انا، انت مالكش فيها، وبعدين انا ولا بتكلم مع حد ولا بصاحب حد، وللأسف حظى الاسود وقعني فى ان انت تكون الحد الوحيد اللى معرفهوش واتكلمت معاه.
قفلت سماء الاكونت بتاعها كله وكانت قاعدة متعصبة جدا، حسيت ان رائف عايز يستغلها ويستغل عدم وعيها الكافي للتعامل مع التكنولوجيا فى انه يوصل لحاجات مينفعش تتعمل، لكن فى الوقت ده كان قاعد رائف فى بيته قدام شاشة الكمبيوتر بتاعه مبتسم وهو عمال يتفرج على صور سماء اللى على تليفونها وجت فى دماغه فكرة متخطرش فى بال حد....