الروح السوداء الفصل السابع
الروح السوداء
الفصل السابع
طبعا الجملة كانت صعب تتصدق، علشان كده قولتلها:
- بتقولي ايه؟
قالتلي وهي بتضحك وبتبص فى وشي بعد ما طلعتني من حضنها:
- بقولك عقبال ما نقولك مبروك انتي كمان، معلش النقاب مش موضح الصوت، هستناكي بكرة فى الفرح.
حاولت اكدب ودني واقول انا يمكن بيتهيألي ومسمعتهاش كويس بسبب الاغاني، فاتت الليلة وبابا طلب مننا اننا نروح الفرح وهو بيقول:
- خلاص بقى من جالك بيتك جاب الحق عليك، علشان خاطر عمتكو برضو نحضر الفرح ومالناش دعوة بحد.
ماما:
- يا ابو مروة ما انت عارف ام احمد اخر مرة اتكلمت معايا ازاي، اقلق نروح نحضر الفرح تقل ذوقها معانا.
بابا:
- لالا، انتم بس بلاش تحتكوا بحد، نروح نعمل الواجب ونقف جنب اختي بالاصول.
بعد كلام كتير اخدنا القرار بأننا هنروح نحضر الفرح، مروة اختي راحت الفرح بخطيبها وانا كمان روحت مع محمد خطيبي وماما وبابا وبسمه، اول ما وصلنا جت ماما تسلم على ام احمد وتباركلها على جواز اسلام راحت الست بعدت وشها عن وش ماما ورفضت تمد ايديها تسلم، طبعا ماما طول الفرح كانت قاعدة محرجة لكن حاولنا نعمل اللى بابا طلبه، ونعدي اليوم، جه بابا قاللي انا واخواتي:
- روحوا طيب باركوا لبنت عمتكم.
كنا مترددين شوية لكن سمعنا كلامه، قومت انا واختي وروحنا نباركلها، وانا واقفة ورا مروة اختي جت خالت العريس خبطتني فى كتفي وكأنها قاصدة، اتضايقت انا كمان ورجعت قعدت مكاني متحركتش تاني مستنية بابا يقول يلا بينا، شافني خطيبي وخطيب اختي وانا قاعدة هيعط من الموقف تقريبا لقيتهم قرروا انهم يغيظوهم اكتر، واخدوني وقاموا رقصوا معايا وعملوا احلى شو كان سبب فى ان ام العريس واهله وحتى بنت عمتي هيطقوا بسبب ان بتاع التصوير بقى مركز معانا احنا وجت حنان وقالتلي فى ودني وانا برقص وبمثل الضحك:
- بوظتيلي شريط الفرح يا مي؟ مش عيب.
كملت كده لحد ما قرر بابا اننا نمشي، ومن اليوم ده حصلت حاجة غريبة بقى جدا، برغم ان انا ومحمد وصلنا لمرحلة اننا نحب بعض، وعلاقتي بيه كانت مختلفة عن اي حد قبله الا اني حلمت بيه شكله وحش جدا، كان مرعب وصوته مخيف، صحيت اليوم ده من نومي وانا متغيرة من ناحية محمد، مكنتش اعرف ان هو كمان هيتغير معايا، ولا كنت اعرف اني زى ما شوفته فى كابوسي هو كمان شافني بنفس الشكل، وبرغم محاولاتنا فى اننا نحافظ على بعض الا اننا كل ما نبدأ نقرب نلاقي نفسنا بنبعد تاني، وبنقفل من بعض تاني، ومحدش فينا قادر يقول هو بيشوف التاني ازاي فى كوابيسه، نزلت اشتغلت علشان اقدر انا كمان اساعد مع بابا اني اجهز نفسي، لكن ابتديت انا ومحمد نبعد عن بعض، كل حاجة بتقف، مش عارف يخلص اي حاجة من اللى وراه، مشاكلنا بتزيد وانا مع كل مشكلة شكلي بيتغير اكتر، وبيبان على وشي اني اكبر مني سني، بطني بقيت بتخلي اي حد يشوفني يفكرني متجوزة ومخلفة اكتر من طفل كمان، تقدروا تقولوا ابتديت احس اني مش راضية عن نفسي، الخنقة بتزيد ونسيت حاجة مهمة جدا.....نسيت اني بعيدة عن ربنا، ومن اليوم ده وانا بحاول اقرب، فى البداية كنت بصلي فرض او اتنين واكسل فى الباقي، احاول قبل ما انام اشغل قرأن، احاول اردد اي اذكار اعرفها او اجيبها على التليفون، لكن مع كل حاجة من دول اعملها احس بألم رهيب فى دماغي
( والله يا نونا ده كان بيحصل فعلا ولسه لحد دلوقتي)
احس بتقل رهيب فى جسمي كله مع كل خطوة امشيها لربنا احس ان صحتي بتبعدني خطوات كتير جدا، ومشاكلي مش بتتحل، عانيت فترة طويلة، تعب مش مفهوم، حرفيا مش مفهوم، حتى العلاج اللى كنت ماشية عليه من صغري خلاص وصلت للسن اللى المفروض اوقف العلاج ده فيه، فأنا كمرض مفيش فيا حاجة تسببلي كل ده، اكتئبت، بقيت الايام تعدي تقيلة، مشاكلي مع محمد بتزيد، بقفل منه اكتر لحد ما فاتت سنة واتنين وتلاتة كمان وانا حالي من اسواء لأسواء، حنان مفيش بينا وبينها اي علاقة من يوم الفرح، حتى مرات عمي وبنتها قعدنا كتيررررر مقاطعين بعض، مفيش حد دخل بيتنا منهم، حتى عمتو قاطعناها فترة طويلة وكانت تسافر وترجع بس مش علينا، قفلت خالص من ناحية محمد لحد ما قررت اسيبه ودى كانت بمشكلة كبيرة جدا مع اهلي اللى كانوا رافضين اني بعد السنين دي اسيبه ونرجع نبدأ من الصفر تاني، ده احنا كنا قربنا نتجوز...لكن زي كل مرة مكانش فيه فرصة اننا نكمل سوا، اللى كان اغرب من كل ده ان محمد بعد ما سابني بكام شهر كان اتجوز...وبرغم ان ظروفه فعلا كانت مكعبلة جدا وحاطط مرتبه كله فى جمعيات علشان يقدر يخلص حاجة حاجة فى الشقة بمجرد ما فركشنا كل الطرق فتحت قدامه وقدر يتجوز، زعلت مش هقول لاء...ما هو انا كنت بحبه برضو لكن معرفش ليه خوفت منه وقفلت بالشكل ده، وحياتي ابتديت تبوظ اكتر واكتر، بيتقدملي ناس وفجأة وبعد ما نكون موافقين على بعض يا اما هو يبص ليا بطريقة غريبة وكأنه خايف او حاسس بحاجة مش كويسة، او انا اشوفه مرعب يا اما يجيلي فى احلامي وكأنه عفريت، الايام بتعدي وانا وضعي كله بيتحول، بعد ما كنت فرفوشة وحابة الدنيا كلها ودلوعة مش بيشغلني اي حاجة ولا اي حد، بقيت كئيبة جدا ومملة، شكلي اللى اتغير دخلني فى حالة اكتئاب وفجأة لقيت نفسي بعاني من ديون كمان غير التعب وانا مش عارفة الديون دي كلها جاتلي منين...وفى وسط كل اللى بيحصل فيا ده انا مش عارفة اقرب من ربنا، الفرضين ولا التلاتة اللى كنت بحارب علشان التزم بيهم بقيت مش بقدر اعمل منهم فرض واحد، اتوضى وادخل اصلي الاقي نفسي نمت حرفيا مكان ما انا كنت هصلي، الالم مش بيروح من دماغي لما بفكر اقرأ قرأن، بعاني معاناة مش بقدر اتحملها فعلا ولأن احنا مش بنعتقد بالاعمال والكلام ده مجاش على بالنا لحظة، ويمكن معظم الاحداث مكنتش بتكلم مع ماما فى حاجة، لحد ما لقيت ديوني اللى معرفش جاتلي منين ولا ايه سببها وصلت لألفات حرفيااااااااااااااااااااااااااااا...فى نفس الوقت اللى عرفت ان احمد ساب البلد وسافر، والشقة اللى كنت هتجوز فيها سابها لأمه علشان حنان تقعد هي واسلام فى الشقة بتاعت اهله لواحدها....وكأن حنان اخدت حياتي اللى كنت المفروض مخططالها من قبل ما تيجي هي، فات سنين طويلة جدا اهي ولسه احمد لحد دلوقتي ولا فرش العفش اللى اشتريناه سوا..ولا حتى اتجوز، جيت فى يوم لأهلي بعد ما فات سنين على اللى حصل بيني انا واحمد وبعد ما سيبت محمد كمان، وبعد ما اختي مروة اتجوزت، قولتلهم:
- انا عليا فلوس كتير ومش عارفة الفلوس دي اتداينت بيها ازاي؟ ومش عارفة اسددها ازاي؟
كلهم بصولي بصدمة وقالت ماما:
- ازاي يعني مش عارفة اتداينتي بيها ازاي؟
مروة:
- فلوس اكيد صرفتيها، صرفتيها فى ايه بقى؟
مي:
- مش عارفة، والله ما عارفة.
وليد جوز اختي:
- ايوة يا مي، مش عارفة ازاي يعني؟ عطيتي لحد فلوس؟ روحتي ضمنتي حد مثلا فى حاجة وصدرك فيها؟
مي:
- لاء والله.
بابا بعصبية:
- بتشربي مخدرات؟ ولا تعرفي حد بتصرفي عليه؟
مي بغضب:
- وانا من امتى يعني عرفت حد وصرفت عليه؟ ولا من امتى انا ليا فى الحاجات دي؟ انا اصلا مش عارفة الفلوس دي راحت فى ايه؟
بابا:
- كام يعني الفلوس دي؟
مي:
- واحدة صحبتي ليها عندي فلوس مش عارفة كام بالظبط...
انا كنت عارفة هما كام بس خوفت اقول الرقم يتصدموا اكتر، بقيت بحاول ادور على كدبة اقولها علشان حتى اقدر اخصم جزء من المبلغ اللى انا مديونة بيه يمكن اقدر اسدده انا من مرتبي اللى من غير سابق انذار وبعد ما قررت اروح اخد قرض علشان بابا مكانش متاح معاه المبلغ اللى انا احتاجته وقف بسبب اني سيبت الشغل فجأة ومن غير مناسبة ولا سبب واضح، ااااااااه بقيت مديونة بأكتر من عشر تلاف جنيه وانا قاعدة من غير شغل، وبقى بابا بيديني جزء من المعاش بتاعه، وبقى جوز اختي بيسلفني، وبقيت اختي بتحاول مع كل قسط تتصرف فى جزء من فلوسها، لكن انا حسيت ان حالي وقف، مش عارفة الاقي شغل بسبب دراستي اللى مكملتهاش، فلوس بتزيد عليا حتى لو بستلف من حد لكن اهي فلوس انا هييجي عليا وقت ومطلوب مني اسددها، العرسان اللى كانت كل يوم والتاني على بابي ابتدوا يقلوا بالتدريج لحد ما تقريبا اختفوا، ما هو مش طبيعي كل ما يتقدملي واحد حاله يتحول...يا يسيب شغله فجأة، يا تحصل عنده مصيبة، يا يرفضني من غير سبب، يا اقفل انا منه وارفضه بعد ما كنت موافقة عليه، وهنا جت ماما قالتلي:
- لاء بقى، احنا لازم نشوف شيخ يقولنا في ايه؟ ما هو اللى بيحصل ده مش طبيعي بالمرة.
مي:
- قصدك علشان الجواز يعني؟
ماما:
- مش جواز بس، لكن برضو وقف الحال ده والديون اللى مش بتخلصي منها، وشكلك اللى اتغير وبقى ولا كأنك واحدة عندها خمسين سنة، وبطنك اللي شكلها زي بطن الحوامل ومالهاش سبب، نسأل حد غير الدكاترة بقى.
وليد:
- مش عارف ليه انا مش بقتنع بمواضيع الشيوخ والحاجات دي.
ماما:
- والله يا وليد ولا انا، بس يابني انت شايف اللى بيحصل معاها ده طبيعي؟ دى قاعدة فى البيت والديون اللى عليها بتزيد، عمالة تعجز ووشها يكبر كل ساعة مش كل يوم، بنتي فيها حاجة مش مظبوطة وانا مش لاقيالها سبب.
ومن اليوم ده ابتديت ادور على شيخ زى ما امي طلبت، لحد ما وصلنا للشيخ عفيف وده عرفته عن طريق الفيس بوك وقبل انه ييجي البيت عندنا، وافق وليد برغم انه بيرفض تماما دخول اي حد غريب، لكن لأنه هو كمان مستغرب من حالى واللى بيحصل معايا وافق لعل وعسى يكون فيه سبب، ولأن الشيخ عفيف من الناس اللى مش بتاخد مقابل فده كان دليل على انه مش دجال وجالنا البيت وقعد معايا ولما خلص رقية وماما جنبي طلع وليد ومروة من الاوضة علشان يطمنوا ويسمعوا منه لو فيه حاجة وهنا اتكلم الشيخ عفيف وقال:
- لا حول ولا قوة الا بالله، دي معمولها سحر يخليها تجري فى الشارع زى المجانين.
يتبع