أنا انتهازي ووصولي ولكني ناجح

أنا انتهازي ووصولي ولكني ناجح

0 المراجعات

أنا في نهاية الأربعين .. أشغل مركزا محترما هاما في مجال عملي لم يصل له بعد من هم أكبر مني سنا وأكثر مني خبرة...
متزوج وعندي أولاد أسعد أوقاتي هو الوقت الذي أقضية مع اسرتي، بكون فيه على طبيعتي.

حققت في هذا الوقت القصير لي في الحياة والعمل ما كنت أحلم به، وبزيادة، دون تعب ولا مجهود، ولا قدرات.
أول سؤال هيخطر على بالكم وقرأته في عيون كل من حولي وتجاهلته متعمدا هو "كيف حققت هذا النجاح مع أن مهاراتك محدودة" بالمقارنة حقا بزملائي بالعمل .

سأحل لكم هذا اللغز..
وصولي لما كنت أتمنى كان نتيجة أني اختصرت الطريق، كنت العصفورة، منافق، غدار، ليس لي عزيز، مصلحتي قبل الجميع، أدوس على كل شخص يقف في طريقي، قادرا على التلون، أترك المشاعر والعواطف على جنب، أبيع أقرب الناس لي، انتهازي، وكثير من ذلك.

كنت أبحث عن المال، عن المنصب، لم تفرق معي الوسيلة.
ولكن..
على قدر سعادتي عندما لمحت نظرات الفخر في عين أولادي، على قدر حزني وأنا أسرد قصة نجاحي المزيفة لهم.
كان بداخلي صوت يتمنى ألا يصيرون يوما مثلي، بل يتقدمون بتفوقهم، دراستهم، أخلاقهم، بطرق أفضل.

لم يعد لي صديقا قريبا ألجأ له وقت حزني وهمي، احكى له ما يثقل قلبي، الكل بعد عني.
أسد أذني حتى ما أسمع الدعاء على لأني كثيرا ما انتزعت حقا ليس من حقي، وبسببي قطعت رزق البعض.

أنا أول مرة أفضفض وأتكلم وأقول إني بحتقر نفسي..
كنت في السابق أعتبر هذه الأفعال شطارة، حق لي، أنا لا أجور على أحد، الدنيا كده، كل ما يهمني ألا أتبهدل ولا أبهدل أسرتي وأقدر أحقق لهم كل طلباتهم وأجعلهم في مستوى أفضل مما كنت فيه.
كل ما يصحو ضميرى_ أنظر حولي أجد زملائي مازلو صغار لم يتقدموا خطوة واحدة، متمسكين بمبادئ أحيانا أراها عفا عليها الزمان_ فأسكته.


للأسف وما يحزنني حقا أنني أصبحت قدوة لشباب في مقتبل الحياة العملية.
والآن تفوقوا على، وأصبح غايتهم هو إزاحتي من طريق طموحهم، مثلما فعلت سابقا.
فضفضة نص الليل.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة