تفاءلوا خيرا تجدوه قصة كفاح

تفاءلوا خيرا تجدوه قصة كفاح

0 المراجعات

رنا تتذمر من ضنك الحياة وأمها تذكرها برب السماء
 على غرفة صغيرة مترامية في أطراف المدينة وبعد أن حل الظلام وغابت شمس ذلك المساء وعلى سرير متهالك يسمع صوته عند التحول من جانب لآخر وعلى ضوء بهات يخيل للمرء أن هناك ضوء يستطيع أن يرى أشباه الأشياء يعلو تلك الغرفة المتهالكة سقفٍ أوشك على السقوط تكاد تصبح الحياة شبه منعدمة فيه خصوصاً عند هطول الأمطار ودخول الماء من تشققات ذلك السقف وعلى بعد مترين توجد دورة مياه صغير متهالكة هي الأخرى كانت رنا تجلس حزينة كئيبة في الغرفة التي تقطنها هي ووالدتها العجوزة بمفردهما .. وبينما هي سابحة تفكر بالحياة الضنكة التي تعيشها هي ووالدتها وبراتبها الضئيل الذي لا يكفي حتى لقوت يومهم وسداد قيمة أجرة الغرفة التي لا يوجد بها سوى حمام فقط و ليست صالحة للعيش حيث أن قطرات المطر تصل إليهم من سقف الغرفة الذي أوشك على الإنهيار .
نهضت والدتها المتعبة التي نامت بعد عناء كبير وصراع من المرض الذي لا يغادر جسدها .. إلتفتت يميناً لترى إبتنها الوحيدة وهي تضع يدها على خدها وقد غزى ووجهها الحزن والألم .

بادرت الأم حديثها ماذا بك يا ابنتي .. قالت حزينة يا والدتي من حظنا القليل .. أفكر بأن الحياة هذه التي لا نستطيع على أن نوفر حتى قيمة العلاج .. كيف تريدين أن أكون يا أمي .. ألا تعلمين كم نعاني من الفقر فقد أوشك راتبي على الإنتهاء ولم يمر من الشهر سوى عشرة أيام.

ابتسمت الأم المتعبة العجوزة التي كانت قد تعودت على ألم الحرمان والفقر .. قالت لا تظني يا ابنتي بأن السعادة هي الدنيا .. السعادة يا ابنتي هي في الآخرة .. فقد بحثت عنها قبلك ولطالما تذمرت من هذه الحياة كما تفعلين الآن انتي ولكنني في اليوم الذي اكتشفت بأن الحياة ليست للسعادة .أصبحت سعيدة .

لنا رب يرانا يا ابنتي ولن نموت جوعاً ولا حتى برداً .. يكفينا ما نأكله ولا تفكرين كيف سنفعل غداً فلغد رب قولي يا رب فقد قال تعالى (ادعون استجب لكم ).. رددت البنت بعد والدتها يا رب أنت العالم بحالنا يا رب ارزقنا من حيث لا نحتسب وأيضاً كانت الأم تدعو وتقول يا رب ارزقنا فقط ما يكفي لإطعامنا وإيوائنا فأنت العليم بحالنا.

لم تكمل الوالدة العجوزة دعائها  وإذا بطارق يطرق الباب ويقول لقد جاء رجل إلى هنا وأخبرني بأن أعطيكم هذا الظرف .

أغلقت البنت الباب لتفتح الظرف وترى بأن الظرف يحتوي على نقود ستكفيهم لعدة أشهر ومكتوب على الظرف معونة من فاعل خير.

صرخت البنت نعم يا والدتي كما قلتي لا نفكر كيف سنفعل بالغد فللغد رب .فعلاً يا أمي تفاؤلوا خيراًتجدوه .. خرجت البنت مسرعة وهي تدعوا وتقول سأجلب العلاج والطعام وأعود يا والدتي .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

18

متابعين

30

متابعهم

34

مقالات مشابة