رواية على صفحات الماضي الحلقة (٨)

رواية على صفحات الماضي الحلقة (٨)

0 reviews

وعلى بعد عدة كيلو مترات كان يجلس رامي حول أبناءه في الصالة شارداً يفكر ويحدث نفسه، لماذا عدت، هل تعلمي أنني عانيت كثيراً بعد رحيلك، وعندما بدأت التخلص من تلك المعاناة والتعايش مع أسرتي ونسيانك ظهرت من جديد، لماذا ظهرتِ؟ ولماذا تتبعين خطواتي، ثم نظر إلى أبناءه الصغار الذي كان أكبرهم في العاشرة من عمره نظرة غريبة، نظرة للمستقبل الغامض ، هل ستكونون برفقتي أم أنا الظروف ستفرقنا، في الجهة  المقابلة كانت تجلس زوجته التي كانت تنظر إليه نظرت المستفهم ، ثم نظر إليها وواصل حديثه لنفسه وأنتِ هل ستكونين معي في المستقبل الغامض، أفكار كثيرة، فما أصعب الاختيار بين حبيبة الماضي وزوجة الحاضر.

مرَّ أسبوع ومها تنتظر دخول رامي للشركة بفارغ الصبر لكن رامي لم يأتي، كانت في كل يوم تترقب مجيئه ولاحظ زملاءها في العمل تغير تصرفاتها وشرودها الكثير، وكثرة أخطاءها في العمل فلم تعد مركزة كما كانت ، ولطالما سألتها زميلاتها في العمل عن سبب تغير حالها ، ولكنها كانت تجيبهم مشاكل مع الأبناء.

مرت أشهر كثيرة ومها تنتظر دخول رامي للشركة ولكنه لم يأتِ، فكرت كثيراً بأن تذهب إليه لمكان عمله ولكنها كانت سرعان مع تغير تفكيرها، فهي لا تعلم ظروف عمله، وأشياء أخرى ، عانت مها كثيراً من هذا الحب الذي حرمت منه وهي في ريعان شبابها وهي تعاني منه إلى الآن ولكنها قررت أن تنسى.

تغيرت طباع رامي مع زوجته وأبناءه منذ اللحظة الأولى التي قابل فيها مها، وأصبح عصبي وكثير المشاكل ولا يعجبه شيء، تطورت مشاكله مع زوجته وكانت في كل مرة تذهب إلى منزل والدها يعيدها رامي للمنزل بعدها بأسبوع، لكن مع كثرة المشاكل، وكثرة ذهابها لمنزل والدها رفض والدها المرة الأخيرة رجوع أبنته لرامي وطلب منه أن يطلقها بالمعروف، لكن رامي رفض ، رفعت زوجة رامي على رامي قضية خلع وانفصلت عنه وأخذت أولادها في حضانتها.

كانت قد مرت سنوات على ظهور مها في حياة رامي عندما ظهرت أول مرة ولكنه لم يرها بعدها ولم تراه.

بعد معاناة شديدة عاشها رامي في منزله بمفرده قرر الذهاب إلى مها في شركتها التي أعطته عنوانها قبل سنوات في أول مقابلة قابلته لم تراه بعدها أبداً

وفي صباح ذلك اليوم وبينما مها في مكتب المدير الذي كان يسألها عن رأيها بموضوع الزواج منه الذي كان قد فاتحها به منذ أسابيع، تفاجأت مها بعد خروجها من مكتب المدير دون أن ترد عليه على رأيها الأخير في موضوع وطلبت منه منحها فرصة إضافية  للتفكير ، تفاجأت برامي ينتظرها في مكتبها وهنا كانت الصدمة.

وقفت مها مقابل رامي فيما وقف رامي ينظر لها وكأنه يريد معرفة هل ما زالت تحبه بعد كل هذه السنوات فيما نظرت مها لرامي بعينيين غاضبتين؟ لماذا عدت قالتها بنبرة حادة؟ لكنه رد عليها بنبرة أشد حدة لماذا عدتِ انتِ؟ قالت لقد انتظرتك كثيراً وبكيت أكثر؟ قالتها أيضاً بنبرة حزينة جداً وشديدة؟ فأردف رامي لقد انتظرتك أنا أكثر؟ فردت عليه أتدري ماذا فعلت بي وبحياتي؟ فرد عليها أتعلمين أني خسرت زوجتي وأبنائي؟

لحظات طويلة قضاها كل من مها ورامي في المكتب تخللها العتاب، وعلم رامي أن مدير الشركة ينوي الزواج من مها وعلمت مها بأن رامي خسر زوجته وأبناءه بسببها.

وانتهى العتاب بمغادرة رامي المكتب وعودة مها إلى المنزل.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

18

متابعين

30

متابعهم

34

مقالات مشابة