الظلام الدامس و العتيم
“الظلام العميق”
في ليلة ممطرة وعاصفة، تجمعت غيوم سوداء في سماء بلدة صغيرة تحاصرها الغابات الكثيفة. كانت الرياح تهب بشدة، والأمطار تتساقط بغزارة، مما جعل الجو يبدو مخيفًا ومرعبًا. في هذا الجو المظلم والعاصف، كانت هناك منزل قديم يعتبره السكان مسكونًا.
يقال إنه في هذا المنزل، حدثت أحداث مرعبة منذ قرون، وكل من جرب دخوله لم يخرج على قيد الحياة. ومنذ ذلك الحين، أصبح المنزل مهجورًا ومخيفًا، يبدو وكأنه ينتظر ضحايا جدد.
في هذه الليلة الرهيبة، قررت مجموعة من الشباب المغامرين الدخول إلى المنزل المسكون، فكانوا يبتسمون بشكل متهور، لا يدركون مدى خطورة ما ينتظرهم. دخلوا المنزل بحماس، معلنين أنهم سيكشفون الحقيقة ويبتغون المغامرة.
لكن ما لم يكونوا يعلمونه، هو أن هناك شيئًا مظلمًا ينتظرهم في أعماق المنزل، شيء لا يمكن وصفه بكلمات بشرية. بينما كانوا يتجولون في الغرف المعتمة ويبحثون عن أدلة، بدأت الأشياء تتحرك ببطء حولهم، كأنها أرواح مضطربة تستعد للانتقام.
بينما كانوا ينتبهون إلى الأصوات الغريبة، بدأت الأبواب تغلق بنفسها، والنوافذ تهتز بشكل مريب. وفجأة، تغيرت الأنوار إلى اللون الأحمر، وظهرت أصوات تناديهم بأسمائهم بصوت مرعب. وعندما حاولوا الهرب، واجهوا متاهة من الغرف المظلمة المليئة بالأرواح الشريرة.
انقضت الليالي ولم يعثروا على أثر للشباب المفقودين، والمنزل المسكون ما زال يقف بكل رعبه وغموضه، في انتظار الضحايا الجدد الذين سيسقطون في شباكه المظلم.
بعد ليال من البحث اليائس في متاهات المنزل الملعون، تمكن أحدهم من العثور على كتاب قديم مغلق بسلسلة وردية ممتدة. حين فتحوه، وجدوا فيه سرًا مرعبًا يكشف عن الحقيقة وراء المنزل.
وفقًا للكتاب، كان المنزل فيما مضى معبدًا لعبادة غامضة تعبد كيانًا مظلمًا يسمى "الظلام العميق". وكانت ضحايا هذه العبادة تقدم لهذا الكيان الشيطاني كتابات وأرواحًا في مقابل القوة الخارقة والخلود.
وبينما كان الشباب يقرأون الكتاب بصدمة، بدأت الأرواح تظهر بشكل واضح أمامهم، متطلبة أرواحًا جديدة لتكمل قوتها وتخلد دورها في الظلام.
بدأ سباق الهروب والنجاة، حيث تعرضوا لهجوم شرس من الأرواح المخيفة، ولكنهم استخدموا القوة العقلية والشجاعة للصمود. وفي النهاية، عثروا على مخرج سري يؤدي إلى خارج المنزل، لكنهم فقدوا أحد أفرادهم في طريق الهروب.
بينما هرب الباقون من الظلام العميق، حملوا معهم الكتاب القديم كشهادة على ما حدث، ولكنهم علموا أنه لا يزال هناك الكثير من الأسرار المظلمة التي تحيط بتلك العبادة الشيطانية، وربما لا يكونون قد رأوا النهاية الحقيقية لكيان الظلام العميق.
