السماء لا تتسع لنا -الفصل الخامس (الكاتبة علا ابراهيم)

السماء لا تتسع لنا -الفصل الخامس (الكاتبة علا ابراهيم)

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

السماء لا تتسع لنا 

image about السماء لا تتسع لنا -الفصل الخامس (الكاتبة علا ابراهيم)

 

أروى كانت تدفع خالد بجنون، تحاول أن تُبعده عنها وهو يقترب منها بإصرار. مظهرها المبعثر وارتباكها أشعلا غضبًا داخليًا عند فاروق، لم يكن يتوقع أن رؤيته لتلك الخادمة مع رجل بهذا الشكل سيثير فيه كل هذا الانفعال.

 

اندفع فجأة نحو خالد، دفعه بعيدًا بقوة حتى تراجع هذا الأخير يلهث، محاولًا التقاط أنفاسه.

 

قال خالد بتهكم: — مالك منفعل كده ليه؟ ما إحنا بنعمل أكتر من كده… وإنت مش ملاك.

 

رد فاروق ببرودٍ لاذع: — إحنا ما بنجبرش حد.

 

ضحك خالد بسخرية: — بجد؟ مش إنت اللي ادتني المفتاح وقلتلي "مش عاجباك، اعمل اللي إنت عايزه"؟

 

في تلك اللحظة، خرج صوت خافت من أروى، ارتجافة بسيطة وهي تحاول كتم شهقاتها، مما جذب انتباه فاروق، التفت نحوها، ثم عاد بنظره إلى خالد، والغضب يشتعل في عينيه لانه اخبرها عليه.

 

همّ بلكمه، لكن خالد تصدى له وأبعد يده. فصرخ فاروق لأول مرة بانفجار حقيقي: — برا! اطلع برا حالًا!

 

نظر له خالد نظرة طويلة، ثم رمق أروى بنظرة جعلت فاروق يزداد اشتعالًا، قبل أن يغادر دون أن ينبس بكلمة.

 

التفت فاروق إلى أروى، كانت تجلس على الأرض، تبكي بحرقة، تخفي وجهها بكفيها. بدا عليها الانكسار، وملابسها غير مرتبة، مما أثار بداخله شعورًا بالذنب لم يعهده.

 

اقترب بهدوء، سحب ملاءة من السرير ووضعها عليها برفق، ثم خرج دون أن يقول شيئًا.

 

دخل غرفته، تمدد على سريره، لكن النوم جافاه. كان يتقلب وهو يتذكر نظراتها، دموعها، وموقفه الغبي. كيف أعطى المفتاح لخالد وهو يعلم أن أروى بمفردها؟ لم يتخيل أن خالد سينظر لها بهذا الشكل.

 

هل هي فعلًا بهذه الجاذبية؟ ما الشيء المختلف فيها؟ خالد لم يكن من النوع الذي يُظهر انجذابًا بسهولة.

 

وسط شروده، سمع حركة بالخارج. خرج مسرعًا، فوجدها واقفة تستعد للخروج، تحمل حقيبتها.

 

قال بنبرة حادة: — رايحة فين؟ الوقت متأخر.

 

نظرت له بسخرية، عيناها متورمتان من البكاء: — رايحة أبلغ عنك.

 

صُدم من ردها، وقبل أن تصل إلى الباب، أمسك يدها بشيء من العنف وقال بانفعال: — تبلغي عني ليه؟ أنا عملت إيه؟

 

نظرت له باشمئزاز وقالت بصوت مختنق: — إنت أسوأ منه… على الأقل هو كان واضح.

 

— إنت شخص مش بيهتم بحد… ماشي ورا دماغك. مش هو اللي يتحاسب، إنت اللي تتحاسب… إنت اللي كنت في البيت، واديت المفتاح وهو عارف إني موجودة.

 

كل كلمة قالتها كانت طعنات. هو بالفعل أخطأ، لكنه لم يتوقع ما حدث.

 

لم يكن يفكر سوى في الفضيحة عندما تبلغ، في اسم والده وعائلته.

 

انطلق نحو الباب وأغلقه قبل أن تصل إليه. ضربته على صدره، فثبت مكانه ولم يتحرك، تركها تضربه وتصرخ حتى تعبت. وعندما خارت قواها، أمسك بها ليسندها… صُدمت من رد فعله وحاولت الابتعاد، لكنه أدخلها الغرفة بهدوء رغم رفضها، دون كلمة.

الكاتبة: علا إبراهيم

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

5

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة
-