قصة رعب بعنوان (الساحر التائب)
إن السحر مصطلح عام يستعمل في وصف الفعالية التي تقوم بتغيير حالة شيء ما أو شخص ما للنقيض، قوى تخترق ما وراء الطبيعة والقوانين، ويبقى السحر شيء غامض لا يعلم كل خفاياه سوى خالقنا سبحانه وتعالى، حذرنا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم من سبع موبقات جاء بذكرهم في حديثه الشريف، والموبقات تعني في اللغة العربية المهلكات التي تزج بصاحبها ومرتكبها بالنار إلا إذا أحدث منها توبة ونصوحة أيضا، جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ) صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.
ولهول السحر عند الله سبحانه وتعالى جعله رسول الله صل الله عليه وسلم بعد الشرك بالله والعياذ بالله مباشرة، في الأساس السحر نوع من أنواع الشرك بالله، وهو فيه يأتي الساحر أو الساحرة بالاستعانة بالشيطان الرجيم لقضاء حاجته، وهي عمل سوء يسبب ضررا لغيره من المسلمين.
كتاب عن السحر والجن والشياطين.
قصـــــة الساحر التائب
في البداية كان ابنا لساحر عهده الناس وشهدوا له بالصلاح والفلاح ولم يكونوا يعرفون عن أموره الحقيقية التي لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى أي شيء، لاحظت والدته منذ وضعه أنه يصرخ ليلا ولا يتمكن من النوم في هدوء وسلام كغيره من المولودين الجدد، علم والده أن به شيء، وشيء عظيم لذلك قدمه وجاد بابنه الوحيد في خدمة الشيطان!
كبر الابن وحتى وصل سن الرابعة عشرة من عمره لم يصب بأي مكروه في نذير الكلمة التي خرجت من فم والده وأعطاها للشيطان نفسه؛ وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره وافت والده المنية ورحل عن عالم الدنيا؛ كان الابن كثيرا يجد شيئا يقوده للأماكن المهجورة وغالبا ما وجد راحته بالغابة التي تبعد قليلا من القرية التي يعيش بها.
كان هناك يجد العديد من الفتيات واللاتي هن في الأصل شياطين تمثلن في صورة فتيات حسناوات، وبكل يوم كان يذهب لهن ويقضي متاعه؛ وبيوم من الأيام عندما كان عائدا من الغابة بعدما فعل ما يفعله كل مرة مع الفتيات الجميلات وجد دابة كبيرة سوداء على الطريق، وقد تم ربط وثاقها بشجرة بجوار منزل، اعتقد ذلك الشاب الصغير أن صاحبها يريد الذهاب للغابة ليفعل مثلما يفعل هو، فقرر أن يأخذ الدابة حتى يعطيه درسا فلا يمكنه العودة للقرية ولا إكمال طريقه للغابة.
وبينما كان عائدا بالدابة التي أخذها للقرية، كان هناك طريق وعر بعض الشيء فتوقفت الدابة ولم تخطي خطوة واحدة، فاضطر الشاب لضربها بالعصا مرتين، وفي المرة الثالثة التفتت إليه الدابة وتحدثت إليه بصوت فتاة: “لا تضربني فأنا لست بدابة كما تعتقد”.
وجد نفسه يريد أن يضربها للمرة الثالثة ولكنها اختفت في الحال عن أنظاره، لذلك أغشي عليه وشبه فقد عقله لمدة ثلاثة سنوات من عمره، كان عندما يرد إليه عقله يجد نفسه داخل قفص بمنزل والديه، ومغلغل بالأصفاد، كانت والدته قد استعانت بأحد أقربائها في البحث عنه حتى إيجاده.
كان يستعطف والدته خلال الثلاثة سنوات ليخرج لنفس المكان الذي اعتاد الذهاب إليه، يأكل في مدة غيابه الخبائث والجيفة وكل ما هو ميت، يذكر الساحر التائب أنها أفضل وجبة للشياطين على الإطلاق، يحكي ويقول أنه كان يتصارع مع الكلاب على الجيفة فينتصر بالنهاية ويفوز بأكلها كاملة لوحده.
كانت تسمح له والدته بالذهاب شريطة أن يعود إليها، وبالفعل كان يعود إليها بكل مرة حتى تسمح له بالذهاب مجددا؛ وبنهاية السنة الثالثة يذكر أنه دخل مسجدا به أناس كثيرون، فقاده أحدهم للمضي في طريق والده والذي كانوا يظنون جميعهم بأنه رجل من أهل التقوى والصلاح والفلاح، أخذته العظمة فأراد أن يكون ذا شأن عظيم بين البشر، وأن يسير على نهج والده الراحل وتصبح له كرامات مثلما كان لوالده.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع