سرُّ المعزة البيضاء | قصة رائعة ومعبرة

سرُّ المعزة البيضاء | قصة رائعة ومعبرة

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

🌾 عنوان القصة: سرُّ المعزة البيضاء

image about سرُّ المعزة البيضاء | قصة رائعة ومعبرة

🕊️ الفصل الأول: الفتاة اليتيمة:

في قريةٍ هادئة تحيط بها الجبال والوديان، عاشت فتاة يتيمة تُدعى سلمى.
كانت تسكن كوخًا صغيرًا في أطراف القرية لا يؤوي سواها ومعزتها البيضاء “نجمة”،
التي ورثتها عن والديها بعد وفاتهما في عامٍ قاسٍ من الجفاف.

كانت سلمى تخرج كل صباح إلى السوق حاملة جَرَّة الحليب الطازج لتبيعه للناس،
وكان الجميع يعرفها بأخلاقها وصدقها رغم فقرها الشديد.
فبعد أن تبيع حليبها، كانت تشتري القليل من الدقيق وبعض الأعشاب لنجمتها،
ثم تعود إلى كوخها الصغير وهي تحمد الله على رزق اليوم.

لكن رغم فقرها، كان لقلبها عادة لا تنساها:
ففي طريقها إلى السوق، كانت تضع دائمًا قليلًا من الحليب في إناء فخاري
وتتركه عند جذع شجرة مهجورة لتشرب منه طيور الغابة العطشى.
كانت تقول في نفسها:

> “من رحم الطير، رحمه الله”.

---

🌙 الفصل الثاني: الغريب عند الشجرة:

ذات صباحٍ، وبينما كانت سلمى تسكب الحليب للطيور،
لمحت رجلاً عجوزًا بثيابٍ رثة جالسًا بجانب الشجرة، يبدو عليه التعب والجوع.
اقتربت منه وسألته:

> “هل أنت بخير يا عمّي؟”

ابتسم العجوز ابتسامةً باهتة وقال:

> “أنا غريبٌ أضاع الطريق ولم أذق طعامًا منذ يومين.”

دون تردد، أفرغت سلمى نصف جرتها في إناءٍ صغير وقدّمته له قائلة:

> “اشرب يا عم، فالحليب يعيد للعظام الدفء.”

شرب العجوز الحليب حتى ارتوى، ثم نظر إليها بعينين لامعتين غريبتين، وقال:

> “يا بنتي… الخير لا يضيع أبدًا، وستجدين بركته قريبًا.”

ثم نهض ومضى بخطواتٍ بطيئة حتى غاب بين الأشجار.

---

🌅 الفصل الثالث: المعجزة الأولى:

في اليوم التالي، حلبت سلمى معزتها “نجمة” كعادتها،
لكنها لاحظت أن الحليب أصبح أثقل وأنصع بياضًا كأنه ضوء القمر السائل.
لم تهتم كثيرًا، لكنها حين باعته في السوق،
تفاجأت بأن المشترين يتدافعون عليه قائلين إن طعمه ألذ من أي حليبٍ ذاقوه من قبل.

وفي نهاية اليوم، كسبت أضعاف ما كانت تكسبه عادة.
فرحت سلمى وشكرت الله، لكنها لم تعلم أن بركتها قد بدأت من تلك اللحظة.

---

🌧️ الفصل الرابع: طمع المختار:

وصل خبر الحليب العجيب إلى مختار القرية المدعو عبد الجليل،
وهو رجلٌ معروفٌ بالبخل والطمع.
استدعى سلمى وقال لها:

> “أريد نصف ما تكسبينه من اليوم فصاعدًا، وإلا فلن أسمح لك ببيع الحليب في السوق.”

حاولت سلمى أن ترجوه أن يتركها وشأنها، لكنه أصرّ بلهجة قاسية.
عادت إلى كوخها حزينة، لكنها في الصباح التالي
سكبت الحليب للطيور كعادتها وهي تقول:

> “ما دام رزقي من عند الله، فلن يأخذه أحد.”

وفي تلك الليلة، سمع أهل القرية صوت رعدٍ شديد وأضواء غريبة فوق بيت سلمى.
وفي الصباح، وجدوا كوخها يضيء كأنه مغمور بنورٍ أبيض،
ومعزتها “نجمة” تقف شامخة كأنها قطعة من اللؤلؤ.

---

🌟 الفصل الخامس: جزاء الرحمة والطمع:

ومنذ ذلك اليوم، كانت نجمة تُدرّ حليبًا أبيض تفوح منه رائحة الورد،
كل من يشرب منه يُشفى من مرضه أو يجد راحة في قلبه.
أما المختار عبد الجليل، فقد حاول أن يسرق المعزة ذات ليلة،
لكن حين مدّ يده إليها تحوّل الحليب في جرتها إلى رمادٍ أسود،
وسقط مغشيًا عليه، لا يفيق إلا على صوته يردد:

> “اللهم اغفر لي طمعي!”

أما سلمى، فقد عاشت في نعيمٍ ورضا،
واشترت بيتًا كبيرًا وجعلته مأوى للفقراء والمحتاجين.
ولم تنسَ يومًا الشجرة التي كانت تسكب عندها الحليب،
فكانت تزورها كل أسبوع وتقول بابتسامة:

> “هنا بدأ رزقي، وهنا تعلمت أن الرحمة كنز لا يفنى.”

---

🕊️ النهاية والعبرة:

> الخير لا يضيع أبدًا، وإن ضاقت بك السبل فافعل الخير لوجه الله،
> فهو وحده من يردّ الجميل أضعافًا مضاعفة.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Shrouk Abdelfattah تقييم 5 من 5.
المقالات

12

متابعهم

10

متابعهم

3

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.