وقعت في حب مصاص دماء 4_5

وقعت في حب مصاص دماء 4_5

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

🩸 الفصل الرابع - أبناء الليل

> "كلّ من يبحث عن الماضي... يخلق لعنة جديدة."

الليل كان أثقل من العادة،والقصر غارق في صمته الكئيب، كأنه ينتظر انفجارًا.نور ما زال واقفًا في منتصف القاعة، عيناه تشتعلان بدمٍ لا يهدأ،وليـو أمامه، ثابت، كأنه اعتاد مواجهة الجحيم.> "كنتُ أعلم أنك ستعود،"قال نور بصوتٍ منخفض،لكن ليو ابتسم بسخرية خفيفة:> "لم أعد لأراك، بل لأريك ما صنعت بيديك يا نور."اقترب خطوة،صوت حذائه على الرخام بدا كجرس جنازةٍ قديم.رفع عينيه إليه وقال ببطء:> "نورا لم تُخلق صدفة.لقد وُجدت... لأنك رفضت أن تدفن إيفلين في اعماقك. " حتي جثتها لم تستعدها الا الان هل انت متاكد انها ماتت اصلا ي نور ام انها مجرد لعبه ؟صمتٌ خانق.نور لم يتحرك، لكن ظله ارتجف على الحائط.همس بصوتٍ مبحوح:> "ماذا تقول؟"ضحك ليو، ضحكةً مريرة:> "أنت لم تبحث عن حبٍّ، بل عن امتلاك.حين فشلت في استعادة إيفلين... خلقتَ بدمها ظلًّا جديدًا.نورا هي نتيجة أنانيتك،هي صدى خطيئتك."نظرة نور تحولت من ذهولٍ إلى غضبٍ صامت.اقترب منه ببطء، والهواء حولهما صار أثقل،الشموع انطفأت واحدة تلو الأخرى.> "كنتَ تعرف كل هذا... وسكتَّ؟"> "كنتُ آمل أن تبقى بشرًا."قال ليو، ثم أضاف ببرودٍ قاتل:"لكنّك اخترت أن تكون وحشًا."عندها فقط، انكسر الصمت.اندفع نور نحوه كوميضٍ من الظلام،اصطدم الجسدان، والهواء انفجر حولهما.ليو حاول مقاومته، لكن الغضب في نور لم يكن بشريًا.ضربه في صدره، ثم أمسك عنقه بقبضةٍ واحدة.> "لا أحد يذكّرني بما خسرت."كانت عيناه تلمعان بسوادٍ نقي، ولم تمر ثانية حتى دوّى صوت الكسر.سقط جسد ليو أرضًا بلا صوت،والقصر كله عاد إلى صمته الأول،كأن شيئًا لم يحدث.

تنفّس نور ببطء،

مسح الدم عن وجهه،وهمس لنفسه:> "كلهم يرحلون... إلا الذنب."خرج من القصر بخطواتٍ ثقيلة.الليل في الخارج كان هادئًا بشكلٍ مريب،الريح تعبث بشعره الطويل، والمدينة نائمة.حتى سمع الصوت.صرخة أنثوية بعيدة،خافتة... لكنها كافية لتوقظ الوحش فيه.> "نورا...؟"استدار بحدة،عيناه تلتقطان الوميض البعيد لشاحنة تتحرك بسرعة في أحد الأزقة،

؟"استدار بحدة،عيناه تلتقطان الوميض البعيد لشاحنة تتحرك بسرعة في أحد الأزقة،

وصوت رجلين يصرخان.

ركض نور نحو الشارع،دمه يغلي، والخوف يختلط بالغضب.تلك اللحظة، فهم أن القدر لم ينتهِ بعد...بل بدأ لتوّه.---

 

 

 

🌑 الفصل الخامس-اختطاف نورا

 

> "كلّما ظننت أني فقدت كل شيء... وجدت أنني ما زلت أملك الغضب."
الريح صرخت في أذنيه،
المدينة غارقة في السواد،
وعيناه تتوهجان بلونٍ أحمر قاتم كأنهما جمرتان من جحيمٍ قديم.
حين التقط رائحة نورا، لم يفكر.
انحنى جسده للأرض، وانبسطت على ظهره أجنحة من الظل،
انطلقت منه كالدخان، لكنها أقسى من الحديد.
وفي لحظة، اختفى بين الغيوم.


 

وفي لحظة، اختفى بين الغيوم

---

في الأسفل،
القصر عاد ينبض بنبضٍ غريب.
عند المدخل، جسد ليو الذي ظنه العالم ميتًا بدأ يتحرك.
عظامه تعيد تشكيل نفسها ببطء،
الهواء امتلأ برائحة الحديد والرماد.
فتح عينيه وتمتم:
> "أحمق... لم تتعلم بعد أن الموت لا يعرف طريقه إلينا."
وقف ليو يتنفس بصعوبة،
عيناه باهتتان لكن فيهما وهج الحياة من جديد.
رفع رأسه نحو السماء وقال كأنه يجيب صدى بعيد:
> "مصاصو الدماء لا يموتون... إلا إذا اقتُلِع قلبهم أو اخترق الخشب صدورهم."
لم يكن هذا مفاجئًا لنور.
فحين أسقط ليو في لحظة الغضب، كان يعلم أنه لم يقتله حقًا.
كل ما فعله أنه جمّد جسده مؤقتًا — كعقابٍ، لا كفقدان.
كان يعرف أن أخاه سيعود... وربما سيساعده حين تحين اللحظة.
---
في مكانٍ آخر من المدينة،
كان البيت القديم يختبئ في الظلال.
الضوء الأصفر يتسلل من نافذةٍ مكسورة،
وصوت الرجال في الداخل يعلو همسًا وضحكًا خبيثًا.
كانوا يظنون أن دم الفتاة يحمل سرّ الخلود،
فلم يدركوا أن الظلام نفسه قادم ليحصدهم.
في إحدى الغرف، كانت نورا ممددة على الأرض، فاقدة الوعي،
شعرها منثور على وجهها، وأنفاسها ضعيفة.
ثم دوّى صوتٌ من الخارج، هزّ الجدران:
> "يوهو... هل من أحد هنا؟"
"هناك مصاص دماء غاضب في الخارج... يود أن يلعب."
سكت كل شيء.
الرجال تبادلوا نظراتٍ مرتجفة.
أحدهم تمتم: "من هذا المجنون؟"
ثم جاء الصوت ثانية، أعمق، أقرب،
فيه نغمة تهديدٍ باردة:
> "المسّوا شعرة من نورا... وسأحوّل عروقكم إلى رماد."


 

سار أحدهم نحو الباب بخطواتٍ مرتعشة،

سار أحدهم نحو الباب بخطواتٍ مرتعشة،

لكن الباب نفسه انفجر.
الظلام تسلّل إلى الداخل مثل وحشٍ حيّ،
ومعه صدى جناحين يمزّقان الهواء.
---
 

 

نور هجم كالوحش الهائج،
عيناه تبرقان كحافتين من سيفٍ قديم،
لكنه لم يكن مجرد مصاص دماء معتاد.
كان الغضب هو لغته، والعاصفة جلده.
كل ضربة كانت كزلزال يحطم العظام ويكسر الصمت.
أمسك بأحد الرجال ورفعه بيدٍ واحدة،
ثم عضّ عنقه بأسنانه التي تحولت إلى نصلٍ من حديد،
وانفجر الدم كنافورة من جحيمٍ صامت.
الجدران اهتزت،
الظلال تقهقرت،
والهواء نفسه بدأ يختنق من الرعب.
في تلك اللحظة، انضمّ ليو إلى المعركة.
خرج من بين الدخان والرماد،
عيناه تقدحان بريقًا باردًا،
صوته ثابت رغم الجنون من حوله:
> "نور... لا تترك الغضب يبتلعك."
لكن نور لم يسمع.
كان الغضب في دمه أقوى من أي صوتٍ آخر.
تحرّك بسرعة خارقة، يهاجم، يمزّق، يترك وراءه خطوطًا من العدم.
أما ليو، فقاتل بصمتٍ مميت،
يحاصر الأعداء، يقطعهم كأن الموت روتين يومي بالنسبة له.
البيت كله صار حفرة من الجحيم.
الزجاج تحطم، الجدران تصدّعت،
وصيحات الرعب انقلبت إلى نحيبٍ يائسٍ قبل الصمت الأبدي.
---
حين انتهى كل شيء،
لم يبقَ سوى الرماد، والريح، ونورا الملقاة على الأرض
كزهرةٍ بيضاء في بحرٍ من السواد.
تقدّم نور ببطء،
ركع بجانبها،
رفعها بين ذراعيه كما يُرفع شيءٌ مقدّس،
كانت خفيفة كأنها من ضوء.
أزاح خصلة شعرٍ عن وجهها وهمس:
> "حتى في نومك... تشبهين الهدوء الذي لم أعرفه قط."
وقف، والأجنحة انبسطت من جديد،
طار بها في السماء،
والمدينة أسفل منه بدت صغيرة، بعيدة،
كأنها لم تستحق وجودها أصلًا.
---
حين عاد إلى القصر،
 

وضعها على سريرٍ من الحرير والظلال،

وضعها على سريرٍ من الحرير والظلال،

جلس بجوارها، يتأمل وجهها الذي يهدئ عاصفة قلبه.مدّ يده ولمس وجنتها بخفة.
> "إيفلين... أم نورا؟"
"لا يهم... أنتِ من جعل هذا الليل يحتمل الوجود."
ابتسم ابتسامة باهتة،
ثم أغمض عينيه،
وفي قلبه صوت واحد يهمس:
> "لأول مرة... لا أريد أن أقتل."
لكن القدر... لم يكن يعرف الرحمة بعد.
---
 


 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Adham HEGAZY Hegazy تقييم 5 من 5.
المقالات

4

متابعهم

4

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.