احذري عزيزتي من صديقتك ( الانتيم )

احذري عزيزتي من صديقتك ( الانتيم )

0 المراجعات

 

أفاقت ليلى على رنين هاتفها لترى من المتصل الذي كان يتصلُ بها في منتصف الليل لتجد بأنه سعيد زوج صديقتها ( الانتيم ) مها ، ليخبرها بأنه قد عاد للتو من عمله حيث كان يعمل كطبيب في الطوارئ ليجد رسالةً من زوجتهِ مها التي تركت المنزل وأولادها الصغار النائمين تخبرهُ فيها بأنها لن تستطيع أن تكُمل حياتها معه وبأنها تُحبُ شخصاً آخر ، وفي الوقت الذي سيقرأ فيه رسالتها ستكون قد رحلت مع عشيقها الى الأبد..

 كان وقعُ الخبّرِ على ليلى كالصاعقة فهي صديقة مها ( الانتيم ) كما يقال ، ورغم ذلك لم تخبرها شيئ عن ذلك العشيق أو عن نيتّها بالرحيل ، اتصلت ليلى بزوجها أحمد لتخبرهُ عن ذلك الخبرِ الصادم ولكن هاتف أحمد مغلق ، انتظرت ليلى حتى الصباح ولا يزال هاتف أحمد مغلق ولا خبر عنه ، ليلى الآن في حيرةٍ من أمرها فهي مصدومة من تصرف صديقتها مها وبنفس الوقت قلقة على زوجها أحمد الذي لا يجيب ... ظلت ليلى تتفقد أحمد وتسأل عنه أهله وأصدقائه وكذلك سعيد الذي كان منهاراً وأراد أن يرى أحمد أعز أصدقائهُ ليشكي له همه ومصابه ، حتى وصلتهم تلك الرسالة البريدية على هواتفهم ، نعم إنها من أحمد يخبرهم فيها بأنه هو عشيق مها وبأنهم قد غادروا البلدة وتركو خلفهم تساؤلاتٍ عديدة ، وجروحاً لن تطيب ، وأطفالٌ ستظلُ تسأل دائماً عن سبب الرحيل وضحيتين ساذجتين هما ليلى وسعيد ،،،

 

وتلك أمل التي تخلو حياتها من أي أمل ، أم لأربعةِ بنات ، امرأة ثلاثينية الكل يثُني على جمالها وحُسن أخلاقها وأدبها ولكن ذلك لم يشفع لها عند زوجها إسماعيل وعائلتهُ الذين نغصوا عليها حياتها وغربتها عن أهلها وذلك لأنها لم تنجب حفيد العائلة المنتظر، وما كان من أمل إلا أن تشكو حالها لصديقتها ( الانتيم ) وجارتها المطلقة صفية التي احبتها كثيراً وكانت بالنسبةِ لها المتنفس الوحيد والملاذ الحاني عن قسوة زوجها وأهله.

حملت أمل للمرة الخامسة على أمل أن تنجب طفلاً في هذه المرة ولكن يشاء الله عز وجل بأن تكون طفلة خامسة ، في ذلك اليوم الذي علمت فيه أمل بذلك الخبر أظلمت الدنيا في عينيها حيث أن زوجها كان قد أخبرها مسبقاً أو هددها بمعنى أصح بأنه سوف يتزوج عليها من تنجب له الولد اذا لم تفعل هي ذلك وكأن الأمر اختيار لا قدر،،

ذهبت أمل بدموعها تشكو لصديقتها صفية والتي كانت ذات  قدرةٍ عجيبة على امتصاص الحزن من قلب أمل وتهدئتها بلسانها المعسول ، أنجبت أمل طفلتها الخامسة وكانت لا تزال في وضع النفاس لم تُكمل بعد أربعة عشر يوماً منذُ ولادتها حتى أخبرتها أم زوجها ( حماتها ) بأن تتجهز وتتزين لتذهب معهم الى عقدِ قران أحدى قريباتهم وكانت أمل لا تستطيع مجادلة أو مناقشة تلك المرأة سليطة اللسان التي تسمى حماتها فقامت وتزينت رغم تعبها وذهبت معهم لذلك الزفاف المشؤوم لترى زوجها و أعز صديقاتها نعم انها صفية على الكوشة يتمازحون وينظرون اليها بلا رحمةٍ ولا شفقة وكأنما انعدمت الإنسانية من قلوب البشر،،،

 

انني على يقين بأن العديدات منكن ممن يقرأن هذه السطور كن ضحايا الصديقة ( الانتيم )، ليس بالضرورة ان تكون الخيانة مع زوج ٍأو حبيب قد تكون بإفشاء أسرار تسببت بمشاكل عائلية عديدة أو خُسران وظيفة أو خُسران صداقاتٍ أخرى والمواقف عديدة لن يسعنا أن نذكرها كاملة في هذا المقام.

 

وختاماً أسرد لكم ما حدث معي عندما كنتُ في عقدِ قران إحدى صديقاتي حيث التقيتُ بزميلةٍ قديمة أسمها نورا والتي كانت تجلس بجوار صديقةٍ لها أخرى تدُعى ايضاً نورا وكان يبدو عليهن التفاهم والمحبة والصداقة القوية ، جاءتني نورا وجلست بجواري وتبادلنا الحديث عن أيام الدراسة وزميلاتنا و عن أخبارنا الحالية وقبل أن ننُهي ذلك الحديث قالت لي بصوتٍ خافت هل رأيت تلك المرأة التي تجلس بجواري قلت نعم أظن أسمها نورا أيضا ، قالت سأخبرك بسر ذلك الأمر ثم ابتسمت إبتسامة خبيثة وقالت إنها زوجة عشيقي ، أحسست حينها بأن أحدهم قد صفعني يبدو بأن الصدمة كانت شديدةً أفقدتني التركيز وقتها أو إن جاز لي التعبير فإن أذناي وعقلي لم يصُّدقان ما سمعوا ، تداركت نفسي وعدت من حالة الذهول والصدمة أكرر عليها القول ،، هل صحيح ما سمعت بأنها زوجة عشيقك ؟؟ ، قالت وهي تضحك هذه المرة نعم ، فقلت لها ولكنك متزوجة وكما أعلم بأنك تحبين زوجك ، قالت بالطبع أحب زوجي ولكن قد جمعتني بزوجها قصة حب جميلة أيام الجامعة ولم يقُدر لنا الزواج حينها لظروفٍ عائليه وظل هو يحبني حتى يومنا هذا وقد أخبرني بأنه اختارها لانها تشبهني وأيضاً اسمها نورا مثلي ، حتى يتذكرني دائماً وطلب مني بأن اتعرف عليها ونصبح صديقتين ليتمكن من رؤيتي وذلك كل ما يتمناه ،، انها تحدثني عن ذلك بكل برودٍ وفخر، هي حقاً تشعر بأنها السيدة المعطاءة التي تقوم بعمل انساني  فهي لا تخون زوجها ولا هو يخون زوجته وكأن مفهوم الخيانة فقط بالعلاقة الغير شرعية التي تجمع أي شخصين ، فعلاً إنه شيئ مخجل بل يا عزيزتي إن إقامة أي علاقة تتجاوز الحدود تعتبر ايضاً نوعاً من أنواع الخيانة فالمشاعر والنظرات والابتسامات أيضاً خيانة ، فما بالك بحالك و انتي ترينه و تحديثنه وتجمعكما مشاعر غير مقبولة ، ان لساني يعجز عن وصفها فهي برأيي قد تعدت حدود الخيانة والفجور بل والنفاق فهي تلعب وتتسلى بمشاعرهم جميعاً ، تخون شريك حياتها وتظلم تلك المسكينة التي فتحت لها قلبها وبيتها بل حتى ذلك الرجل المغفل الذي يُحبها قد ظلمته عندما جعلته أسيراً لها لم تعطه المساحة الكافية ليحُّب زوجته ( صديقتها الانتيم ) أقرب وصف لحالتها هو الشعور بالنقص والحرمان العاطفي الذي يجعلها في قمة سعادتها بنظرات واعجاب الرجال بها مع تمام الإحساس بأنها ليست بخائنة.

 

تلك ليست قصص أو حكايات خيالية انما هو واقع تعايشته وسمعته من أولئك النسوة ،  منهن من كانت هي الضحية ومنهن من كانت المذنبة ومنهن من تظن بأنها شخصية ودودة وتظهر ذلك وفي باطنها يكمنُ الشّرُ كله.

إليكِ أكتب سطوري هذه يامن تقرأين ،، 

كوني حذرة ولا تكوني ساذجة ولا تخبري تفاصيل حياتك لكل من ترين ،،

لا تكوني ساذجة كــ ليلى ولا تكوني ضعيفة الشخصية كـــ أمل وبالتأكيد لا تكوني مضطربة الشخصية متبلدة المشاعر مثل نورا التي تتستر بغطاء العفاف ولن تشعر يوماً بأنها خائنة.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

4

followings

1

مقالات مشابة