الجزء الثاني: اللعنة
بعد اختفاء كريم، بدأ أهل الحي يخافوا أكتر من البيت المهجور. لكن فضول أحمد، صديق كريم المقرّب، كان أقوى من خوفه. أحمد كان مش قادر يصدق إن كريم اختفى من غير أثر. حاول يربط الأحداث ببعضها، ويجمع معلومات عن البيت وعن عيلة "الشرقاوي".
بعد بحث طويل، عرف أحمد إن عيلة "الشرقاوي" كان ليها تاريخ مظلم. كانوا بيمتلكوا قدرات روحانية غريبة، وكانوا بيعملوا في السحر الأسود. آخر فرد في العيلة، الحاج "حسن الشرقاوي"، كان بيحاول يتخلص من اللعنة اللي كانت بتحيط بالعيلة، لكن بعد موته، كل محاولاته فشلت.
أحمد قرر إنه يدخل البيت بنفسه ويشوف إيه اللي حصل لكريم. راح البيت في وقت متأخر من الليل، ومعاه كشاف ومصحف. أول ما وصل لباب البيت، حس بقشعريرة في جسمه، بس ما رجعش في كلامه. فتح الباب بحذر، ودخل جوا البيت.
البيت كان مظلم وساكت، بس أحمد حس إنه مش لوحده. سمع صوت خطوات خلفه، ولما لف ما لقىش حد. فضل يمشي جوا البيت، وفضل يسمع همسات وصوت ضحك خفيف زي ما يكون حد بيتريق عليه.
وصل لأوضة النوم اللي كان كريم بينام فيها، ولما فتح الباب، لقى الأوضة مرتبة زي ما هي، بس كان في حاجة غريبة على الحيطان. كتابات بالدم، مكتوبة بخط عشوائي وكلمات غير مفهومة. أحمد قرب من الحيطة، وحاول يفهم المكتوب، بس فجأة حس بوجود خلفه.
لف بسرعة ولقى الظل الأسود واقف قدامه. أحمد اتجمد مكانه، مش قادر يتحرك ولا يتنفس. الظل كان بيقرب منه، وكل ما يقرب أكتر، أحمد حس بقوة بتسحب روحه.
في اللحظة دي، أحمد افتكر المصحف اللي كان معاه، بدأ يقرأ آيات بصوت عالي وهو بيرتعش. الظل وقف مكانه، وزي ما يكون بيضعف مع كل آية. أحمد حس إن في فرصة يهرب، وبدأ يجري ناحية الباب.
لكنه كل ما كان يقرب من الباب، كان الظل بيرجع يقوى تاني. أحمد فهم إنه مش هيرجع سالم من البيت ده إلا لو حلّ اللغز. فكر بسرعة، وافتكر المذكرات اللي كان كريم لقاها في البدروم. نزل بسرعة للبدروم، ولقى الصندوق اللي كان كريم فتحه.
بدأ يقرأ المذكرات من أول وجديد، ولقى إن الروح الشريرة دي مرتبطة بمكان معين في البيت، مكان كان الحاج حسن مستخدمه في طقوس سحرية. المكان ده كان موجود تحت البدروم، في غرفة سرية.
أحمد بدأ يدور في البدروم لحد ما لقى باب خشبي قديم مختفي ورا مجموعة صناديق. فتح الباب بصعوبة، ونزل على سلم طويل وصل لغرفة تحت الأرض.
الغرفة كانت مليانة برموز سحرية، وتماثيل غريبة، وفي نص الغرفة كان في دائرة مرسومة على الأرض، وداخلها كان في شيء ملفوف بقماش أسود. أحمد قرب بحذر وفتح القماش، ولقى جثة الحاج حسن الشرقاوي.
الجثة كانت محفوظة بشكل غير طبيعي، وكأنها ما ماتتش من زمان. أحمد لقى كتاب قديم جنب الجثة، فتحه وبدأ يقرا، ولقى إنه فيه تعليمات لتدمير اللعنة. كان لازم يحرق الجثة والكتاب في نفس الوقت.
أحمد جمع الجثة والكتاب وحطهم في وسط الغرفة، وولع فيهم. النار بدأت تاكل في الجثة والكتاب، وفجأة البيت كله اهتز، وصوت صرخات مدوية ملأت المكان. أحمد حس إنه هيضيع، بس فجأة كل حاجة هديت.
البيت بقى ساكت، والظل الأسود اختفى. أحمد خرج من الغرفة، ولقى إن البيت بقى هادي، وكأن شيء مش طبيعي حصل. خرج من البيت، وهو متأكد إنه خلص الحي من اللعنة، بس لسه كان في جزء من اللغز ما تفكش.
أحمد قرر يرجع للحي ويحكي للناس اللي حصل، بس لما خرج للشارع، لقى إن الحي بقى مهجور، وكل البيوت متقفلة. بدأ يحس إن اللعنة لسه مخلصتش، وإن في حاجة أكبر جاية.