الجزء الخامس: البوابة الملعونة
بعد ما نطق أحمد التعويذة، والدخان الأسود اختفى، حس للحظة إنه انتهى من الكيان الشيطاني. لكن لما بص لياسر وسمع صوته الغريب، عرف إن اللي حصل مش نهاية القصة، بل مجرد بداية لكابوس أكبر.
الظلام اللي حوالين أحمد وياسر كان مختلف عن الظلام العادي. كان كأنه بحر لا نهائي من السواد، وكل ما يتحركوا فيه كانوا يحسوا بقوة غريبة بتشدهم لجوه أكتر. الأصوات اللي كانت بتهمس بدأت تبقى أوضح، وأحمد فهم إنه مش لوحده في المكان ده.
"إنت مين؟" أحمد سأل ياسر بصوت مرتعش.
لكن ياسر، اللي كان واقف قدامه، اتغيرت ملامحه بشكل مرعب. كانت عيناه سوداويتين تمامًا، وكأنه فقد إنسانيته. بص ليه وقال بصوت مليان سخرية: "أنا مجرد بداية من اللي جاي. افتكرت إنك تقدر تتحكم في اللعنة؟ أنت فتحت بوابة لعالم ما كانش المفروض تلمسه."
أحمد حس إنه فقد السيطرة على كل حاجة، وبدأ يحاول يفكر في أي طريقة ممكنة للخروج من الكابوس ده. لكن كل ما يفكر، كان الظلام بيحيط بيه أكتر وأكتر. فجأة، ظهرت قدامه بوابة ضخمة، محفور عليها رموز غريبة ومعقدة.
ياسر، أو الكيان اللي كان بيتمثل في ياسر، أشار للبوابة وقال: "ده الباب اللي فتحته، وده اللي هيدخلك لعالم جديد مليان بالرعب الحقيقي. هنا، مفيش مكان للهروب."
أحمد كان عارف إنه لازم يتحرك بسرعة قبل ما يفقد عقله. حاول يقاوم الشعور بالخوف اللي كان بيشل حركته، وبدأ يفكر في كل اللي قراه في الكتاب. "لازم يكون في طريقة أقفل البوابة دي قبل ما الكيانات اللي وراها تخرج وتدمر العالم."
قرر يواجه ياسر-الكيان وقال له: "إنت مش هتقدر تسيطر عليا. أنا هقفل البوابة دي وأقضي على اللعنة للأبد."
الكيان ضحك بصوت مخيف ورد عليه: "تقدر تحاول، بس كل اللي هتعمله هيفشل. لأن القوة اللي بتحركني أكبر من أي تعويذة أو سحر."
أحمد ما كانش عنده غير خيار واحد. لازم يستخدم آخر جزء من القوة اللي عنده لمحاولة تدمير البوابة من جوه. بدأ يقرا الآيات القرآنية اللي حفظها، وبإيمان كامل، كان بيكررها بصوت عالي.
كل كلمة كان بيقولها كانت بتضعف الكيان قدامه، والبوابة بدأت تهتز. الظلام اللي كان بيحيط بيه بدأ ينكمش، وكأن في شيء جواه بيقاوم قوة أحمد.
لكن فجأة، الكيان هاجم أحمد بعنف، حاول يسحبه للداخل، للمكان اللي مفيش رجوع منه. أحمد حس بالآلام بتنهش في جسمه، بس برغم كده، استمر في القراءة بصوت أقوى.
في اللحظة اللي أحمد كان على وشك فقدان الوعي فيها، البوابة انفجرت بنور قوي، والنور ده كان لامع لدرجة إنه غطى كل شيء. أحمد حس بقوة غريبة بتخرجه من الظلام، وفجأة لقى نفسه في وسط الحي تاني.
الدنيا كانت هادية، والمكان حواليه كان زي ما هو. لكن في حاجة كانت غلط. الناس في الشارع كانت بتمشي عادي، بس ما كانوش شايفينه. كأنهم مش قادرين يشوفوا وجوده أصلاً.
أحمد بص حواليه بقلق، مش فاهم إيه اللي حصل. فجأة، ظهر قدامه انعكاس لياسر، بس المرة دي كان ياسر الحقيقي. بص له وقال له: "إنت ما قفلتش البوابة، أحمد. إنت بس نقلتنا لعالم تاني، عالم بين العالمين."
أحمد كان مرعوب، لأنه فهم إنهم لسه محبوسين في اللعنة، بس المرة دي في مستوى أعمق وأخطر. وكان عارف إن الهروب من هنا هيكون أصعب بكتير.