الجزء الرابع: المواجهة الأخيرة

الجزء الرابع: المواجهة الأخيرة

0 المراجعات

محمود وحسين كانوا مرعوبين بعد ما اكتشفوا إن الصندوق رجع ليهم تاني، وعرفوا إن اللعنة لسه مستمرة. كان واضح إن دفن الصندوق في الجامع ما كانش كفاية، وإنه فيه حاجة أكبر من كده لازم تتعمل عشان يخلصوا من اللعنة دي نهائيًا.

قرروا إنهم ما ينفعش يستسلموا، وإنهم لازم يلاقوا حد يعرف أكتر عن الحاجات دي. فكروا في إنهم يروحوا لأم عبدو في المكتبة القديمة، يمكن يكون عندها إجابة.

في اليوم التالي، اتجهوا للمكتبة وطلبوا يقابلوا أم عبدو. لما حكوا لها عن اللي حصل معاهم بعد دفن الصندوق، أم عبدو بصت لهم بنظرة حزينة وقالت: "أنا كنت عارفة إن الموضوع مش هيخلص بسهولة. اللعنة دي مرتبطة بروح الطفل، والصندوق مش مجرد حاجة مادية. لازم تحلوا المشكلة من جذورها."

محمود سألها: "طب نعمل إيه؟ إحنا دفنا الصندوق في مكان مقدس، بس ما حلش حاجة."

أم عبدو ردت: "الموضوع أكبر من كده. اللعنة دي بدأت من لما الطفل اختفى، والروح بتاعته مش هترتاح إلا لما يعرف الحقيقة اللي حصلت له. لازم ترجعوا للعزبة وتلاقوا مكان اختفاء الطفل، وتعرفوا إيه اللي حصل له بالضبط."

كان القرار صعب، لكنهم كانوا عارفين إن ما فيش خيار تاني. لازم يرجعوا للعزبة ويواجهوا السر اللي مدفون فيها.

في الليلة التالية، رجعوا للعزبة بنفس الطريق المظلم. المرة دي كانوا حذرين أكتر، وكل خطوة كانوا بياخدوها كانت محسوبة. لما وصلوا للبيت المهجور، دخلوا مرة تانية، لكن كانوا عارفين إن فيه حاجة مختلفة المرة دي.

البيت كان أهدى من الأول، لكن الجو كان بارد بشكل غير طبيعي. بدأوا يدوروا في كل أركان البيت، محاولين يلاقوا أي دليل على اللي حصل للطفل.

فجأة، حسين لقى درج قديم في الحائط، كان مخفي كويس. فتح الدرج ولقي جواه مذكرات قديمة مكتوبة بخط إيد، كان واضح إنها بتاعة الشخص اللي كان عايش في البيت ده.

بدأ محمود يقرأ المذكرات بصوت عالي. المذكرات كانت بتتكلم عن راجل كان عايش في العزبة وكان عنده قدرات سحرية. الناس كانوا بيخافوا منه، وكان بيشتغل في الخفاء. في يوم من الأيام، الطفل عليّ اختفى، والناس كانوا شاكين إن الراجل ده له علاقة بالاختفاء.

المذكرات كشفت إنه الراجل ده كان بيعمل تجارب سحرية على الطفل، محاولاً يسيطر على روح الطفل ويحصل على قوة غامضة من وراه. لكن التجربة فشلت، والطفل مات، وروحه بقيت محبوسة في البيت ده.

الراجل حاول يتخلص من الروح عن طريق حبسها في الصندوق الخشبي، لكن الروح كانت أقوى من السحر بتاعه، وفضلت تطارد المكان وأي حد يحاول يدخل العزبة.

محمود وحسين كانوا مذهولين من اللي سمعوه. فهموا ساعتها إن الحل الوحيد هو إنهم يلاقوا مكان دفن جثة الطفل ويدفنوه بطريقة صحيحة عشان يحرروا روحه.

بدأوا يدوروا في البيت، لحد ما لقوا تحت الأرضية بتاعة الصالة مكان فيه تراب مختلف عن باقي المكان، كان واضح إنه مدفون تحتها حاجة.

حفروا في الأرضية بسرعة، ولقوا بقايا الجثة المتحللة للطفل عليّ. كان منظر مرعب، لكنهم كانوا عارفين إنه لازم يدفنوه بطريقة صحيحة. قرروا ياخدوا الجثة للجامع اللي دفنوا فيه الصندوق ويعملوا جنازة بسيطة للطفل.

في الطريق للجامع، الجو كان هادي، وكأن الروح كانت بتراقبهم. لما وصلوا، جهزوا الجثة وصلوا عليها، ودفنوها في نفس المكان اللي دفنوا فيه الصندوق، لكن المرة دي دفنوا الجثة بالصلاة عليها زي ما الإسلام بيقول.

أثناء ما كانوا بيحفروا ويدفنوا الجثة، حسوا بارتياح غريب بيحيط بالمكان. كان واضح إن الروح بتاعت الطفل أخيرًا ارتاحت بعد سنين من العذاب.

لما خلصوا، قرروا إنهم ما يتكلموش عن اللي حصل لأي حد، ويبدأوا حياتهم من جديد، بعد ما اتخلصوا من اللعنة اللي كانت بتطاردهم.

في طريق الرجوع للمدينة، الشمس كانت بتطلع، والليل الطويل اللي عاشوه كان بينتهي. حسوا أخيرًا إنهم تخلصوا من الكابوس، لكن كانوا عارفين إن التجربة دي غيرتهم للأبد.

وبكده، انتهت اللعنة، وعادت الروح الطفولية المفقودة للسلام اللي كانت بتدور عليه طول السنين دي.

النهاية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

12

متابعين

1

متابعهم

0

مقالات مشابة