الجزء الثالث: الضحية الجديدة
بعد ما أحمد خرج من البيت، كان متأكد إنه حل اللغز، لكن لما شاف الحي فاضي والبيوت مقفلة، بدأ يشعر بالخوف. الدنيا كانت هادية بطريقة مريبة، والشوارع اللي كانت مليانة بالحركة بقت زي مدينة أشباح.
أحمد رجع بيته بسرعة، حاول يتصل بأصحابه وعيلته، بس ما فيش أي شبكة. الوقت كان متأخر جداً، والظلام بدأ يسيطر على الحي. حاول ينام، بس كل ما يقفل عينيه كان يشوف صور غريبة: كريم، الظل الأسود، الحاج حسن.
في الصبح، قرر أحمد يسيب الحي ويروح يشوف عيلته في مكان تاني، بس أول ما خرج من بيته لقى حد واقف قدام البيت بتاع كريم. كان شاب صغير، شكله مرهق وخايف. أحمد قرب منه وسأله: "إنت مين؟ بتعمل إيه هنا؟"
الشاب رد: "أنا اسمي ياسر، وصحابي قالولي إن في شاب كان ساكن هنا واختفى. جالي فضول أجي وأعرف إيه اللي حصل."
أحمد حاول يحذره: "البيت ده مش عادي، وأي حد بيدخله ممكن ما يخرجش تاني. لازم تمشي من هنا فوراً."
لكن ياسر كان عنيد وفضوله زاد أكتر: "أنا ما بخافش من الحاجات دي. إنت بتخوفني ليه؟ مفيش حاجة اسمها بيوت مسكونة."
أحمد حاول بكل الطرق يقنع ياسر يبعد عن البيت، لكن ياسر ما سمعش الكلام ودخل البيت قدام عينين أحمد. أحمد حس إنه لازم يتصرف بسرعة، فقرر يدخله وراه قبل ما يحصل له حاجة.
أول ما دخل البيت، لقى ياسر واقف في نص الصالة، بيتأمل المكان. "مش قلتلك إن البيت ده مسكون؟" أحمد قالها بصوت مليان توتر. لكن ياسر رد بضحكة مستهترة: "مفيش حاجة هنا غير الغبار والظلام."
لكن فجأة، الباب اللي وراهم تقفل بقوة، والبيت بقى مظلم تماماً. صوت خطوات بدأ يتردد في المكان، وبدأ أحمد يحس بنفس البرودة اللي حس بيها قبل كده. "إحنا لازم نخرج دلوقتي!" أحمد قالها وهو ماسك دراع ياسر بقوة.
لكن ياسر، اللي كان بادي يتهز من الخوف، قال: "إنت صح. في حاجة غلط هنا."
بدأوا يتحركوا بسرعة ناحية الباب، لكن كل ما يقربوا من الباب، كان الظل الأسود يظهر قدامهم. المرة دي، الظل كان أكبر وأقوى، وصوت همسات غريبة بدأ يتردد في المكان، كأن في أرواح تانية بتتكلم معاهم.
أحمد كان عارف إنهم في خطر حقيقي، وفجأة افتكر الكتاب اللي حرقه. فكر للحظة: "هل ممكن يكون في طريقة تانية نتخلص بيها من اللعنة؟" كان لازم يتحرك بسرعة.
أخذ ياسر وجرى بيه ناحية البدروم، وهو بيقوله: "في غرفة تحت الأرض، ممكن نلاقي فيها حاجة تفيدنا!"
لما وصلوا للبدروم، لقى الباب اللي كان فيه الغرفة السرية مفتوح، والغرفة كانت زي ما هي، بس في وسطها كان فيه شيء جديد. كان فيه تمثال صغير مصنوع من حجر غريب، والتمثال كان ليه نفس شكل الظل الأسود اللي بيطاردهم.
أحمد حس إنه لو دمر التمثال ده، ممكن ينتهي كل شيء. مسك التمثال وبدأ يكسره بكل قوته. أول ما التمثال اتكسر، البيت اهتز بقوة، وصوت صرخات مرعبة ملأت المكان. أحمد وياسر حاولوا يجروا، بس الأرض بدأت تنهار تحتهم.
في اللحظة الأخيرة، لقى أحمد نفسه برة البيت مع ياسر، والبيت وراهم بيتحول لأنقاض. الظل الأسود اختفى، والصوت المخيف اتلاشى.
لكن لما اتلفتوا وراهم، لقى أحمد إن الحي رجع تاني للحياة، وكأن كل شيء رجع لطبيعته. الناس كانت ماشية في الشوارع، والمحلات مفتوحة.
ياسر كان منهار من التعب والخوف، لكن أحمد كان عارف إن القصة لسه مخلصتش. كان في حاجة أكبر ورا اللعنة دي، حاجة متعلقة بالتاريخ الأسود لعيلة الشرقاوي.