الجزء السادس: الهروب المستحيل
أحمد وياسر وقفوا في وسط الحي، اللي كان زي ما هو، بس مع اختلاف رهيب: ما كانوش موجودين في العالم الحقيقي. كانوا في عالم بين العالمين، عالم مليان بالكيانات اللي هربت من البوابة الملعونة. كان أحمد عارف إنهم لازم يلاقوا حل بسرعة، وإلا هيبقوا محبوسين هنا للأبد.
ياسر، اللي رجع لحالته الطبيعية، قال لأحمد: "إحنا لازم نلاقي طريقة نهرب من هنا. مش ممكن نفضل محبوسين في المكان ده."
أحمد حاول يفتكر أي حاجة من الكتاب اللي كان بيقراه، أي معلومة ممكن تساعدهم. لكنه فجأة سمع صوت خطوات قريبة منهم. التفت، ولقي نفس الكيان اللي كان بيطاردهم واقف قدامهم، بس المرة دي كان أقوى وأكبر.
الكيان بص لهم وقال بصوت مبحوح: "فاكرين إنكم هربتم؟ مفيش هروب من هنا. العالم ده هو مكاني، وانتوا جزء منه دلوقتي."
أحمد كان عارف إن المواجهة المباشرة مش هتنفع. كان لازم يفكر بذكاء. بدأ يدور حواليه، ولحظ إن الأرض حوالين الكيان كانت بتلمع بشكل غريب. كانت زي مراية، بس مش مجرد انعكاس عادي، كان كأنه بوابة تانية.
أحمد قرر يراهن على كل حاجة. قال لياسر بسرعة: "إحنا لازم نخلي الكيان ده يقرب من الأرض اللي تحت رجليه. يمكن تكون البوابة دي هي الطريقة الوحيدة اللي تخلصنا من المكان ده."
ياسر كان مرتبك، بس وافق. بدأوا يثيروا غضب الكيان عشان يقرب منهم. وكل ما يقترب، الأرض كانت بتلمع أكتر، وكان واضح إن دي بوابة لعالم تاني.
الكيان هاجمهم بعنف، بس أحمد وياسر كانوا بيجروه ناحية الأرض اللامعة. وفي اللحظة المناسبة، لما الكيان كان واقف على البوابة بالضبط، أحمد قفز للأمام ودفع الكيان بكل قوته.
الكيان وقع في البوابة، وصرخاته ملأت المكان. الأرض بدأت تهتز، والضوء بدأ يتلاشى، والبوابة ابتلعت الكيان نهائيًا. لكن أحمد وياسر كانوا لسه في نفس المكان، ولم يتحركوا.
أحمد حس باليأس يغمره، وكان فاكر إن كل حاجة ضاعت. لكن فجأة، الأرض تحت رجليهم اتشققت، وابتلعتهم هما الاثنين. كانوا بيقعوا في دوامة لا نهائية من الضوء والظلام، وكل حاجة حواليهم كانت بتختفي ببطء.
بعد لحظات، لقوا نفسهم على الأرض، في نص الحي، بس المرة دي كان كل حاجة طبيعية. الناس كانوا ماشين في الشارع، والدنيا كانت مليانة حياة. أحمد وياسر وقفوا وطلعوا نفس عميق. كانوا خرجوا أخيرًا من العالم الملعون.
لكن أحمد، رغم كل اللي حصل، كان عارف إن في حاجة غلط. كان فيه إحساس غريب جواه إن القصة دي ما انتهتش. ياسر، اللي كان واقف جنبه، بص له وقال: "إحنا خرجنا، بس اللعنة دي عمرها ما هتنتهي. كل اللي عملناه إننا أجلنا النهاية، لكن البوابة اللي فتحناها هتفضل موجودة."
أحمد قرر إنه يسيب الحي ويبدأ حياة جديدة في مكان بعيد. لكن كان عارف جواه إن اللعنة دي هتفضل تطارده، وإنه مهما بعد، هيبقى دايمًا في خطر إنها ترجع.
وفي اللحظة الأخيرة قبل ما يمشي، بص للحي للمرة الأخيرة، وشاف في عيون الناس لمحة غريبة، زي ما يكونوا كلهم بيحملوا جزء من اللعنة. فهم وقتها إن الهروب الحقيقي مش ممكن، وإن الكيان ده ترك أثره في العالم كله.
أحمد وياسر سابوا الحي، بس كان جواهم يقين إن اللعنة هترجع، وإن العالم اللي بين العالمين لسه بيحمل أسرار كتير، أسرار مخيفة ومرعبة أكتر من أي حاجة شافوها.
النهاية.