الجزء الرابع: السر القديم
بعد انهيار البيت واختفاء الظل الأسود، أحمد كان فاكر إن كل حاجة خلصت، بس في قلبه كان عارف إن اللعنة دي مش حاجة بسيطة، وإنها مرتبطة بحاجات أعمق من مجرد بيت مسكون. قرر يسيب الحي ويروح يدور على أصل اللعنة دي، ويعرف إيه اللي بيحصل.
أول مكان راحله كان مكتبة قديمة في وسط البلد، مكتبة معروفة إنها بتحتفظ بكتب نادرة ومخطوطات قديمة. دخل المكتبة وسأل صاحبها، "عم حسين"، عن أي حاجة تخص عيلة الشرقاوي.
عم حسين كان راجل كبير في السن، شكله زي ما يكون عاصر أيام زمان، ولما سمع اسم "الشرقاوي"، تغيرت ملامحه. قال لأحمد: "إنت ليه بتسأل عن الناس دول؟ الناس دي ليها تاريخ أسود، وكل اللي قرب من حكايتهم كان مصيره الهلاك."
أحمد حكى لعم حسين عن اللي حصل في البيت وعن الظل الأسود، وعن اختفاء كريم وكل اللي مر بيه. عم حسين فضل يسمع لأحمد بكل اهتمام، ولما خلص، قال له: "اللي بتتكلم عنه ده مش مجرد لعنة، ده كيان شيطاني مرتبط بالسحر الأسود اللي كانت العيلة دي بتمارسه."
أحمد سأله: "إزاي أقدر أتخلص من الكيان ده بشكل نهائي؟"
عم حسين رد عليه: "في كتاب قديم مكتوب بخط إيد الحاج حسن الشرقاوي، فيه أسرار العيلة دي كلها، والكتاب ده مش موجود هنا في المكتبة. آخر مرة سمعت عنه، كان موجود في معبد مهجور في الصحراء الغربية، المكان ده كان ملجأ لعيلة الشرقاوي لما كانوا بيهربوا من الحكومة أيام الملكية."
أحمد قرر يروح للمعبد ده، ومعاه ياسر اللي أصر يروح معاه. ركبوا عربية واتجهوا للصحراء، وبعد رحلة طويلة وصلوا للمعبد المهجور. المعبد كان مدفون نصه في الرمل، والدخول ليه كان من خلال فتحة ضيقة.
دخلوا المعبد بحذر، وكل خطوة كانوا بياخدوها كانت بتقربهم أكتر للغموض اللي حواليهم. المعبد كان مظلم، بس كان فيه رموز محفورة على الحيطان، رموز غريبة مش مفهومة.
في نص المعبد، لقوا تمثال كبير للحاج حسن، قدامه مذبح عليه كتاب قديم ومغطي بغبار السنين. أحمد قرب من الكتاب، وفتحه بحذر. كان مكتوب بلغة قديمة، بس كان فيه رسومات وتعاويذ واضحة.
أحمد بدأ يقرا الكتاب، وفهم إن الكيان الشيطاني ده مش مجرد روح، ده كان "جن" محبوس جوا تمثال في البيت، والحاج حسن كان بيستخدم سحر قوي للسيطرة عليه، لكن لما مات، الجن ده اتحرر وبدأ يدمر كل اللي حواليه.
الحل الوحيد كان في تعويذة معينة لازم تتقال بطريقة محددة، ولازم يكون المكان اللي بتتقال فيه مهيأ بالطريقة الصح، وإلا ممكن التعويذة تقلب ضد اللي بيقولها.
أحمد وياسر قرروا يرجعوا للحي ويجربوا يعملوا التعويذة. رجعوا بسرعة وبدأوا يجهزوا المكان. أحمد كان قلقان، بس ما كانش عنده أي اختيار غير إنه يجرب.
بدأ يقول التعويذة، وكل حاجة حواليهم بدأت تهتز. الأرض اتفتحت، وطلع منها دخان أسود كثيف. أحمد حس بقوة بتسحب منه، وكل ما يقرا أكتر، الدخان كان بيزيد.
في اللحظة الأخيرة، نطق أحمد الكلمة الأخيرة من التعويذة، وفجأة الدخان كله اختفى، والهدوء رجع تاني. أحمد وقع على الأرض من التعب، وكان متأكد إنه أخيراً قضى على الكيان الشيطاني ده.
لكن ياسر، اللي كان واقف جنبه، بص ليه وقال له بصوت غريب: "إنت مش فاهم يا أحمد. كل اللي عملته ده كان مجرد بداية."
أحمد بص لياسر بصدمة، لكن قبل ما ينطق، لقى نفسه محاط بكيان جديد، أكبر وأقوى من الأول. كان واضح إن التعويذة اللي قالها كانت مجرد مفتاح لباب جديد، باب لعالم أخطر مليان كيانات تانية.
الدنيا حواليهم اتغيرت، وبقى كل شيء مظلم، وأحمد حس إنه دخل في دوامة جديدة، ومش عارف هيخرج منها إزاي.