
"طفل حي يخرج من المقبرة.. والجريمة التي هزّت 3 محافظات!"
ي عام 1999، في قرية تُدعى "الكوبات" بمركز أطفيح في محافظةالجيزة تلقّى الأهالي بلاغًا غريبًا عن سماع صوت يصدر من داخل المقابر، كأن شخصًا يصرخ طالبًا النجدة.
في البداية، تجاهل الأهالي الأمر، معتقدين أنه مجرد وهم أو عبث أطفال، ولكن مع استمرار الصوت بشكل متكرر، قرروا الحفر عند مصدر الصوت.
وهنا كانت الصدمة...
فوجئ الجميع بوجود طفل عمره 14 سنة مدفون حيًا داخل المقبرة! كان فاقدًا للوعي، وملامحه تحمل آثار ضربة قوية على الرأس بآلة حادة، ولا ينطق بأي كلمة، بل كان يلفظ أنفاسه الأخيرة وسط ذهول الجميع.
أراد سكان القرية سؤاله لمعرفة هويته، لكن دون جدوى، فتم إبلاغ رجال الأمن، الذين حضروا سريعًا، وحاولوا التحدث معه لكن الطفل ظل صامتًا. تم نقله للمستشفى، حيث تأكد الأطباء أنه فاقد النطق والذاكرة تمامًا، وحتى عندما أعطوه ورقة وقلم، لم يكتب شيئًا.
بدأت التحريات حول هويته، لكن دون أي نتائج واضحة.
وفي اليوم التالي، تلقى رجال الشرطة بلاغًا أكثر رعبًا: تم العثور على جثة مقطعة داخل "شوال" في منطقة جبلية بنفس المركز!
الجثة تعود لرجل في الثلاثينات من عمره، وقد مر على وفاته يومان على الأقل. زادت الشرطة من مجهودها، وبدأت فحص بلاغات الغياب في المحافظات المجاورة.
وهنا بدأت الخيوط تتضح...
من مركز زفتى بمحافظة الغربية، وُجد بلاغ بتغيب رجل يُدعى رجب حسن عبد الرازق (33 سنة)، يعمل سائق ميكروباص، ومعه ابن أخيه محمد (14 سنة) – وهما نفسهما الضحيتان.
كانا قد خرجا للعمل كالمعتاد، ولم يعودا.
عند استجواب زملاء رجب في موقف زفتى، قالوا إنهم شاهدوه آخر مرة مع شاب غريب ركب معه الميكروباص. لم يعرفه أحد، لكن أحد السائقين ويدعى "هيبا" قال إنه لاحظ ذلك الشاب أكثر من مرة.
وصفه "هيبا" بدقة، وتم إرسال الوصف لأقسام الشرطة في الجيزة، ليكتشفوا أن هذا الشاب يُدعى رمضان، عمره 35 سنة، ومسجل خطر.
ذهبت الشرطة إلى منزله، فلم تجده، لكنهم وجدوا شقيقته، والتي اعترفت بالحقيقة كاملة:
رمضان هو من قتل رجب ومحمد، وكانت الجريمة داخل منزلها.
تحرّكت القوات سريعًا، وتم القبض عليه.
واعترف بكل شيء...
كان رمضان يعمل في مصنع قريب من زفتى، ويذهب يوميًا من الجيزة بالميكروباص. راودته فكرة سرقة ميكروباص خاص به ليستغله في التنقل وكسب المال. راقب السائقين في الموقف، ووقع اختياره على رجب، لأنه معه طفل صغير لن يستطيع مقاومته.
عرض عليه نقلة بـ120 جنيه للجيزة، ووافق رجب. وهناك، استدرجه لمنزل شقيقته بحجة شرب الشاي، وهناك ضربه بالفأس وقتله، وترك جثته في المنزل.
ثم خرج ليجد الطفل محمد ما زال داخل الميكروباص، سأله عن عمه، فأجابه أنه يستريح قليلاً.
أخذه رمضان معه، ثم ضربه بحجر على رأسه وظن أنه مات، فألقاه داخل المقابر.
ثم عاد وقطع جثة رجب بالفأس، وضعها داخل شوال، وألقاها عند الجبل.
لكن الطفل محمد نجا بمعجزة، واستطاع أن يكشف الجريمة بوجوده حيًّا في المقابر.