بالصداقة يستمر الوفاء

بالصداقة يستمر الوفاء

0 المراجعات

بالوفاء تدوم الصداقات 


الوفاء يا جماعة مش كلمة بنقولها وخلاص، الوفاء معنى كبير بيبان في المواقف قبل الكلام. اللي عنده وفاء ما ينساش عشرة، وما يبيعش صاحبه، وما يسيبش اللي وقف معاه في يوم من الأيام. وعلشان كده زمان قالوا المثل اللي كلنا عارفينه: "الصديق وقت الضيق"، لأن الصحوبية الحقيقية مش بتبان في الضحك والهزار، لكن بتبان ساعة الشدة.

الوفاء هو إنك تكون سند للي حواليك، تحافظ على العِشرة، وتدي من غير ما تستنى مقابل. زي ما بيقولوا: "العِشرة ما تهونش إلا على ولاد الحرام". الكلمة دي بتلخص الدنيا كلها، لأن الإنسان الأصيل هو اللي ما يهونش عليه صاحبه مهما مرت الأيام.

يحكى إنه كان فيه تلاتة أصحاب عايشين في نفس الحارة، اتربوا مع بعض من صغرهم، وكبروا سوا، وكانوا زي الإيد الواحدة. واحد اسمه كريم، والتاني أحمد، والتالت محمود. من أيام المدرسة وهما دايمًا في ضهر بعض، ما يفرقهم لا فرح ولا حزن. كانوا يتشاركوا اللقمة والضحكة والدمعة.

لما دخلوا الجامعة، بدأت الدنيا تاخد كل واحد في طريق، لكن رغم كده فضلت روح الصحوبية زي ما هي. وفي يوم من الأيام اتعرض كريم لمحنة كبيرة، والده تعب جدًا ومصاريف العلاج كانت تقيلة على البيت. الدنيا ضاقت بيه لدرجة إنه فكر يسيب الدراسة علشان يشتغل ويقف جنب أهله. هنا ظهر معنى الوفاء الحقيقي.

أحمد كان بيشتغل شغلانة بسيطة جنب دراسته، وأول ما عرف بحال صاحبه بدأ يدي له جزء من مرتبه من غير ما يحسسه إنه مديون. ومحمود كان كل يوم يروح له البيت، يقعد معاه، ويذاكر معاه علشان ما يتأخرش عن دراسته. في عز الظروف الصعبة دي، التلاتة فضلوا مع بعض كأنهم عيلة واحدة.

مرت الشهور، وكريم نجح وعدّى الأزمة، وعمره ما نسي وقفة صحابه. وبعد سنين، لما أحمد وقع في أزمة مالية كبيرة، كريم كان أول واحد في ضهره وساعده. ولما محمود تعب، كانوا الاتنين بيخدموه كأنه أخوهم. العِشرة دي فضلت ثابتة، وأثبتت إن الوفاء مش كلام، الوفاء فعل. وزي ما بيقولوا: "صاحبك على قدر عقله"، يعني اللي يقدّر قيمتك وتقدّر قيمته هو اللي يستاهل يتقال عليه صاحب.

الوفاء مش بس في الصحوبية، الوفاء كمان في الحب. اللي يحب بجد ما يخونش ولا يسيب حبيبه مع أول مشكلة. الحب الحقيقي معناه إنك تكون مخلص مهما تغيرت الظروف. زي المثل اللي بيقول: "اللي يحبك ما يسيبكش ولو مال الدنيا كله". ودي حقيقة، لأن الوفاء في الحب بيدي طعم للحياة، وبيخليها مليانة أمل وثقة.

وبرضه الوفاء مش بس بين الأفراد، لكن كمان بين الجيران. زمان كانوا بيقولوا: "الجار للجار ولو جار"، يعني حتى لو جارك مش لطيف معاك، من الوفاء إنك تحافظ على حقه وما تأذيهش. والجيرة زمان كانت كنز، واللي يحافظ عليها يبقى عنده وفاء حقيقي.

الوفاء كمان ليه جانب ديني وأخلاقي. اللي يوفي بعهد ربنا ويحافظ على صلاته وديونه وأمانته، ده إنسان عارف معنى الوفاء. وده اللي بيخلي الناس تحترمه وتثق فيه.

ولو بصينا حوالينا هنلاقي إن الوفاء بقى عملة نادرة، زي ما الناس بتقول: "الوفاء عملة صعبة". قليل قوي تلاقي اللي يحافظ على عهده أو يفتكر المعروف. لكن اللي عنده أصل ما يغيروش الزمن، واللي اتربى على الوفاء يفضل وفيّ طول عمره.

وفي الآخر، الوفاء مش محتاج شعارات ولا كلام كبير. الوفاء محتاج قلب صافي وأصل طيب. وزي ما قالوا: "الوفاء مش باللسان، الوفاء بالفعل والزمان". اللي يعرف يثبت إخلاصه في المواقف هو اللي يتقال عليه إنسان وفيّ، واللي يحافظ على أصحابه وعشرته هو اللي يفضل عايش في قلوب الناس حتى بعد ما يرحل.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة