مقالات اخري بواسطة nada
الفصل الثانى من قصة ملك الظلام والأميره لورا .

الفصل الثانى من قصة ملك الظلام والأميره لورا .

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

الفصل الثانى : حرب العروش

مرت أسابيع قليلة على حادثة القتلة المقنّعين، لكن آثارها لم تختفِ. أزادور ولورا صار اسماهما يثيران الرعب في كل مجلس مافيا. تحالفهما لم يعد مجرد إشاعة؛ أصبح حقيقة تهدد كل إمبراطورية قديمة.

في قصر فخم بإيطاليا، اجتمع قادة خمس عائلات أوروبية كبرى. رجال بملامح قاسية، يلفّون السيجار بأصابع غارقة في الدماء. على الطاولة أمامهم خريطة لنيويورك. قال أحدهم بصوت غاضب:
"ذلك الشيطان القادم من العدم دمّر توازن اللعبة. والآن يملك بجانبه أقوى امرأة في أمريكا. إن لم نسقطهما الآن، سنُصبح عبيداً لعالمهما الجديد."

تم الاتفاق على خطة: نصب كمين في عرض البحر، أثناء صفقة أسلحة ضخمة يديرها أزادور ولورا. أرادوا أن يجعلوا البحر مقبرة للظلام.

لكن ملك الظلام لم يكن رجلاً يُخدع بسهولة. بفضل قوى الجن التي تخترق العوالم، كان يعرف أن الدماء تنتظره. ورغم ذلك، لم يتراجع. بل نظر إلى لورا وهو يربط ربطة عنقه السوداء وقال:
"اليوم، يا عروسي، سنكتب أول فصول الحرب."

ابتسمت لورا، عينيها تشعان بجرأة نادرة:
"ليكن دماً… فأنا لا أرتدي الأحمر عبثاً."

انطلقت السفينة ليلاً، تُحيط بها عشرات الحراس المسلحين. كان البحر هادئاً على غير عادته، كأنه يحبس أنفاسه استعداداً للعاصفة. وما إن ابتعدت السفينة عن الميناء، حتى ظهرت من الأفق سفن سوداء تحمل رايات المافيا الأوروبية.

أطلقت المدافع والرصاص، واشتعل البحر بالنيران. الحراس سقطوا واحداً تلو الآخر، لكن أزادور لم يتحرك كزعيم مافيا عادي. وقف على مقدمة السفينة، رفع يديه، فانفتحت السماء فوقه كجروح مظلمة. خرجت منها كائنات من الظلال، أجنحة سوداء وأنياب من نار، واندفعت تمزق صفوف الأعداء.

أما لورا، فكانت تقود رجالها ببراعة قاتلة. مسدسها الذهبي في يد، وسكينها الماسي في الأخرى، تتحرك بين الأعداء كراقصة جحيم، كل طلقة منها تُسقط خصماً، وكل ضربة تُكتب بدماء جديدة على خشب السفينة.

المعركة استمرت ساعات، والبحر تحول إلى مقبرة من جثث ودخان. في النهاية، كانت السفن الأوروبية تحترق واحدة تلو الأخرى، وصوت صرخات زعمائها يتلاشى في أعماق البحر.

على سطح السفينة المشتعلة، وقف أزادور بجانب لورا. كان الظلام يحيط به، بينما هي تقطر بدماء أعدائها. تبادلا نظرة صامتة، نظرة فهمت فيها لورا أن ما حدث الليلة لم يكن سوى البداية.

قال أزادور بصوت هادر:
“لقد أعلنوا الحرب… لكنهم لم يفهموا بعد أن الحرب ضد ملك الظلام ليست كغيرها.”image about الفصل الثانى من قصة ملك الظلام والأميره لورا .

ابتسمت لورا وهي ترفع سلاحها:
"ومن يجرؤ على مواجهة عروس الظلام؟"

في تلك اللحظة، ترددت أصداء أصوات غامضة في الهواء. لم تكن من البشر، بل من عالم الجن. كان المجلس الأعلى قد قرر التدخل. لأن تحالف أزادور مع بشرية، وتوحيد عالمين، كسر كل القوانين القديمة.

السماء فوق نيويورك بدأت تتشقّق… والظلال تتهيأ لمعركة أكبر، معركة لا تخص المافيا فقط، بل العوالم كلها.

عرش من نار

بعد معركة البحر، لم يعد اسم ملك الظلام والأميرة لورا مجرد أسطورة تُحكى في الخفاء، بل صار كابوساً يطارد كل زعيم في أوروبا وأمريكا.
لكن النصر له ثمن، والثمن كان الدماء.

في قلب نيويورك، اجتمعت بقايا العائلات التي خسرت رجالها وأموالها، وتعاهدوا على الانتقام. لم يجرؤوا على مواجهة أزادور وجهاً لوجه، لكنهم لجأوا إلى السلاح الأخطر في عالم المافيا: 

الخيانه : 

أرسلوا رجالهم إلى صفوف لورا نفسها، في محاولة لاختراق شبكتها الحديدية. ورغم قوتها، لم تدرك أن أقرب مساعديها قد باعها سراً.

في إحدى الليالي، كانت لورا تجلس مع أزادور في مملكته الخفية، ذلك القصر الذي بناه وسط المدينة تحت ستار شركة استثمارية. كان الجو مشحوناً، والمدينة تضج بشائعات عن انتقام وشيك.
قالت لورا وهي تنظر من النافذة إلى أضواء نيويورك:
"كلهم يخططون لإسقاطنا… لكن ما يخيفني ليس الأعداء، بل الأصدقاء."

ابتسم أزادور ابتسامته الغامضة، وصوته العميق يملأ الغرفة:
"الخيانة كالسم، تبدأ بقطرة صغيرة… لكني أشمها قبل أن تسري في الدماء."

لم تمر ساعات حتى وقع الهجوم. قافلة شاحنات تابعة لعصابة لورا تعرّضت لكمين داخل بروكلين. رجالها الذين اعتقدت أنهم أوفياء انقلبوا عليها، فتحولت الشوارع إلى ساحة حرب.

وصل الخبر بسرعة إلى لورا، فاشتعل غضبها. أمسكت سلاحها وقالت:
"سأقطع يد كل خائن… حتى لو كانت يدي اليمنى."

أصر أزادور أن يذهب معها، لكن هذه المرة ترك جزءاً من ظلاله في المدينة ليتعقب الخونة. حين وصلوا إلى موقع الكمين، كانت الشوارع مغمورة بالدماء والنار. سيارات محترقة، صرخات تتلاشى، والهواء ملوث برائحة الخيانة.

لكن المفاجأة الكبرى لم تكن الهجوم ذاته… بل ظهور ماركو فينتشي، أحد ألد أعداء لورا، الرجل الذي ظنت أنها أنهته منذ سنوات. عاد من أوروبا، وأعلن نفسه زعيماً لتحالف جديد اسمه العصبة السوداء، تحالف يضم بقايا العائلات التي سقطت.

صرخ ماركو وسط ألسنة اللهب:
"أيتها الأميرة، ظننتِ أنكِ قتلتني، لكن النار لا تقتل من وُلد في الجحيم. هذه مدينتكِ؟ سأحوّلها إلى قبركِ!"

اشتعل القتال. رجال لورا يقاتلون ببسالة، وأزادور يطلق قوى مظلمة لا تُرى إلا كظلال خاطفة تبتلع الأجساد. لكن ماركو لم يكن عادياً هذه المرة؛ كان يحمل سلاحاً غريباً مغطى برموز قديمة، بدا وكأنه مُصمم لمواجهة قوى الجن.

حين اشتبك مع أزادور، انطلقت شرارة هزّت المكان. الظلال انكمشت لحظة، وأزادور أدرك أن خصمه يملك مفتاحاً من عالمه، شيئاً سرقوه من الجن.

لورا كانت تقاتل بجانبه، لكن قلبها ارتجف لأول مرة. لم يكن أعداؤهم مجرد رجال مافيا… بل صاروا يملكون أدوات تجعلهم قادرين على تهديد ملك الظلام نفسه.

وقف أزادور بعد الاشتباك، عيناه تشتعلان ناراً، وقال بصوت هادر:
"إذا كانوا قد تجرأوا على سرقة قوة من عالمي… فلتستعدي يا لورا، لأن هذه الحرب لن تكون حرب مافيا فقط. إنها حرب عروش، والدم لن يتوقف حتى تُغرق نيويورك كلها."

النهاية: 

بعد أن احترقت المدينة وسقطت العصبة السوداء، وقف ملك الظلام ولورا فوق أنقاض نيويورك.
تشابكت أيديهما وسط اللهب، وقال أزادور بصوت يزلزل الليل:
“من الآن، هذه ليست مدينة البشر… إنها مملكتنا.”

ومن تلك الليلة، صار اسمهما أسطورة لا تُنسى:
أسطورة ملك الظلام والأميرة لورا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

2

متابعهم

3

مقالات مشابة
-