من اجمل ايام العمر

من اجمل ايام العمر

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

*من اجمل ايام العمر*

في عمر الإنسان بعض اللحظات من حقها البقاء، لأنها جديرة بالحفظ. فهي ليست إلا أقداراً تتخذ من العقل الباطن مقراً لها ثم تنفض عنها غبار السنين، فتدفعنا في مسارب الحياة من ضعف الحال الى تحد المصير. مَثلنا كمثل البراعم، تنمو بتساقط الندى عليها فتزداد قوة كلما عصفت بها الرياح…

فلحظات العمر في أطوارها المختلفة لا تأبه لموقف فرض عليك، ولا يضيرها المعاناة من إحساس ألم بك، 

وليس لديها الحل الأمثل لما يصيبك من ضيق ومعاناة عندما تجد نفسك تسامر القمر، من غير عشيق…

أو عندما تراك تجلد فؤادك بعواطف عقيمة،وتبث النجوم همومك بالحزن والبكاء... فيكون حصادك السراب…

*فلماذا كل هذا الحزن؟*

وانت وحدك الباكي، إن حزن الآخرون أم فرحوا؟ 

أم أراك تظن أن الحب لا يولد إلا بعملية قيصرية،ولا ينمو إلا على هوامش الحزن، ولا يتغذى إلا من شدة المعاناة! 

حدثتني نفسي ذات يوم، أن أرسم على صفحات الماضي ذكريات لم تخرج من رحم القدر…

أو أجمع من شتى أنواع الورود باقة أزين بها صدر الزمن... ولكن أطرافي بل وإرادتي كانتا على وشك التخلي عني، لأني ظننت بأنني سوف أجمع هذه الورود لأزرعها في حقول القمر، ذلك المكان الذي لا يزوره أحد إلا في الخيال، ولا يتصور جماله أحد إلا في الأحلام…

وبدأت اُكافح النسيان وأستجدي الذاكرة أن تجمع تلك الخيوط المتشابكة في نسيج حياتي الماضية، على أمل أن أستعيد صفاء الذهن ونشاط الجسم. إلا أن الفكر رفع راية العصيان ورحل عني بدون استئذان. 

وخشية عواقب الفشل قررت أن أذيب الحزن بحرارة العزم. وأن أبدأ نهاري بإقامة علاقة جميلة بين الفرح والسعادة. وأن لا أجلس طويلاً أمام باقة الورد، خشية هدر الوقت، وحرق الأعصاب في أتون التفكير، فيما غير فائدة ترجى أو أمل قد لا يتحقق. 

فقد بات من المؤكد لدي، أنه من الصعب على المرء أن يحتفط بحالة من العشق، والقلب لا يجيد الإحساس بالحب. 

ذلك الحب الذي ابتكره الرجل ذات يوم من أجل امرأة أحبها، فأمضى العمر وهو يروي لها الحكايات، ويزين لها الأماني ضمن آفاق جنته المرتقبة...، ثم أدرك أنه كالقابض على حفنة من الهوى...أما يقولون عندما يحب أحدهم إنه وقع في الهوى؟

فالحياة عمل وإنجاز، وليس الهدف من الحياة صنع تمثالٍ يُلمعه انسان ليستمتع به إنسان آخر. وما احتفالنا بتمجيد عمل نعتز به أو نفتخر بإنجازه إلا تأبيناً له، فتلك حقيقة تعلن عن نفسها قبل بلوغ النهاية التي لا بد منها... 

فلماذا نصر على جر الحياة الى الخلف، والأمل يسطع نوره من ظلام الفجر كل صباح؟!

فعندما يبدع المرء في الإنجاز، عليه أن يتعلم أن لا يبالغ في التمجيد،لأنه قادر على الإبداع مرة أخرى، قادر على مقاومة اليأس عند وقوع الفواجع... فعندما يقف الإنسان فوق قمة التحدي، فمن الصعب عليه أن يرفع يديه مستسلماً لحالة من الضعف أو الإنهزام. 

 كان إيماني بالخيال الذي يراود عقول بنات السابعة عشر قوياً. تظن الواحدة منهن، أنها تأمر القدر فيلبي، وتطلب المستحيل فيجاب طلبها…

ولكنني كنت أكره الصبر، وأحتقر مهاةالانتظار،مع إيماني بأن الخيال وُلد كي لا يتحقق أحياناً إذ لا يعدو كونه لحظة تأمل عابرة تدغدغ قلوبنا بالفرح ثم ترحل…

كنت على يقين بأن المعبر الوحيد لبلوغ الأماني هو العمل. فما بالي في هذه الليلة تصغي أذناي لدقات الساعة، وهي تعلن منتصف الليل، وأنا ما زلت جالسةً في مقعدي، أحاول المرة بعد الأخرى أن أفهم شيئاً مما كتب على صفحات هذا الكتاب، الذي تأبى كلماته أن تفصح لي عن معانيها فتجعلني تائهةً بين تقاطيع الجمل.

لا أستطيع سوى امعان النظر في الكلمات فكلما انتيهت من قراءة سطر، عدت لأوله كي أبدأ القراءة من جديد، حيث تبدو المعلومة بين أسطر الكتاب غموضاً يشوش ذهني، ويسرح بعقلي كفكرة مجنونة تصر على اقتحام رأسي واستباحة عقلي.

ولكنني أُصر على طرح هذه الأفكار بعيداً عني، خشية أن أشك في قواي العقلية. فما زلت أحاول شتى الوسائل عبثاً للسيطرة على نفسي، كي أستوعب بعض القليل من هذه المعلومات. 

فمن المستحيل أن يكون الدارس في كلية الطب، قد فقد القدرة على الاستيعاب في لحظة ما، ولكن المستحيل نفسه، أن يكون شتات الفكر، وضياع التركيز، سببان في حدوث الأمر الصعب، فما أصعب الهرب مما نحب الهرب منه خشية نتائج لا يحمد عقباها... 

أعترف بأنني أقف أمام مجموعة من الألغاز، يتألف كل واحد منها من علامات استفهام لا حصر لها.

فكأن الكلمات ليس لها معانٍ واضحة في قواميس اللغة، أو كأنني لم اسمع بهذه المادة من قبل.

أو قل إن شئت إنها الطلاسم، التي يستعملها المشعوذون بسحرهم، قفزت من قمقمها وسكنت رأسي بدون استئذان. 

هذه الأفكار التي أحاول الهرب منها، تصارعني بعنف، وتسد أمامي جميع المنافذ، وتصر على شل إرادتي، فيشغلني الخوف منها عن التصدي لنتائجها، وتمنعني عتمتها من الاستعانة بشفافية الأشياء الملموسة، التي تحيط بحياتي... 

بودي لو استنزفت الوقت وضحيت براحتي، كي أدرك لماذا يستعصي علي الفهم؟ لا أحب الوقوف معقودة اللسان أمام مشكلة تفاصيلها عالقة بين أسطر الكتب.

 تعلمت من أسرار الحياة حقائق ربما انكشفت أمام غيري بصور مختلفة، ولكنها تحمل نفس المعني لأن السر ما زال كائن في ممارستها، لذلك آمنت أن التحليق بين الحروف من أجمل الأوقات روعة، وأكثرها سعادةً. 

لقد نجحت في إقامة علاقة جميلة مع الكتب، لأنها تعطيني من متعة المعرفة شغفاً لا يضاهيه شيء إلا حبي لوالدتي والإسترخاء في حديقة المنزل ليلاً والسفر في أجواء سماء عمان حيث تبدو روعة جمال المدينة، كأنها عروس في ليلة زفافها.

ورغم مرور الوقت، فإنني ما زلت أجلس الى مكتبي، أمعن النظر في صفحات هذا الكتاب وقد أذهلني عمق معانه، تائهة بين سطوره، دون أن أجد وسيلة ترحل بفكري بعيداً عنه، فلم يسبق أن اعترضني موضوع كان البحث فيه، مدعاة لانشغال الذهن أو تشتيت الفكر مثل هذه الحالة الطارئة، التي تتحدى إرادتي، فتخلق في داخلي رغبة لتمزيق هذا الكتاب، والإنتقام من جميع محاضرات هذه المادة التي لم يرسخ بأذهاني منهام معلومة تذكرني بعنوان هذا الكتاب.

*كان يشغلني قرب الإمتحان،* فبدا علي الإهمال في بعض الأمور الحياتية، وكسا وجهي لون شاحب... وقد كنت قبل هذا اليوم لا أرهب الإمتحان لأن النتيجة مرهونة بالسهر الطويل وبالجهد المبذول…

 كيف مرت تلك السنوات إذاً؟

 فأنا كغيري من طلاب الجامعة. لا أنكر أن استيعاب بعض المواد، مرهون باسلوب المحاضر. ولا يغيب عن البال، أن المحاضر نفسه، في كثير من ألأحيان يدخل قلوبنا قبل أن تدرك عقولنا مفاهيم مادته...لذى فإن مجال البحث عن الأعذار أمر مرفوض.

*فماذا أكتب في كراسةالإجابة يوم الامتحان؟*

وهل تكون إجابتي «إنني لا أذكر شيئاً من المحاضرات».

أو أقول: لقد شت مني الفكر وانشغل بفستان هديل، أو فُتن بتسريحة علياء؟

 وهل أجرؤ على تقديم الكراسة بيضاء خاليةً من كل سوء...؟! 

 رُحماك يا إلهي، فلا تجعل الفشل من نصيبي، فما تذوقت طعمه في حياتي أبداً، وليس في داخلي رغبة للتعرف عليه، بل إنني أمتلؤ رغبةً في النجاح، وترتسم أمامي أمالٌ عريضة في مستقبلٍ باهر...وما زلت متحديةً رغبة والدتي، عندما أحبت أن أكون زوجة في بيت من طرق الباب ذات يوم.

إنني ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي وطأت أقدامي أعتاب الجامعة، كنت يومها أحمل في رأسي أفكاراً ومفاهيم تحتاج لجهدٍ كبير كي تتحقق. كنت يوم ذاك، على درجة من التصميم، يصعب معها أن تهن العزيمة، أو أن تسمح بأن يتلاشى أملي الكبير، في تحقيق الأهداف، التي عشت فترة من الزمن أُمني النفس بتحقيقها... 

لا شك أن عدم تحقيق الأماني شيء يحطم النفوس، ويجعل الإنسان يعيش على ركام تلك الأماني التي تحلم بها فتاة التاسعة عشر. لقد زلزلني رفض والدتي متابعة الدراسة الجامعية عند ما ظهرت نتائج امتحانات الثانوية العامة، ولكنني تغلبت على رفضها... 

وما زلت حتى اليوم أتساءل كيف حدث ذلك؟

لا أقول بأنني تغلبت على رأي والدتي. ولكن دعني أقول بأنني تخطيت عقبة جعلت من ظلام مشكلتي اشعاعاً ضعيفاً من نور يبدد بعضاً من بقايا الظلام

إذ إن والدتي صاحبة موقف لا يتبدل، ورأيٍ لا يقبل الجدل... فهل يكون من السهل علي أن أعيش حياة لا معنى لها ولا هدف أسعى لتحقيقه؟ 

وهل أمضي بقية حياتي رهينة البيت، يقتلني الملل بانتظار العريس؟

لن يحدث هذا الأمر. فأنا أريد أن أحقق الأماني التي تحتشد في أفق خيالي، وأرسم حياتي بإرادتي. أريد أن أحصل على شهادة جامعية، بل أريد أن أدرس الطب، وان أقرأ الشعر، وربما تعلمت الموسيقى والرقص، اسوة ببنات جنسي... وأريد أن أسافر، وأريد أن أمارس حياتي كما أشاء، وأريد…

قائمة من الرغبات لا تعد ولا تحصى. ولكنني الآن أصر على أن لا أنفذ أوامر تجعل مني زوجة تدفن عمرها بين المطبخ وتربية الأطفال، وإن كان هذا الأمر لا بد منه، فليبدأ تنفيذه في وقت متأخر بعض الشيء. 

أما قلت لوالدتي ذات مساء، عندما طلبت إلي مقابلة الضيوف، الذين حضروا لطلب يدي للزواج. أما قلت لها إنني لست مستعدة للزواج، فما زلت صغيرة يا أمي، فلا تتعجلي الآمر وأنا في هذه السن المبكرة. 

أريد أن أكون أول طبيبة في العائلة فساعديني يا أمي. ولكنها أغمضت العين عما ترى وأصمت الأذن عما تسمع... وأصرت فكان لا بد من تجهيز نفسي لذلك الموقف الذي تتمناه كل فتاة وتترقب مقدمه بفارغ الصبر... 

 فقد جلست آنذك أمام المرآة، أُحدق بنفسي، أتصورها طبيبة كما أريد وأتمنى، ترتدي المريلة البيضاء، تحيط بعنقها السماعة الطبية، تخفف الآلام عن المرضى وتساهم في إنجازات إنسانية. وتارة أخرى، أراها عروساً ترتدي فستان الزفاف الأبيض ويطوق جيدها عقد جميل، يكون قيداً لها مدى الحياة... كما تريد أمي وترغب.

وبت أشعر بأنني أمام أمرين أحلاهما مر. تصميم أمي على تنفيذ رأيها، ورفضي فكرة الزواج وما يتبعه من مسؤوليات البيت من واجبات الزوج وتربية الأولاد والحياة الإجتماعية بما تحتوي عليه من عادات وتقاليد…

ولكن غضب أمي يسبب لي القلق والإضطراب ويشعرني بعدم الرضا. فلا شك أن غايتها سعادتي، وهذا شغلها الشاغل، فلا يجول في خاطرها سوى ما تحب لي من سعادة وهناء. 

فهي تجود لأجلي بكل شيء عن طيب خاطر، وتضحي ولو كانت التضحية بأغلى الأثمان، إذ ليس للحياة عندها من قيمة إذا لم تكن وسائل العيش قائمة على العطاء والتضحية مثلها كغيرها من الأمهات…

لقد كرهت هذه المقارنة، ومللت هذه الأفكار، وأفزعني هذا التصور للحياة الزوجية... تعجبت من أمر والدتي في ذلك اليوم، فهل تريدني أن أباشر الامومة مبكراً بعض الشيء؟

أم تريدني حبيسة عش الزوجية في غير الأوان؟! 

طلبت إليها أن تتريث قليلا، فلا زلت في سن لا تسمح لي بتحمل هذه المسؤليات ولا طاقة لي بالقيام بما يطلب إلي من واجبات في بيت جديد وفي ظل رجل غريب. 

قالت: إن ذلك لا يحتاج لمدرسة، فالحياة... 

قاطعتها قائلة: أعرف أن الحياة مدرسة، ولكن لا يكفي أن تكون مفاتن البنت، ونضوج أنوثتها، تأشيرة المرور لبيت العريس. 

قالت: دعك من فلسفة الكتب.

ثم انصرفت عني، وتركتني في دوامة غامضة من التفكير، في مستقبلي الذي تتوقف نتائجه على احتساء فنجان من القهوة، يقدم لرجل غريب يستغل خجل الفتاة وحياءها، عندما تجلس أمامه، فيحاصرها بجرأته، ويغريها بعبارات متعارف عليها بين الناس في مثل هذه المناسبة. هذا العريس، يعرف قبل كل شيء ما يريده من المرأة…

 لأن المرأة عنده أنثى كغيرها من النساء... إلا أنه بكل تأكيد يبحث عن مواصفات ومقاييس معينة رسمها في خياله، قبل أن يطرق أبواب الناس. إنه بلا شك، يبحث عن وجه جميل، وصدر ناهض، وقوام متناسق، وزند عارية 

 *فماذا أفعل مع كل هذا التصميم* ؟

هل يكون الإستسلام لرغبة هذه المرأة هو المصير الذي ألقي نفسي به طائعة دون اعتراض؟

فقد شعرت بأنني أفقد خيط الحنان الذي يربطني بها. أردت أن أضم الى صدري هذه المرأة التي نصفها يغضبني، ونصفها الآخر يحتوي كنز الحنان، الذي لا استطيع الاستغناء عنه... 

أحببت أن ترسم قبلاتي وشماً جميلاً على جبينها، إلا أن اصرارها كان حائلاً دون ذلك. فكأن سعادتها لا تكون إلا حيث تبدأ تعاستي، فإن أردت أن أبكيها سبقتها عيني للبكاء، وإن أردت أن أغضبها، كان الحقد من نفسي على نفسي هو الجزاء. 

وعندما ذهبت للنوم لم يفارقن احساس بالإحباط من تصرفات هذه الأم، ولم يرحل عني منظرها وهي تلقي إلي بكلماتها التي ما برحت تطرق مسامعي بعنفِ وغضب. 

 فقد وضعتني أمام موقف سبب لي الكثير من الألم، وجعلني أمضي كثيراً من الوقت، متأملةً قدري الذي ترسم معالمه حسب قناعتها ورؤيتها، ولا أملك الحق في إبداء الرأي أو حتى لا أملك الفرار من هذا المصير. 

فأنا لا أستطيع اتهامها بالتخلي عن حنانها، ولا أحد يستطيع أن يوجه إليها شبهةً تجردها من عاطفة الأمومة. ولكن هذا التعجل في اتخاذ القرار، يولد في داخلي اصراراً على التحدي، 

فلن يحدث هذا الأمر يا أمي أبداً، ولن يمر هذا القرار بالسهولة التي صورها لك خيال أم لا تنظر لمستقبل ابنتها في غير بيت الزوج. فمنذ هذه اللحظة حتى موعد حضور أولئك الغرباء. سوف يكون لي موقف يحفظ حقي الذي لن أتنازل عنه، وسوف اُحدد هدفاً يترتب عليه مستقبل حياتي.

كان ذلك كفرح يخبو خلف ستائر اليأس الذي يتسرب الى نفسي بلا هوادة. وأنا على يقين بأن جميع المنافذ أغلقت دوني، وأنني أسير في طريق مسدود. ومع هذا فلا بد من محاولة خلق الأمل من رحم العدم، وجمع شتات قوتي لمجابهة الواقع، لأخرج من دائرة هذا اليأس الذي بدأ يمتص الحياة من عمري... فلن أتيح لك يا والدتي فرصة التنبؤ بما سيحدثimage about من اجمل ايام العمر

*(العبرة من هذا)*

عدم اليأس وعدم فقدان الأمل أو الاستسلام للظروف الصعبة. هو موقف إيجابي يقوم على الثقة بأن الأمور يمكن أن تتحسن، وبأن هناك دائمًا حلولًا أو طرقًا للتغلب على التحديات.

أحيانًا، الدعم من الأصدقاء أو العائلة يمكن أن يساعد في التغلب على مشاعر اليأس

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

4

متابعهم

6

متابعهم

20

مقالات مشابة
-