مقالات اخري بواسطة Bedo Elsadek
الطريق إلى البيت المهجور

الطريق إلى البيت المهجور

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الطريق إلى البيت المهجور

البداية

في أحد أحياء القاهرة القديمة، كان هناك بيت كبير مهجور منذ عشرات السنين. جدرانه المتشققة وحديقته المهملة جعلته يبدو كأنه شاهد على زمن انقضى. كان الأهالي يتجنبون المرور بجواره ليلاً، لأنهم اعتادوا سماع أصوات غامضة قادمة من داخله، لكن لم يجرؤ أحد على استكشاف سره.

أول من تجرأ

عام 1947، قرر شاب يُدعى حسن أن يسكن في هذا البيت. كان يبحث عن مكان رخيص يقيم فيه بعد انتقاله للعمل في العاصمة. تجاهل التحذيرات، وأقنع نفسه أن كل ما يُقال مجرد خرافات صنعها الخوف. في أول ليلة له، شعر بصمت ثقيل يغطي المكان، صمت لم يعرفه من قبل.

العلامات الأولى

بدأ الأمر بأصوات خفيفة، كخطوات بطيئة على الأرضية الخشبية. ظن حسن أنها صادرة عن الفئران، لكن الأصوات كانت منظمة، كأن شخصاً يمشي بالفعل. في الليالي التالية، كان يسمع الأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها. حاول أن ينام، لكن كلما أغمض عينيه، شعر بأن هناك من يراقبه.

مواجهة غير متوقعة

ذات ليلة، استيقظ حسن على صوت طرق قوي على الباب الرئيسي. حين فتح، لم يجد أحداً. عاد إلى غرفته متوتراً، ليجد الكرسي الخشبي الذي تركه بجوار النافذة قد انتقل إلى وسط الغرفة. تجمد مكانه، وعرف أن الأمر أكبر من مجرد خيال.

تصاعد الرعب

الأحداث لم تتوقف عند ذلك. في إحدى المرات، بينما كان يجلس ليكتب رسالة إلى أسرته في قريته، شعر بتيار هواء بارد يمر بجانبه، رغم أن النوافذ مغلقة بإحكام. وفجأة، انطفأ المصباح الزيتي الذي يضيء الغرفة، وسمع همهمة غير واضحة، كأن أحدهم يتمتم بكلمات من خلف الجدار.

القرار الصعب

حاول حسن الصمود، لكنه كل يوم كان يستيقظ مرهقاً، وكأن النوم يرفض زيارته. وجهه شحب، وعيناه غارتا من كثرة السهر والخوف. وفي الليلة الأخيرة، حدث ما جعله يهرب بلا عودة. استيقظ فجراً ليجد الباب مفتوحاً، وعلى الأرض آثار أقدام رطبة تقوده إلى داخل البيت. تبعها بخوف حتى وصل إلى غرفة مظلمة، وهناك رأى ظلاً بشرياً واقفاً وسط العتمة. لم يتحرك، لم يتكلم، فقط كان يحدّق به.

النهاية

في الصباح، جمع حسن أغراضه القليلة وغادر البيت مسرعاً، تاركاً خلفه كل شيء. لم يلتفت إلى الوراء، ولم يخبر أحداً بما رآه. اكتفى بأن يقول: “هذا البيت ليس لنا… ولن يكون.”

وبقي المنزل كما هو، مغلقاً وصامتاً، لكنه لم يفقد سمعته. حتى اليوم، يروي سكان الحي قصصاً متشابهة عن أصوات وصرخات مجهولة تُسمع من داخله مع حلول الليل. وهكذا، ظل البيت المهجور لغزاً قائماً، يخيف كل من يحاول الاقتراب من أسراره.

ملخص الرواية

رواية الطريق إلى البيت المهجور تأخذ القارئ في رحلة داخل أجواء القاهرة القديمة أواخر الأربعينيات، حيث يختلط الواقع بالخوف في إطار قصصي مشوّق. تدور أحداثها حول حسن، شاب طموح ينتقل إلى العاصمة بحثاً عن عمل وحياة جديدة. لكن ضيق الحال يجبره على استئجار بيت مهجور تحيط به الشائعات.

منذ ليلته الأولى، يبدأ حسن في سماع أصوات غامضة، خطوات بطيئة تتجول في الطابق العلوي، وأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها. يحاول أن يقنع نفسه بأن الأمر مجرد أوهام، لكن العلامات تتضاعف: أثاث يتحرك دون سبب، تيارات هواء باردة تخترق الغرف المغلقة، وهمسات غير مفهومة تخرج من الجدران.

مع مرور الأيام، يزداد الضغط النفسي على حسن. قلة النوم والخوف المستمر يجعلان ملامحه شاحبة وذهنه مشوشاً. يحاول الصمود، لكنه يواجه في إحدى الليالي أعنف مشهد: آثار أقدام رطبة تظهر فجأة على الأرض، تقوده إلى غرفة مظلمة حيث يقف ظل بشري ساكن، يحدّق فيه بصمت مرعب. عندها يدرك أن البيت يخفي ما هو أبعد من مجرد أصوات أو خيالات.

في الصباح التالي، يهرب حسن بلا عودة، حاملاً سرّاً لم يجرؤ على البوح به. يكتفي بالقول: "هذا البيت ليس لنا… ولن يكون." ومنذ ذلك الحين، بقي المنزل مغلقاً، لكن صيته لم يختفِ. سكان الحي ما زالوا يروون قصصاً متشابهة عن صرخات مجهولة وأصوات غامضة تتردد بين جدرانه مع حلول الليل.

رواية الطريق إلى البيت المهجور لا تكتفي بإثارة الرعب، بل تكشف كيف يمكن أن يتحول الصمت إلى عدو، والبيت إلى كابوس يطارد ساكنيه، تاركاً وراءه لغزاً لم يُحل حتى اليوم.image about الطريق إلى البيت المهجور

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-