
المرآة التي لا تعكس الوجوه – قصة غامضة ستجعلك تشك في نفسك

🕯️ البيت الذي يكره الصمت
لم يكن "مروان" يؤمن بالكوابيس قبل تلك الليلة.
كان يعيش وحيدًا في شقة صغيرة على أطراف المدينة بعد أن انتقل حديثًا بسبب عمله الجديد في شركة إعلانات.
الشقة كانت هادئة أكثر مما يجب، بلا أصوات جيران، بلا أطفال، بلا حياة تقريبًا.
في اليوم الثالث بعد انتقاله، لاحظ شيئًا غريبًا…
في غرفة النوم، وُجدت مرآة قديمة مثبتة على الجدار المقابل للسرير.
إطارها من الخشب الأسود المتآكل، وعليها زخارف غريبة تشبه الحروف القديمة.
حاول نزعها لكنه لم يستطع، كأنها جزء من الجدار نفسه.
تلك الليلة، استيقظ في الثالثة صباحًا على صوت كأنه همهمة منخفضة.
فتح عينيه فرأى الضوء ينعكس من المرآة… رغم أن الغرفة مظلمة تمامًا.
نهض ببطء واقترب، لكن شيئًا في انعكاسه لم يكن طبيعيًا.
انعكاسه كان ينظر نحوه مبتسمًا.
🔮 الصوت من داخل الزجاج
ابتعد مروان فزعًا، محاولًا إقناع نفسه أن ما رآه مجرد وهم بسبب الإرهاق.
لكن في اليوم التالي، وبينما كان يقرأ على الأريكة، سمع صوتًا واضحًا يأتي من غرفة النوم:
“لماذا غطّيتني؟”
جمّد الخوف دمه.
دخل الغرفة بسرعة، القماش الذي غطّى به المرآة ما زال في مكانه…
لكن الظل خلفه يتحرك!
رفع القماش فرأى وجهه، لكنه بدا أكبر سنًا، بعينين تملؤهما الحزن.
قال الانعكاس بصوتٍ خافت:
“ألا تتذكرني؟”
ومن خلف الزجاج، بدت الغرفة مختلفة — أغمق، بلا لون، كأنها عالم آخر تمامًا.
📜 رسائل من الماضي
في اليوم التالي، ذهب إلى مالك الشقة وسأله عن المرآة.
العجوز قال بنبرة غامضة:
“أنت ثاني شخص يسكن هذه الغرفة… الأول اختفى منذ عامين.”
ارتجف مروان، فسأله:
“اختفى؟ كيف؟”
ردّ الرجل:
“كان يتحدث مع نفسه كثيرًا… أو مع أحد داخل الغرفة.”
عاد مروان إلى شقته مرتبكًا، وكتب في دفتره:
“ربما هذه مجرد هلوسات… ضغط عمل… قلة نوم.”
لكن في المساء، وجد جملة مكتوبة على سطح المرآة من الداخل بخط يده:
“لا تصدّق ما أراه… أنا لست أنا.”
العالم خلف الزجاج
بدأ مروان يشعر أن المرآة ليست مجرد زجاج.
في كل مرة يقترب منها، يرى خلفه أشياء لا وجود لها في غرفته الحقيقية:
كرسي مهشم، ساعة متوقفة عند الثالثة، ولوحة فيها وجوه مطموسة.
وفي الليلة الخامسة، قرر أن يكسر المرآة.
رفع المطرقة وضربها بقوة، لكن الزجاج لم ينكسر.
بل ارتجّ الجدار كله، وسمع صدى صوته يأتي من الداخل:
“تريد أن تخرج؟ تعال إذًا.”
سطح المرآة بدأ يلمع كالماء.
مدّ يده، فاختفت داخلها، شعر بسحبٍ بارد يمسك بأصابعه.
وقبل أن يسحبها، سمع صوتًا يشبه صوته تمامًا يقول:
“كنت في انتظارك.”
ثم… اختفى.
⏳ بعد أسبوع
بعد أسبوع، دخل مالك العمارة الغرفة مع أحد العمال بعد أن اشتكى الجيران من رائحة غريبة.
وجدوا الشقة مرتبة كما هي، بلا أي فوضى.
لكن الغريب أن المرآة اختفت من الجدار.
وبدلًا منها، كانت هناك لوحة جديدة تُظهر وجه رجلٍ يبتسم…
يشبه مروان تمامًا.
على المكتب، كان الدفتر مفتوحًا على آخر صفحة، كُتب فيها بخط واضح:
“كلما نظرت في المرآة، كنت أرى نفسي كما أريد أن أكون…
الآن، أنا أصبحت ما كنت أراه.”
بعد شهر، انتقلت فتاة جديدة إلى الشقة نفسها.
وفي أول ليلة لها، بينما كانت تنظف الغرفة، لاحظت أن اللوحة على الجدار تعكس ضوءًا خافتًا…
اقتربت منها بفضول، فرأت وجهها داخلها —
لكن الابتسامة التي ارتسمت لم تكن لها.
✍️ الخلاصة:
قصة “المرآة التي لا تعكس الوجوه” هي رحلة إلى أعماق النفس، حيث يصبح الخوف مرآةً تكشف وجوهنا المخفية.
أحيانًا، ما نراه في داخلنا… أخطر مما نراه في الخارج.