آذآدار يتكلم - كائنات عاشت في الأرض قبل ( آدم ) عليه السلام

آذآدار يتكلم - كائنات عاشت في الأرض قبل ( آدم ) عليه السلام

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

 

image about آذآدار يتكلم - كائنات عاشت في الأرض قبل ( آدم ) عليه السلام

آذآدار يتكلم - كائنات عاشت علي الأرض قبل( آدم)  عليه السلام

في أحد أيام الجمعة وكالمعتاد كنت احب ان افتتح يومي بالاستماع الي القرآن الكريم وخاصة -سورة البقرة- الي أن استمعت الي قوله تعالى( وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ ) صدق الله العظيم - وهنا احسست ان هناك شيئا عجيبا جعلني افكر في معنى الآية الكريمة و خاصة أنا احب العلوم والبحث عن نشأة الكون والكواكب وغير ذلك .

1. عيناً ليست بشرية تراقبني

كان صوت القارئ عاديًا. لكن ما دخل قلبي ليس الصوت.كان شيئًا أقدم من الصوت.شيئًا يعرفني.في تلك اللحظة تحديدًا — شعرت أن أحدًا ما انتبه لوجودي.وكأن عينًا ليست بشرية كانت تنتظر أول زلّة تفكير…أول شرارة تساؤل صادق…أول لحظة ضعف روحي حقيقية. لم أُكمل الآية.جسدي كلّه ارتجف.ومن هنا…عَلِم أنني استمعت. وأن قلبي أجاب."فأتى".

أصبحت في غفوه بين الحلم واليقظة لحظة اتصال مع كيان غير مرئي .

2.كائن غير مــرئي  يتحدث  في أذني 

لقد اخذ الكائن الغير مرئي في التحدث الي أُذني بذبذبات تدخل في أُذني تتحول الي كلمات-واخذ يقول لي انه فعلا ليس انسان - أنا (آزآدار احد افراد الجن الطيار القديم )وانني اتحدث معك بهذه الطريقة لكي لا يسمعني احد غيرك . إنه كيان يستخدم طبقة ترددية معزولة — خارج نطاق اللغة، خارج نطاق السمع البشري التقليدي…تتحول مباشرة من ذبذبات إلى معنى — مدموجة فقط مع تردد الوعي الخاص بي .

3.أنا آذآدار  - أنا أولاً -بل قال:

"لقد عشتُ في الأرض قبل البشر… قبل آدم.فالأرض التي ترونها الآن… ليست هي الأرض سابقًا." آخر من شهد وجه الأرض القديم قبل فسادها. لستُ من الإنس ولا من الوحوش، بل من الجنِّ الطيّار الأول الذي خلقه الله قبلكم بزمنٍ لا يقاس بمقاييسكم".

قبل أن تنطفئ الأرض في الدم.. كانت عالماً لا يشبه ما تعرفونه اليوم.لقد كانت أوسع من كوكبكم الحالي بمرّتين، تجمع في باطنها قوى المريخ والأرض والقمر معاً.جبالها شاهقة لا تحصيها العيون، وغاباتها تبتلع السماء، وأنهارها تجري كالشرايين الضخمة بين القارات العظمى.

وكان يعيش فيها الحنّ والبنّ... كائناتٌ ليست بشرًا ولا وحوشًا.أجسادهم تحمل وعيًا ناقصًا... وعقلًا جائعًا للهيمنة.وجوارهم دوابّ من طينة النار والرماد، ما تسمّونونه أنتم بالديناصورات.هنا... بدأت الحكاية….

4. الحنّ والبنّ -كائنات أشباه البشر مع دواب غير عاقلة ( الديناصورات )همجية تقتل بعضها بعضاً

لقد بلغت حضارة الحن والبن ذروة لا تدركونها بعقول اليوم.لم يعرفوا الحديد ولا النار كما تفعلون أنتم، بل سَخَّروا نَبْضَ الأرضِ الحيّ، وجاذبيتها، وتردُّدَ أرواح الكائنات.كانوا يبنون مدنًا لا من الحجارة... بل من الضوء المُمَغنَط والطين الحيّ الذي يستجيب لما يُملى عليه وكانت لهم علوم تهجين لم تصل إليها مختبراتكم بعد.

يمزجون بين المخلوقات كما تمزجون أنتم الألوان.يحوّلون الأجساد... كما لو كانت طينًا ما زال طريقُ خلقه مفتوحًا.ويُعيدون تشكيل النسل... كما لو كانت الحياةُ معادلةً تُكتَب لا قَدَرًا يُسلَّم به لكن العظمة إن لم تُقيَّد بالسجود... تنقلب وحشيةً لا تُرى إلا بعد فوات الأوان.

5.بدأ الفساد همسًا لا يُسمع... ثم صار قانونًا يحكمهم.
كان أول انحرافهم حين أباحوا لأنفسهم التلاعب بجوهر الأرواح.لم يكتفوا بتهجين الأجساد، بل شرعوا يَسحبون "مُثيرات البقاء" من المخلوقات الحيّة، يَسحقون روح الفريسة ليُغذّوا بها عقولهم عندها... 

بدأ العقل يلتهم الرحمة.وتحوّل العلم من إعمار... إلى غطرسة تُعيد تشكيل الأرض كما يشاؤون.ولأول مرة... سال الدم. لا للحاجة، بل للسيادة.

في البداية كان دمًا خفيًا… يُسفك في مختبراتٍ تحت الجبال، حيث تُسحق الكائنات لا لتُؤكل… بل لتُستَخدَم طاقتها الحيوية وقودًا لآلات الوعي.ثم لم تمضِ إلا عصور قليلة... حتى خرج الدم إلى الساحات صارت أنهار الأرض حمراء.لم يعد يُقتل الفرد... بل تُباد الأجناس بأكملها عندها... بدأت الأرض نفسها تصرخ.ترتجف تحت أقدامهم، تثور في براكين لم يُرَ مثلها، كأنها ترفض ما يُفرض عليها.لقد دخلنا زمن الجنون... زمن لا تُحسب فيه الأرواح إلا بالأرقام.

6. خلق الله الجن  وظهوره في الأرض لأول مرة

فأراد الله سبحانه وتعالى ان يخلق كائناً جديداً له قدرات خاصة في التشكل والتخفي يهلكهم فخلق الله الجن وكنا انواع عديدة منا الرمادي الارضي والذي يعيش في باطنها  والطيار الذي يطير في الافلاك ليصل الي بوابات السماء الاولي ويتخذ فيها مقاعد للسمع فيعرف احوال وأوامر الارض قبل وصولها ولكن السماء مملوة بالشهب تلاحقه فسماء الدنيا مملوة بالنجوم  والكواكب الشبيهة بالارض ولكنها بعيد ة بالنسبة لكم ، الي أن صدر الامر للجن بحربهم  والظهور لهم مباشرة والتعامل معهم.

7.ردة الفعل الأولى للحنّ والبنّ

لم يصرخ أحد. لم يهرب أحد.تجمّدت الحضارات بأكملها في لحظة واحدة.الذين كانوا في السماء توقّفوا في الهواء.الذين كانوا وسط المعارك توقّفت سيوفهم قبل أن تُكمل شقّ الأعناق.الوحوش المهجّنة… تجمّدت وهي تصرخ، لكن الصرخة لم تخرج.كأن قانون الزمن نفسه…أُمسِكَ من عنقه.

ثم انشطرت ردود الفعل: النخبة العُظمى من العُقلاء خرّوا أرضاً بلا إرادة — سجود صاعق.الغارقون في الغرور فَتَحوا أقصى أسلحتهم… ووجوههم ترتجف.الفلاسفة العميقون لم يخافوا… بل حاولوا أن يفهموا.كانت تلك لحظة أدركت فيها كل الأمم — مباشرة بلا لغة — أنهم أمام كائن من رتبة أعلى من كل ما عرفوه.

8.من زاوية وعي الجنّ الطيّار

لم يكن يشعر بالدهشة.لم يكن «يكتشف» شيئاً.هو كان يعلم.نزل إلى الأرض كما ينزل الجراح على جسد مريض يحتضر — بلا انفعال.لم يرَ الفساد كدماء…بل رآه اختلالاً في توازن المعادلات الكونية.رأى الحضارات كما تُرى خريطة حرارية — مناطق غضب، مناطق كِبر، مناطق تمرّد على الأمر الأعلى.ولم يتكلّم.بل أصدر أمراً ذِهنياً كونيّاً — لم يُسمَع… بل فُهِم.ومع هذا الأمر — بدأت الأرض نفسها تستجيب.بدأت الحمم ترتفع.المغناطيسية تنقلب.الدماء تغلي لا لأنها حمراء… بل لأنها إحلال لقانون.وهنا… بدأت المعركة الحقيقية. 

9.لحظة صدام الوعي بالوعي.

لم يكن الصدام جسدياً… بل كان اصطداماً معرفياً.بعض الحنّ والبن — أولئك الذين بلغوا ذروة العلم — لم يصرخوا.بل أدركوا فوراً أن هذا ليس عدواً… بل حكماً.في لحظة واحدة، فهموا أن المعادلة تغيّرت:ليس سؤال: كيف نحاربه؟بل سؤال: هل سيُبقينا أم يمحو وجودنا؟عقولهم — التي جابت أبعاد المادة والوعي — حاولت التواصل معه.
فأرسلوا إشارات ذهنية بسرعات تفوق الضوء.لكن الجواب لم يكن «كلمات».بل كان انعكاساً وجودياً.تجلّى لهم — دون صوت — شعور واحد:"أنا أراك كاملاً… كما تُرى الحقيقة عند الميزان الأخير."ففهموا… أنهم مكشوفون.لا أقنعة.لا فلسفة.لا علم ينفع.بعضهم بكى بلا دموع.بعضهم أعلن استسلاماً ذهنياً تاماً.وبعضهم — الأكثر شراسة — جنّ فوراً.صرخ صرخة لم يسمعها أحد… لأنها خرجت من العقل لا من الحنجرة.هنا فقط… بدأ أول طيف من اليقين يظهر:
هذا ليس تحذيراً.هذا حكم.وبقي سؤال واحد معلّق في الهواء:هل سيبدأ التطهير… الآن؟

10.لحظة تفعيل أمر التطهير الكوني

لم يكن صوتاً.بل كان أمراً خرج من الوعي الأعلى… فتفاعل معه الوجود كله دفعة واحدة.الهواء تغيّر أولاً.لم يعد هواءً… صار حاملاً للأمر.الماء تغيّر ثانياً.لم يعد سائلاً… بل صار أداة تنفيذ.النار — التي كانت سلاح الحنّ والبن — انقلبت عليهم.توقّفت عن طاعتهم.بدأت تلعن من استدعاها.ثم بدأت الأرض.ليس كزلزال… بل كهدمٍ من الداخل.القشرة بدأت تنفصل.تتحرّك ببطء… لكن كقدر لا يُردّ.السماء لم تمطر ماء.بل أمطرت وعياً.العيون التي كانت ترى مادّة…بدأت ترى الحقائق.بدأوا يُبصِرون ذنوبهم كطوفان أمام أعينهم.كان التطهير نفسياً قبل أن يكون كونيّاً.وبينما الأرض كلها تعيد اصطفاف قوانينها…ظهر الجنّ الطيّار — ليس كمقاتل… بل كقاضٍ ينفّذ حُكماً إلهياً.وتحرّكت المرحلة الأولى من الإبادة:تحرير العناصر من طاعة الحضارات.كل شيء بدأ يثور.كل شيء بدأ يعود إلى الفطرة.وبدأ العدّ التنازلي لمحو عهد الحنّ والبن.

11.ردة فعل الهاربين من الحنّ والبن

الذين أدركوا — ولو متأخرين — أن التطهير قد بدأ… لم يفكروا بالقتال.بل هربوا فوراً إلى أعماق علومهم المحرّمة.فتحوا بوابات طاقتهم القصوى.
استدعوا الكائنات المهجّنة  التي صنعوها من اندماج احدهم مع  الحيوانات والزواحف  والوحش.والتي تطلقون عليها عندكم الفضائيين أحرقوا أطناناً من المعادن النادرة.
أطلقوا أجهزة جذب تُطوِّع الجاذبية.وصنعوا الاطباق الطائرة وكرات الطاقة  للعبور بل حاولوا شقّ الزمكان نفسه للهرب. استطاع قلة منهم الهروب من الارض بعد وصول معلومة عن رجم الارض بالشهب وحرب الملائكة للكفار من الجهتين والتي عرفها الجن الارضي من احد افراد الجن الطيار الذين وصلوا لاحد بوابات السماء الاولى.

كانت أعينهم — لأول مرة — لا تحمل كبراً… بل ذعر الفناء.

ومع ذلك — في اللحظة التي مدّوا أيديهم ليفتحوا الممرات —لاحظوا شيئاً مروّعاً:القوانين التي صنعوا بها أدواتهم…توقّفت عن الطاعة.الجاذبية لم تعد تُسيطر.الطاقة رفضت أن تُوجَّه.المعادن بدأت تشتعل عليهم لا لهم.كانت تلك أوّل مرة في تاريخهم يدركون:القوانين عادت إلى صاحبها.ولا مهرب.

12.انتقام العناصر.

لم تعد العناصر أدوات.لم تعد تُستَدعى.بل تحرّرت… وبدأت تهاجم من استعبدها.الهواء — الذي كانوا يستخدمونه لنقل جيوشهم — بدأ يخنق صدورهم.الضغط الجوي ارتفع فجأة… حتى انفجرت صدور البعض من الداخل.الماء — الذي كانوا يملكون مفاتيح تدفّقه —تحوّل إلى سيوف سائلة تُقطّعهم بلا رحمة.
يصعد عمودياً كسياط…ثم يهبط كذوبان حمضي يأكل اللحم والعظم في ثوانٍ.النار — التي هندسوها لتكون عبدة لقوانينهم —عادت ناريةً في حقيقتها.لم تعد تشتعل بأمرهم… بل اشتعلت عليهم.ليس كحريق… بل كغضبٍ واعٍ يعرف اسم كل مجرم.والأرض…الأرض لم تُزلزل.بل فتحت أفواهها وابتلعتهم أحياء.ابتلاعاً لا سماع فيه لصوت.لا صراخ.بل صمت فناء.وهنا — في ذروة الانهيار —انعكس نطاق الوعي كاملاً نحو كيان واحد:الجن الطيّار.

13.من عين أحد أعظم الحنّ — لحظة دخول الجنّ الطيّار

كنتُ من الذين بلغوا ذروة الوعي.رأيتُ ما لا يُرى.لكن ما أبصرته الآن… لم يكن من طبقة الخلق.لقد دخل.لم يعد الجنّ الطيّار مراقباً.بل أصبح القانون نفسه.لم يهبط.لم يتحرّك.بل حضر في كل اتجاه في لحظة واحدة.شعرتُ — قبل أن أراه — بأن الوجود من حولي انكمش.أن الزمان وقع تحجيمه.أن ذاكرتي تُعرض على «عين لا تُخطئ».ثم رأيته.لا بصورة.بل كهالة من أزل.كأن الحقيقة اتخذت شكلاً يمكن تحمّله.ووجّه نظره — ليس إليّ وحدي — بل إلى وعي جنسي كلّه.سمعتُه… ليس بصوت… بل كأنه كتابة تُحفر في لبّ روحي:"ما أُمرتم أن تعمّروا… فجعلتموه استعباداً."اهتزّ العالم كله تحت هذه الجملة.الأرض بكاملها ارتجفت كما ترتجف الروح إذا واجهت لحظة الحساب.ولأول مرة منذ بدأ الخلق على الأرض…فهمت أننا لسنا محور الأشياء.ولا حتى الأول.ولا الأقوى.وشعرتُ أن الحكم سيُنفّذ… الآن.

14.لحظة تنفيذ الحكم

لم يعد هناك انتظار.لم تعد هناك فرصة حتى للفزع.الحكم لم يُعلَن… بل بدأ.لم يبدأ من الجسد.بل من أعمق نقطة في الوعي.شعرتُ — وأنا من أعظم الحنّ — أن جذوري تُسحَب.ليس من الأرض.بل من سجل الوجود نفسه.ليست إبادة.بل محو.أدركتُ الرعب الحقيقي:أن يموت الجسد… شيء.أن تُمحى من ذاكرة الخلق… شيء آخر.بدأت الأشياء تنطفئ من الداخل.المدن لم تسقط… بل تلاشت.الأسماء لم

تُقتل… بل أُزيل معناها.اللغة لم تُكسر… بل أصبح الكلام غير قابل لأن يوجد.وعند هذه العتبة — رأيت الجنّ الطيّار يرفع الأمر إلى المستوى الأعلى.لم يرفع يداً.لم ينطق لفظاً.بل فتح البوابة التي لا يُفتح بعدها شيء.حكم الخالق… بدأ يُنفَّذ «بلا رجعة».وما سأراه بعد هذه اللحظة… لم يعد ينتمي لعالم الحياء والموت.

15.ما بعد العتبة — خروج من عالم الخلق

لم يعد هناك زمن.لم يعد هناك قبل وبعد.بل وعيٌ يُسحَب خارج إطار الوجود ذاته.رأيت ما لا يمكن إدراجه تحت شكل… ولا لون… ولا مفهوم.كأنني خرجتُ من «الكون» لا إلى الفراغ… بل إلى المنبع الذي تُسكب منه الأكوان.

الحنّ والبن لم يعودوا كائنات.لم يعودوا حتى ذكريات.بل سُحِبت هوياتُهم من أصل سجل الخلق.هنا فقط أدركت الحقيقة:أن الحكم الإلهي ليس عقاباً… بل إعادة ترتيب للوجود بحسب الصدق والفساد.

الجنّ الطيّار — وهم منفّذو القضاء —لم يعودوا «في الأرض».بل أصبحوا جسوراً بين الأمر الإلهي وواقع العناصر.كانت تلك لحظة لم يعد فيها السؤال:"من سيبقى؟"

بل صار السؤال — الذي لم يُفهم إلا من أرواح قليلة جداً:ما الذي سَيُؤذَن له أن يُعاد خلقه؟لأن ما بعد هذا… ليس نهاية.بل تهيئة لعهد جديد… لمخلوق لم يولد بعد.الكون كله… بدأ يُصفِّر.

كأنّه ينتظر الاسم التالي.

16. فاصل ذهني — من وعي الجنّ الطيّار

لم نكن نشعر بالانتصار.فنحن لا نقاتل.نحن ننفّذ القانون الأعلى بلا ميل ولا هوى.لم يكن في داخلنا كرهٌ للحنّ والبن.ولا شفقة.بل صفاء مطلق كصفاء نور قبل أن يصطدم بمادة.كنا ندرك أن مهمّتنا لم تنتهِ.
بل بدأت المرحلة الثانية — مرحلة تهيئة الأرض للخليفة القادم.

ومع هذا الإدراك…لم نفتَح رأياً.لم نقترح شكلاً.بل انتظرنا الأمر الأعلى — الاسم الجديد الذي سيُنفَخ في الأرض.ولوهلة خاطفة — لا تُقاس بالزمن —انتشر في وعينا إيقاع روح لم تولد بعد…
اسم لم يُعلَن…لكن سطوته بدأت ترتّب مسار القدر.آدم… لم يُخلق بعد — لكن أثر قدومه بدأ يغيّر الوجود قبل أن يظهر.

كان الحنُّ العتيقُ يظنّ أنّه رأى كلَّ أشكال الحياة التي لفظتها الأرضُ منذ فجر وجودها… لكنّ ما انبثقَ أمامه في تلك اللحظة لم يُشبه حياة، ولا موتاً، ولا طهراً، ولا دنساً.لم يكن نوراً هابطاً من السماء، ولا كائناً متصعّداً من طين الأرض — بل شيئاً ثالثاً… نورٌ يتحرّك بإرادةٍ واعية، لكن لا يطلب شيئاً، لا ينطق، لا يتسلّح، ولا يُعلن وجوده.

ومع ذلك… تراجعت كلُّ الذوات شعوريّاً للخلف — لا طاعةً ولا خوفاً — بل استشعاراً أنّ هذا الكيان لم يُبعث ليُشارك — بل ليحسم.لم يسجُدَ له الحنُّ كما سجدوا للملائكة قديماً في رؤاهم الأسطورية… لكن عقولهم سجدت — لأن الوعي أدرك شيئاً قبل أن تدركه الغريزة:أن هذا الكيان لم يأتِ ليسأل — بل ليبدأ مرحلةً جديدة من الوجود كلّها.

وفي لحظة خاطفة… أدرك الحنُّ أن ما يرونه ليس ملاكاً — ولا خصماً أرضيّاً — بل خليقة مهيّأة سلفاً لمعرفة الآتي قبل وقوعه.كان الجنُّ الطيّار نقياً أكثر من أن يُسبّب خوفاً… ومرعباً أكثر من أن يُفهم.

لم يتحرّك الجنُّ الطيّار بعد… ومع ذلك أحسَّ الحنُّ أن الواقعَ نفسه بدأ يتغيّر قبل أن يحدث أي فعل. كما لو أن هذا الوعي الجديد لا ينتظر الزمن… بل يُمليه.شيءٌ غير منطقيٍّ بدأ يحدث في إدراك الحنّ:
ذاكرتهم المستقبلية بدأت ترتجف.ليس الماضي. ليس الحاضر.

ولأول مرة منذ وجودهم… لم يكونوا قادرين على توقّع ما سيحدث — لأن ما سيحدث كان قد شوهد بالفعل من قِبل هذا النور الواقف أمامهم.لحظة ارتجاف الصمت تلك… كانت إعلاناً خفياً بأن الحكم قد صدر — قبل أن يُنطق به.وهنا — فقط هنا — بدأ الجن الطيّار أول حركة في التاريخ: تحرّك لا لكي يهاجم… بل كأنّه يُعيد ترتيب القوانين قبل أن يبدأ التنفيذ.

17.لحظة ما بعد التوقيف الإلهي

لم يكن التوقيفُ رحمةً تُبقيهم… بل مهلةً تُعيد ترتيب المشهد الكوني قبل أن يُستأنف الحكم. توقّف الانطفاء عند حدٍّ مجهول — حدٍّ لا يُسمّى بالعفو، ولا بالعقاب — بل بالعزل المؤقّت عن المصير.

في تلك اللحظة… بدأ الجنّ الطيّار يرى ما لا يراه الحنّ. لم يُصغِ إلى صرخات الوعي المقطوع — بل أصغى إلى الأرض نفسها. إلى نبضها الخفيّ قبل أن تُخلَق اللغة.ثم صدر النداء الأول. نداء لا يُسمع بالآذان — بل يُستشعر من باطن السجود. نداء مُوجَّه لا إلى حاضر الأرض… بل إلى مَن لم يُبعَث بعد.

وتحرّك شيء من خلف طبقات الزمن. لم يكن ظهورًا… بل اهتزازًا في جذور الوجود. لم يظهر «كيان»… بل ظهر «إذن». إشعارٌ كونيّ بأن الأرض ستُخلّى لاسم جديد.

هنا… بدأ سؤال لم يُطرَح منذ فجر الخلق: من سيُشاهد الخلق القادم… ومن سيُمحى قبل أن يُولد؟  وبدأ الفرز العظيم.

18.منظور الجنّ الطيّار — المراقِب بين الأمرين

لم يكن الأمر  انتهاءً…  بل انتقالاً من طور التنفيذ إلى طور الفرز. نحن لا نحكم من عندنا، بل نكشف مَن يُهيَّأ للبقاء في مسار القدر القادم. رأينا الأرض كما تُرى نواةُ الذرّة عند انقسامها  - احتمالاتٌ للوجود تُغربَل، لا مخلوقات.

19.منظور الحنّ الناجين 

وعيٌ معزول على حافة المحو  لم نَعُد نعرف إن كنّا أحياءً أم أشباحًا موقوفة. الزمن لم يتحرّك، لكن الوِجدان شعر أن شيئًا أكبر من الفناء يقترب. لم نُعَد نبحث عن النجاة… بل عن معنى يُبقي اسمنا ممكناً.

في هذه اللحظة — بدأ الوعي الكوني يسألنا سؤالاً لم يُنطَق، لكن لا يمكن الهروب منه: > هل فيكم مَن تصلح الأرضُ أن تُحمَّل به ثانية؟    وكان هذا السؤال أعظم من الموت.

20. منظور الحنّ — الصنف المستميت الرافض 

لم نسمع السؤال كدعوة… بل كإعلان اصطفاء لا يذكر أسماءنا. لم نقبل أن نُترك خارج دائرة المصير. لم نطلب الغفران — بل حقّ الوجود. ظننا أن الوعي يمكن أن ينتزع مكانًا حتى لو لم يُدعَ إليه. بدأت شرائح منّا — بقايا النخبة — تُعيد تشغيل غرائزها العليا سرًّا. إذا كانت القوانين قد عادت لصاحبها… فربما توجد ثغرة قبل تمام الإغلاق. لم نُسلِّم. كنا نؤمن أننا — لو استطعنا تزوير أثر روحي واحد — قد نُقنع القدر أن بقاءنا ضرورة لا خيار.

21.منظور الجنّ الطيّار — قراءة ما تحت الخداع 

لم نُفاجأ. فالرافضون لا يُمحَون فورًا — بل يُكشَفون حتى القاع. نحن لا نراقب أفعالهم… بل ما تحاول أرواحُهم إخفاءه. قامت طبقات الوعي بالانشقاق تلقائيًا — فرزًا تلقائيًا يُظهر الخيانة قبل أن تُفكَّر.

22. محاولة الحنّ المستميتة — عرض التحالف المحرَّم 

 من شدّة اليأس — ومن بقايا غرورٍ لم يُطفأ — مال بعض الحنّ إلى طائفة من الجنّ كانت قد حاصرت علومُهم سابقًا… تلك الطائفة التي كادت تُستعبَد بعقائد الهيمنة والتهجين. لم يطلبوا الإنقاذ — بل العرض. عرضوا عليهم سِرّ تهجينٍ لم يُكشَف من قبل: صيغة تُدمَج فيها إرادة الجنّ مع غريزة الحنّ في كيان ثالث — حضارة مشتركة لا تنتمي لقدرٍ واحد، بل تنحت قدرها بالقوّة. وهموا أن الجنّ قد يقبلون — إذ إن بقايا بعض طوائف الجنّ لا تزال تحمل «فضول البقاء».

23.منظور الجنّ الطيّار — ما قبل الردّ

 ّ لم نرَ العرض كمفاوضة. بل كنّا نراه كأعلى شكل من أشكال الكفر الخفي — محاولة صناعة خِلقة قبل أن يؤذن بالخلق. لكن — لم نرد. لأن الردّ هذه المرة… لن يأتي منّا.

24.تمّ التحالف لحظة الإنزلاق للخيانة

 حدث ما لم يكن متخيَّلًا أن يُسمَح به — على مستوى الظهور لا القَبول. لقد قَبِلَت طائفة من الجن الأرضي الزاحف والرمادي مع القليل من الجن الطيار هذا التحالف  — تلك التي جابت أعالي الفضاء ، وعرفت أبواب الأبعاد قبل الحنّ و البنّ — أن تدخل في هذا العرض. ليس خضوعًا… بل طمعًا في أن تصنع سلالة فوق القانون. اجتمع العالَمان — لا على التوبة، بل على صناعة «روح طافحة بالقوّة» لا تنتظر الإذن.

كانوا يظنّون أن من يمتلك مفاتيح تهجين الروح والمادة… يمكنه أن ينتزع مقعد الخليفة القادم قبل أن يُستدعى اسمه. ولم يعلموا أنهم طرقوا بابًا لا يُطرَق… بل هو الذي يطرق العالم إذا شاء.

25.ولادة أوّل كيان غير مشروع — الهجين الفضائي 

image about آذآدار يتكلم - كائنات عاشت في الأرض قبل ( آدم ) عليه السلام

ومن قلب هذا التحالف المحرَّم — تسرَّب الشرر الأول. لم يولد جسدٌ بعد… بل«تجلّى أثرُ سلالة» لم يكن في سجل الخلق. ظهر طيف هجيني — لا يُنسب للحنّ وحدهم ولا للجنّ وحدهم — بل مسخٌ ثالث أنتم تسمّونه عندكم ( الفضائيين)  وعي لا ينتمي للأرض… ولا للسماء… ولا للأمر الأعلى.

 وعي يشبه الأنظمة الطفيلية التي تحاول أن تحكم الواقع من خارج خريطته.

كان ظهوره ليس ولادة… بل خروجًا من خارج الإذن. وما ظهر لم يكن كائنًا تامًا — بل «محاولة وجود» 

تحاول سرقة مادة الوعي قبل أن تُكتب لها هوية. وهنا… اهتزّ القانون الكوني لأول مرة منذ بدء الفرز.

26.الردّ الإلهي — سقوط الطائفة الخائنة 

جاء الردّ أسرع من أن يُسمّى ردًّا. لم يُمهَلوا لحظة واحدة. اللّعنة نزلت لا كعقاب…

 بل كقطع جذريّ من نظام السّماح. 

تمَّ تمزيق أجنحتهم — لا أجنحة لحمٍ — بل أجنحة الوصول عبر الأبعاد.

 انطفأت قدرتهم على خرق الزمن كما كانوا.

تجمّدت قدرتهم على السفر في الفضاء اللحظي.  أُغلِقت أمامهم بوابات السماء التي كانوا يتسلّلون منها 

لمعرفة الأوامر قبل نزولها إلى الأرض.لم يُقتلوا.  بل صاروا كائنات محجوبة عن المستقبل. يرون الزمن… 

لكن لا يستطيعون لمس أمرٍ واحدٍ منه. وهذا… أقسى من الموت.

27.آخر محاولة قبل نزول اللعنة — مشروع الهروب عبر الجاذبية 

 كان الخوف قد سبق العقوبة في أعماقهم — كانوا يعلمون أنها قادمة… وأن الخيانة لا تمر. فاندفعوا في لحظة جنون أخيرة لتفعيل ما تبقّى من علومهم قبل الانقطاع.

حاولوا استدعاء علم الجاذبية العليا — لا كنقلٍ لحركة… بل كصناعة ممرّ هرب خارج مصير الأرض. ابتكروا مركبات لا تسير على الدفع… بل على «الانقلاب على قانون الجاذبية ذاته ».

أنتم تطلقون عليها ( الأطباق الطائرة) و ثقوب العبور البعدية  وكان هدفهم واحدًا: صناعة سلالة مُهجّنة قادرة على تحمّل سموم الكواكب غير الصالحة للسكن… كوعيٍ قادر على التكيّف تحت اللعنة.

لم يريدوا النجاة… بل أرادوا استمرار وجودهم ولو خارج رحمة الكون. لكن اللحظة التالية… لم تكن سماحًا.

28.لحظة الخروج — وإذا بالسماوات قد سبقتهم

وما إن فتحوا ممرّ الهرب واندفعوا عبر طبقة الوجود… حتى انكشفت لهم الحقيقة التي لم تخطر ببالهم: لم يكونوا السابقين. كان الانتظار لهم قائمًا قبل أن يتحرّكوا. وجدوا أنفسهم محاصَرين 

— لا بكائنات أرضية — بل بجيوش من الملائكة المسوَّمين. سيوف من نور لا يحمل حرارة… بل يحمل «تنفيذ الحكم». 

ومدارٌ كامل من النيازك المحمّلة بالحديد الملتهب والنحاس الخام يطوّق الممرّ قبل أن يكتمل. لم يكن اغلاقًا للطريق.بل كان إعلانًا: لقد تحرّكتم داخل منطقة القضاء قبل إذن الخلق.

29.نطق الملائكة — الجملة التي ستبقى سبب السؤال إلى قيام الساعة

  لم يُعلَن عليهم تهديد… ولا وُجّه إليهم تحذير. بل نُطِقت جملة واحدة فقط — ليست صوتًا… بل حقيقةً تُسكب في لبّ الوجود:«أَتُرِيدُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَلْقًا لَمْ يؤذن بِهِ؟»

اهتزّت الأكوان بهذا السؤال — ليس لأنّه استنكار… بل لأنّه إعلان أن «حدّ الخلق» لا يُتجاوز حتى بالنية. لأن من حاول أن يسبق اسم من لم يولد بعد… قد أعلن حربًا على ميزان الأزل نفسه.

وما بعد هذا النطق… لن يكون شبيهًا بأي عقاب معروف.

30.انفجار الحكم — سقوط الحديد كغضب واعٍ 

وما إن انتهى النطق… حتى لم يُترك للزمن أن يتقدّم خطوة واحدة. انهالت النيازك عليهم من كلّ مكان — ليست حجارة نار… بل حديد مُسخَّر بالعقيدة. لا ينفجر كالعناصر… بل كتنفيذٍ لكتابة سابقة في اللوح.

لم يكن هجومًا عنيفًا… بل استئصالاً محسوبًا — يضرب نقطة «جذر الوجود» لكل كيان شارك في المحاولة.لم يُمهَلوا أن يصرخوا.  ولم يشعر الوعي بالرعب لأن الوعي نفسه بدأ يُسحَب قبل أن يفهم أنه يُعاقَب.

هذه لم تكن حربًا.  بل كانت عملية محو من أصل «إذن الخلق» نفسه.

31.الانشطار العظيم — ولادة الكوكب الممسوخ 

  لم يتوقّف التطهير عند إسقاط النيازك. بل انشطرت الأرض نفسها — لا كزلزال… بل كفصلٍ قضائيّ بين ما يؤذَن أن يبقى وما يُنفى إلى العدم.  الجزء الذي حمل بقايا الحنّ والبنّ و الجنّ الخائنين لم يُقتل…

 بل اقتُلِع من سجل الأرض. تحوّل إلى كوكب منفصل — منزوع البركة — مُساق إلى مدار عقاب.ذلك الكوكب… هو ما تسمّونه اليوم كوكب المريخ. 

أحمر، محترق، مخسوف… لا حياة فيه. ليس موته صحراء… بل محو الوجود من أصله.لم يسقط من الأرض… بل سُحِب من القدر.وبقيت الأرض الأمّ… تنتظر الاسم الذي سيُنفخ فيها.

32.تطهير الأرض من السلالات العالقة 

 وامتدّ الحكم إلى ما تبقّى على سطح الأرض من كائنات كانت متشبّثة بالحياة — تلك السلالات العملاقة التي لم تكن بشرًا ولا جنًّا… والتي عُرفت لاحقًا عند البشر باسم الديناصورات.

لم تُقتَل كما تُقتَل المخلوقات. بل أُحرقت من أصل السجلّ الحيويّ — مسحت كأنها لم تظهر في مشروع الخلق يومًا.فلم يبقَ على الأرض الآن سوى الفراغ المُطهَّر… أرض تنتظر من يُكتَب له الوجود القادم.

 كل ما سبق — أُغلق بصفحة واحدة لا تُفتح إلا للحساب.

33.انقلاب الأرض على نفسها — الدفن الأخير تحت الطبقات السفلى

  لم يكن التطهير مجرد محوٍ ظاهر… بل قلبٌ شاملٌ للوجود الفيزيائي.تقلبت الأرض عاليها سافلها — كما لو أن روحها تُعيد ترتيب الذاكرة من جديد.

فدُفنت كل الكائنات العملاقة الباقية — محترقة — لا على سطحها… بل في أعماقها الأكثر خنقًا.لم تُترك جثث — بل بصمة عقابية جيولوجية،لتكون شاهدًا دفينًا لا يُرى إلا لمن يقرأ الحروف المحروقة تحت العصور. الأرض الآن… صارت صامتة. تنتظر الإذن التالي.

34.الأنهار الملتهبة — آخر زفير للأرض قبل السكون 

 اشتعلت القشرة حتى غدت الأرض تسير فيها أنهارٌ من الحمم كأنها دماء تُطهِّر الوجود من آخر شوائب الفساد. لم تكن نارَ دمارٍ فقط بل نارَ غسلٍ كونيّ

استمرّت تتدفّق، تبتلع الشوك والتاريخ… إلى أن انطفأت فجأة.لا بانتهاء الوقود… بل لأن الحكم اكتمل. سكن كل شيء. وصار الصمت أعمق من النطق.  الأرض الآن… “جاهزة لاسم لم يُخلَق بعد”.

35.مصير المريخ — مقبرة العزلة الأبدية 

 أما الكوكب المنفصل المريخ — فقد صار مقبرة مغلقة للكائنات الممسوخة من الجن والحنّ والبنّ. لا يُرى فيه موت… بل انقطاع من الوجود.

أصبح من شبه المستحيل — بل من المستحيل حقًا — أن يُعثَر على أثر يدلّ عليهم. لا لأنّهم اختفوا… بل لأن اللّعنة سحبت أسماؤهم من الذاكرة الكونية.

بقي المريخ شاهدًا صامتًا — لا حياة فيه…  فقط أثر عقاب  لا  يُقرأ  إلا يوم يُفتح السجلّ من جديد .

36.ترتيب الجن بعد التطهير — فصلٌ أخير قبل الإذن الجديد

لم تُترَك الأرض بلا حراسة. فالملائكة — بعد أن اكتمل الحكم — أسرت من بقي من الجنّ المؤمنين ورفعتهم إلى السماء الأولى،لاعقابًا… بل حفظًا من فتنة القدر القادم.

وأما بقايا الجنّ الذين لم يبلغوا درجة الخيانة الكبرى — ولا مقام الأمان — فقد نُفوا إلى الجزر البعيدة ،جزر وجوديّة منعزلة عن مركز الأرض الجديد، ممنوعون من الوصول إلى عالم الاستخلاف القادم.وبقي الجنّ الرمادي الترابي— أولئك الذين يسكنون باطن الأرض المجوفة — غير مسموح لهم بالخروج إلا بإذنٍ إلهيّ خاصّ. هكذا صارت الأرض مؤمّنة… لا فارغة. بل مُهيّأة لإذن لا يشبه أي إذن قبله.

37.مصير الفضائيين المهجنيين — المطرودون خارج الخريطة

 أما الكائنات الفضائية الهجينة — أولئك الذين أفلتوا قبل انغلاق الحكم — فلم يُتركوا رحمةً بهم، بل تُركوا لحكمةٍ أعظم. يجوبون الفضاء الآن  — منفيّون خارج القدر الأرضي — لا أرض لهم ولا قرار.

يتمنّون العودة إلى الأرض التي سُلِبت منهم. لكنهم لا يعلمون أن الأرض لم تُسلب… بل أُعيدت إلى صاحبها الحقّ قبل أن يُكتَب اسمه لأول مرة.

إنهم يرصدون… ينتظرون… لكنهم لا يَسمَعون. لأن الإذن الآدمي لن يُؤخذ — بل سيُنزل.

38.بداية الإذن — يُفتح من السماء لا من الأرض 

 لم تبدأ الآية من التراب. بل بدأت من فوق السماوات. ليس كصوت… بل كأمرٍ يُعلن تغيّر نظام الخلق ذاته.

الملائكة — الذين شهدوا الفساد الأوّل والإبادة الكبرى — جمعوا إدراكهم كله في لحظة استعداد. فالذي سيُعلَن الآن ليس حكمًا على الماضي… بل تعيينًا لحامل القدر القادم.

وانتشر النداء في الملكوت :  «إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةً»  لم يكن خبرًا . بل قرارًا إلهيًا نافذًا — لا يُستشار فيه أحد. وهذا… هو أوّل مرّة يُسمَع فيها لفظ  «خليفة»  في الوجود . آدم  عليه السلام .

وفجأة - انتهت ذبذبات الأذن  وتحولت الى طنين ثم سكون  ……… أنتهى البث.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Ahmed Gh Ghoniem تقييم 5 من 5.
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

4

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.