جثة تحت السيراميك”

جثة تحت السيراميك”

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

جثة تحت السيراميك”

image about جثة تحت السيراميك”

كنا بنكسر سيراميك الحمام من يومين وبنركب سيراميك جديد، وقبل ما الصنايعي ينتهي من شغله جوزي اختفى وقفل تليفونه، اتصلت بيه مرة واتنين وعشرة لكن التليفون فضل مقفول، والصنايعي خلص شغله وبدأ يطالبني بالأجرة بتاعته لحد ما اضطريت أديله فلوسه من معايا وخليته يمشي..

وفضلت على مدار يومين كاملين بحاول أوصله لكنه مكنش موجود، اتصلت بأهله وبلغتهم وعملنا محضر بغيابه وسألنا كل معارفه لكن مكنش له أي أثر، لدرجة إني كنت بلف على المستشفيات بنفسي وبوصف شكله لأصحاب المحلات في الشوارع لعل وعسى حد يكون شافه أو هيشوفه، لكن للأسف كل ده مجابش أي نتيجة..

جوزي اختفى وكأننا جوة فيلم عربي مالوش جزء تاني، وبعد تلت أيام كمان كنت فقدت الأمل تمامًا وحسيت إن قلبي اتكسر، مزيج ما بين الخوف والرهبة والضياع، يمكن لو كان مات واتدفن قدامي كان الشعور بقا أقل من كدا، لكن دلوقتي أنا متدمرة زي ما بيقولوا وكل حاجة قدامي عبارة عن سواد، لحد ما نمت في ليلة وبدأت أسمع زي صوت مكتوم جاي من مكان بعيد..

كأن حد متكمم وبيحاول يطلع صوت بالعافية، ورغم سماعي للصوت إلا إني كنت حاسة بشلل، وكأن فيه حاجة تقيلة أوي قاعدة على صدري ومنعاني حتى من الحركة أو الكلام، حاولت أقاوم الشعور بالعافية لحد ما قدرت أتحرك في النهاية، وكان لسة الصوت موجود مش عايز ينتهي، قمت أدور في كل مكان لكن موصلتش لأي حاجة، لحد ما بدأت استوعب المصيبة.. 

 

الصوت كان جاي من الحمام، لوهلة كنت فاكرة إني بتخيل لكنه فعلًا كان جاي من جوه، فتحت باب الحمام وأنا حاسة برعب غير طبيعي، فتشت يمين وشمال، كل حاجة طبيعية، حتى الصوت اختفى، تمالكت نفسي بالعافية وقفلت باب الحمام كويس وكل حاجة نوعًا ما انتهت..

لكن في الليلة التانية بدأ يتكرر نفس الموضوع، صوت مكتوم جاي من الحمام، ونفس الجاثوم الغريب اللي بيهاجمني، ولما دخلت الحمام المرة دي بدأت أشم ريحة غريبة، ريحة عمري ما شميت زيها في حياتي، هي مش ريحة وحشة بس مش مفهوم مصدرها، وبدأت ألاحظ في سيراميك الحمام إن فيه مية أو سائل لزج بيسرب منها..

حسيت بالقلق أحسن يكون السباك كسر ماسورة صرف أو بوظ حاجة، مسحت الحمام وأنا قلقانة وعدت الليلة بدون أي مشاكل تانية، لكن في الليلة التالتة اتكرر نفس الموضوع، صوت مكتوم، ومية بتسرب، وبدأت تظهر معايا حاجة أغرب بكتير، السيراميك نفسه بتاع الحمام كان بيظهر فيه انتفاخ من نص الحمام، شكله كان صغير لكنه كان واضح جدًا، حاولت اتصل بالراجل اللي ركبلي السيراميك لكن تليفونه كان مقفول، وفضل تليفونه مقفول طول اليوم ومكنتش عارفة أوصله.. 

 

ومع الأيام بدأ الانتفاخ ده يزيد، السيراميك بيطلع لبره، الريحة بتزيد، والسائل بيخرج أكتر وأكتر، وبدأ الخوف يسيطر عليا وحسيت إن الراجل ده فعلًا كسر ماسورة الصرف أو عمل شغل غلط، اتصلت بيه كتير وبعتله رسايل لكنه مكنش بيرد عليا إطلاقًا، وبعد يومين كان الانتفاخ وصل لمرحلة مُخيفة ومكنتش عارفة أتصل بمين ولا أعمل أيه..

ونمت في ليلة من التعب، وسمعت من بعيد صوت مفاتيح البيت، كان نفس صوت جوزي وهو بيفتح الباب، حسيت إني قمت وفضلت أسأل فيه هو كان فين وأيه سبب اختفائه ده، لكنه مكنش بيرد عليا أبدًا، صمت غريب أوي، ولقيته دخل على الحمام ووقف فوق الانتفاخ وبدأ يزعق بأعلى صوته ويقولي:

ـ أيه ده!!

ـ أيه ده!!

 

وصحيت من نومي مفزوعة، ضربات قلبي بتسابق الريح، جسمي كله بيترعش، روحت على الحمام لقيت أكتر من سيراميكة اتخلعت من مكانها، والريحة بقت لا تُطاق، ريحة تخليك تفقد الوعي من شدتها، ولقيت نفسي بدون وعي بخلع السيراميك كله، جبت الشاكوش وبدأت أكسر وأكسر..

كنت زي المجنونة، وكأن جوايا رغبة إني أعمل ده، فيه ضغط نفسي جوايا مُرعب، وفضلت أكسر وأكسر لحد ما ظهرت الجثة، جثة جوزي، والحقيقة أن متصدمتش بقدر ما بكيت وندمت، ندمت على أقذر حاجة عملتها في حياتي.. 

 

حصلت بيني وبين الصنايعي بتاع السيراميك علاقة آثمة، اتعلقت بيه واتعلق بيا، وكان بيجيلي الشقة بدون عِلم جوزي، عرفته لما جالنا في مرة ومقدرتش أشيل عيني من عليه، وهو كمان ما صدق وفضل معايا سنتين كاملين، لحد ما الشيطان أغوانا ناخد كل حاجة..

نتخلص من جوزي، ناخد فلوسه كله بالشقة، ونتجوز أنا وهو، ورسمنا خطة شيطانية مع بعض، بدأت أكسر السيراميك بطريقة تخليه يتخلع من مكانه كل شوية، عشان أجبر جوزي يجيب صنايعي ونعمل سيراميك جديد، وفعلًا جبنا السيراميك وهو كان الصنايعي، وهو قالي إنه هيعمل كل حاجة.. 

 

هيشيل السيراميك كله، هيتخلص من جوزي، وهيدفنه تحت السيراميك، أحنا دور أرضي والموضَوع سهل، وفعلًا اختفيت أنا طول وقت الشغل، وهو غدر بجوزي وخلص عليه، ودفنه وركب السيراميك، واتفقنا إنه مش هيرن عليا أبدًا وهيقفل تليفونه لحد ما كل حاجة تهدى، بس مكنتش أعرف اني هحلم بكوابيس، وإني هشوف جوزي، وإن السيراميك هيخلع والريحة هتخرج، وإني هحس بالرسالة الغريبة اللي بتطاردني وبتقول طلعيني من هنا..

أيوة أنا فهمت الصوت المكتوم، كان بيطلب مني أطلعه من هنا، وقتها تليفون السباك اتفتح، طلبت منه يجي فورًا لأن الجثة خرجت من مكانها، بس اللي متوقعتوش إنه هيبعني ويشتمني ويقفل تليفونه خالص، ومش بس كدا ده هرب من البلد كلها وسابني أواجه مصير مرعب.. 

 

٤٨ ساعة قاعدة جمب الجثة بهذي لحد ما الريحة خرجت والجيران بلغوا الشرطة، اتقبض عليا وخدت حكم بالإعدام، بس اللي أنا فيه حاليًا أشد من الإعدام، أنا عايشة في جحيم، جنون، وكوابيس لا تنتهي، ولو ليا كلمة أخيرة هقولها لكل ست وراجل، حافظوا ع بيوتكم، الشيطان مش هيحب أكتر من إنه يخربها، وأول حاجة بتخرب البيوت هي الخيانة..

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
محمد فرج تقييم 0 من 5.
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.