الطبيب الشبح عاد بقوة
# **د. فريتز… الطبيب الشبح

قصة لن يستوعبها عقلك**
لم يكن خوسيه يعلم أن حياته التي أنهكها الألم ستتحول إلى أسطورة، وأن اسمه سيُروى لعقود باعتباره الرجل الذي تلبّسه *طبيب ميت*.
لكن البداية كانت أبسط بكثير… وبالغة القسوة.
## **الفصل الأول: السقوط في الظلام**
كانت ثلاثة أعوام كاملة كافية لتحطيم أي إنسان…
صداع ممزق لا يهدأ، أطياف تظهر في الأركان، ظلال تتحدث بلغات لا يفهمها، ورؤى تطارده بمجرد أن تغفو عيناه.
وفي تلك الليلة المنهارة، وقف خوسيه أمام الطبيب كمن يتشبث بآخر خيط في الحياة.يداه ترتجفان، وصوته يتقطع وهو يقول:— *“لم أعد أستطيع يا دكتور… لا طعام ولا شراب… حتى النوم صار سجناً… أرجوك خلّصني.”*حاول الطبيب تهدئته، ربت على كتفه، وكتب له وصفة مكررة لعشرات الأطباء قبله، تلك الوصفة التي عرف خوسيه أنها لن تغير شيئاً.
خرج من العيادة وهو يدرك أن لا أحد يفهمه… وأنه وحيد أمام ما يحدث في داخله.ومع مرور الشهور، توقف عن المقاومة.
صار يتعايش مع الكوابيس وكأنها ضيوف دائمون، ويستقبل تلك الهمسات الغريبة التي يسمعها من حوله وكأنها جزء من هواء الغرفة.حتى جاءت ليلة العاصفة.
## **الفصل الثاني: الحلم الذي لم يكن حلماً**
عام 1950…
نام خوسيه من فرط الإرهاق، لكن نومه لم يكن راحة.
وجد نفسه في ردهة طويلة، جدرانها بيضاء باردة، تتردد فيها أصداء خطواته. وفي نهايتها باب ضخم مثل أبواب غرف العمليات.ودفع الباب بتردد.
وفي الداخل… تجمّد الدم في عروقه.طاولة جراحية يفترشها رجل مفتوح الصدر والبطن، أحشاؤه مكشوفة في مشهد يفوق احتماله.
أطباء كثيرون يتحركون حوله، ممرضات بوجوه جامدة، لكن شيئاً واحداً كان مرعباً بحق:لم يكن أحد منهم يراه.إلا رجل واحد.طبيب مسن، أصلع الرأس، طويل القامة، يحمل في عينيه بريقاً مخيفاً… بريق ليس لإنسان حي.رفع رأسه، وحدّق مباشرة في خوسيه، ثم تحدث بلغة غريبة، تلك الهمسات نفسها التي يسمعها خوسيه كل ليلة.ورغم عدم معرفته للألمانية… فهم كل كلمة.— *«أنا أدولف فريتز… طبيب ألماني ولدت في ميونخ…»*ومن هنا بدأت الحكاية التي بدت كأنها تأتي من وراء العالم.
## **الفصل الثالث: الطبيب الذي مات ولم يرحل**
سرد الطبيب الشبح قصته:
طفولة مأساوية… انتقال إلى بولندا… وفاة والده ثم والدته… صراع للبقاء…
وبعد سنوات، ليلة سوداء يدخل فيها ضابط عسكري بابنته المحتضرة. حاول فريتز إنقاذها… ففشل.
غضب الأب… تهمة كاذبة… سجن مرعب وتعذيب لا ينتهي.لكن داخل السجن، كان فريتز يعالج المرضى بلا ملل، حتى ساعده بعضهم على الهرب.
عمل في إستونيا… ثم اندلاع الحرب العالمية الأولى.
أصبح طبيباً للجنود، وفي إحدى الليالي، وهو يزحف لإنقاذ جندي… سقطت قذيفة.ومات.توقف فريتز لحظة، ثم قال بصوت كأن الريح تحمل ذبذباته:— *«نعم… جسدي مات، لكن روحي لم تمت. ما زلت أريد إنقاذ من يمكنني إنقاذه. لكني… بلا جسد. لهذا اخترتك.»*ارتج خوسيه من الرعب:— *«لست أنا! لن أسمح لك!»*صرخة شقت الحلم… وأيقظته.
استيقظ وهو يركض في الشارع كالمجنون، يكاد يفقد عقله، والناس ينظرون إليه كمن ابتُلي.لكن الصداع… اختفى.والهمسات… أصبحت واضحة.
## **الفصل الرابع: التلبُّس**
مرّت أيام، وفي داخله صراع بين الخوف واليأس.
ثم جاء اليوم الذي انهارت فيه مقاومته.
رفع رأسه إلى السماء كأنه يستسلم لقدر لا مفر منه:— *«افعل ما تريد… لقد تعبت.»*وفي اللحظة نفسها تقريباً، كان زميله المصاب في قدميه يمر بجانبه بعكازين.
نظر إليه خوسيه نظرة غريبة، ثم قال له:— *«اترك العكازين… وامشِ.»*ضحك الرجل في يأس، لكن خوسيه انتزع العكازين من يديه فجأة.
ارتبك المصاب، ظن أنه سيقع…
لكنه لم يقع.بل مشى.مشى بخطوات ثابتة كأن قدميه لم تُصَابا يوماً.وتغيّر كل شيء.
## **الفصل الخامس: الجراح الذي بلا مشرط**
سرعان ما انتشرت الشائعات:
خوسيه يعالج المرضى دون أن يفهم أحد كيف.
وفي اليوم التالي، كانت جارة خوسيه تحتضر بسرطان الرحم، والجميع يستعد لتوديعها.لكن خوسيه وقف فجأة…
تخشّب جسده، تساقط العرق بغزارة، وبدأ يتحدث بالألمانية بطلاقة مرعبة.ثم أمسك بسكين مطبخ… وغرسه في بطنها.صرخ الجميع، وعمّت الفوضى، وساد الاعتقاد بأنها ماتت.
لكن بعد دقائق…
فتحت المرأة عينيها، وجلست تطلب الماء والطعام.الجرح لم ينزف سوى القليل، ولم يظهر عليه أي تلوث.ومنذ تلك اللحظة… أصبح خوسيه ظاهرة.
## **الفصل السادس: عشرون عاماً من اللامعقول**
كان خوسيه كلما بدأ علاجاً جديداً يدخل في حالة شديدة غريبة؛ يتشنج ثم يتحدث بلسان ألماني لا يعرفه، وبعدها يجري عمليات دون مخدر ولا مطهرات، مستخدماً أدوات بدائية.ومع ذلك:* لا تلوث
* لا نزيف
* لا مضاعفات
* والجرح يُغلق سريعاً بشكل عجيب
مئات المرضى مرّوا بين يديه.
أطباء من دول أجنبية حضروا لمشاهدته.
صحف عالمية كتبت عنه.وكان التفسير الوحيد دائماً…د. فريتز.
## **الفصل السابع: النهاية التي تنبّأ بها الشبح**
قبل أيام قليلة من موته… تغيّر خوسيه.
كان شاحباً، صامتاً، كأن شيئاً ما يتربص به.وفي إحدى الليالي قال لمن حوله:— *«فريتز عاد… أخبرني أن المهمة انتهت. قال إنني سأموت قريباً… بحادث.»*ضحكوا ظناً أنه يهذي.لكن بعد أيام قليلة فقط، اصطدمت سيارة مسرعة بخوسيه…
ومات فوراً، كما قال الطبيب الشبح.وبموته… سقط الستار على حكاية استمرت عشرين عاماً.
## **الفصل الأخير: إرث لا يُصدق**
تحولت قصة خوسيه أريغو ود. فريتز إلى لغز عالمي.
صُوِّر فيلم برازيلي يوثّق الأحداث، واعتمد على شهادات القرية والممرضين والمرضى الذين شاهدوا المستحيل.لكن رغم الأفلام والتحقيقات والطب والعلوم…
لا أحد حتى اليوم يستطيع تفسير ما حدث.هل كانت موهبة خارقة؟
هل كانت حالة نفسية معقدة؟
أم…
هل كان فعلاً طبيباً شبحياً يبحث عن جسد يستكمل به مهمته؟القصة تُروى…
والإجابة ما زالت عالقة بين عالمين.