مقالات اخري بواسطة علي شريف
حياه مخترق (هاكر)

حياه مخترق (هاكر)

0 المراجعات

 

 

 

مش أول مرة أعملها في بنت، بس أول مرة ألاقيها ما تستاهلش.

كالعادة جاتلي رسالة على أكونت الفيسبوك ال Fake 
اللي بستقبل عليه الطلبات.. لقيت واحد بيقولّي إن فيه بنت عاوز يدمرلها مستقبلها بأي شكل.. وعاوزني أساعده. قلتله تمام، إديني صورتها وحسابها، وسيب الباقي عليا.

في الغالب اللي بيكلمني عشان أجيبله حقه من حد تاني هو كمان بيتكلم من حساب Fake
لكن الغريبة إن ده مكانش هامُّه.. بعتلي من حسابه الشخصي. شاب طول بعرض، شكله غني وابن ناس.. بيشتغل في مكان محترم ومعروف. 
لكن اللي لفت نظري هو إن البنت اللي بعتلي حسابها، وكمان صورتها، كانت عاملاله تعليق من 3 أيام على صورته: 
"بحبك يا أغلى حاجة في حياتي"

هو كمان كان بيرد عليها وبيقولها: "إنتي حياتي كلها."

مش سهل أعرف كل حاجة عن الناس اللي بتعامل معاهم، لكن الفضول خلاني عاوز أعرف ليه الراجل ده عاوز يدمر واحدة هو المفروض إنه بيحبها..

لقيته بيقطع أفكاري وبيقولي: 
"هبعتلك 15 ألف جنيه مقدم، وزيهم لما تفرح قلبي فيها."

ساعتها اتضايقت، كانت أول مرة تحصللي إن فيه بنت تصعب عليا، كنت شايف إنهم يستاهلوا اللي بيحصلهم. 
قلتله تمام، وبعد ربع ساعة وصلتني الفلوس..

تممت الإتفاق، ولقيته بيقولّي إنه مش عاوز يعرف أي حاجة، المهم إن الموضوع ينتهي بسرعة ومحدش يعرف إنه ليه دخل بالموضوع.

زي عادتي أخدت احتياطي، سكرين شوت لكل الكلام، تسجيل لكل حرف. وشيلت كل حاجة في ملف جديد خاص بزهرة. 
دخلت شفت صورها، إصحابها، تعليقاتها، اتسحبت جوه حياتها 4 ساعات محسيتش بيهم.. 
أنا بكره الستات، وتاريخي حافل بمصايب سببوها ليا، وانتقامي اللي وصل إني مش بس بقيت بساعد غيري ينتقم منهم، أنا كمان بقيت الإيد اللي بينتقموا بيها، والعقل اللي بيدبرلهم.. عشان كنت مقتنع إن الرجالة غلابة.

لقيت حسام اللي بعتلي الأوردر، موجود في كل صورها، علاقتهم تبان فعلا قوية وصادقة. 
كلمت البنت على تليفونها اللي زودني حسام بيه. 
قلتلها إنها كسبت أكل لقططها لمدة 6 شهور، وكل اللي محتاجينه منها إنها تعمل لنا إعلان بسيط عندها.

استغليت إن فيه صور لقطتها معدية ال 3000 لايك. 
ودخلتلها من حوار إنها ممكن تعمل دعايا لشركة مستلزمات حيوانات أليفة. 
فرحت أوي وشكرتني.. وقالتلي إنها موافقة

اتكلمت معاها في التليفون، وحسيت إني بكلم طفلة.. 
يا إما هي فعلا بريئة أو بتستعبط..

بدأ حسام يبعتلي ويستعجلني، ويسألني وصلت لفين.. وأنا كنت بتشد لزهرة أكتر مع الوقت. 
اتقابلنا، ودي عمرها ما حصلت بيني وبين أي واحدة عميل عندي قالي عليها.

لقيتها بتقولّي إنها هتخصص نص الهدية دي لقطط الشوارع، وإنها بتحب تنزل بنفسها وتأكلهم. 
قلتلها إني مستعد أعمل كده معاها.. واشتريت بفلوس حسام كلها أكل للقطط.

كنت بخرج مع زهرة كل يوم، بشوفها وهي نازلة وبتضحك أول ما تشوفني واقف مستنيها، بشوفها إزاي بتتحول لما تشوف قطة شِبعت بعد ما كانت جعانة.. بشوف إزاي الحيوانات بتتعامل معاها وحواليها، كإنها أمهم!

يمكن لو هي إنسانة مش كويسة، ممكن تخدع حسام، وممكن تخدعني.. لكن مستحيل حد يقدر يخدع حيوان. يمكن عندهم رادار مش عندنا كبشر، يقدر يميّز كويس مين وحش ومين لا..

سألتها: "هشوفك بكرة؟" 
قالتلي: "لأ أنا اللي هشوفك، لو تحب يعني بكرة خطوبتي."

معرفش ليه اتضايقت وزعلت، وأنا أصلا بتعرف عليها عشان أبوظلها حياتها، وخدت فلوس عشان أعمل كده..

قلتلها مبروك.. لقيتها قامت فاتحة الموبايل بتاعها، وقالتلي: "ده خطيبي.. حسام.." هنبسط أوي لو جيت بجد..

اتصدمت شوية، ودعتها، ومشيت روحت البيت.. 
كان دماغي فيها 100 سؤال. 
ليه واحد عاوز يأذ.ي خطيبته؟ ليه حد ممكن يبقى عاوز يضر واحدة زي زهرة!؟

كانت أليفة أكتر من القطط حتى! 
دخلت على حساب حسام، قررت أبعتله رسالة، رغم إنه حذرني قبل كده إني أستنى لما هو اللي يبعتلي..

لكن كنت عاوز أنهي الموضوع ده. 
بعتله وقلتله:

"أنا مش هعمل الحوار ده، هرجعلك فلوسك، شوف تحب أبعتهالك إزاي."

بعد 5 دقايق لقيت رسالة:

"مش فاهم حاجة! مين معايا؟ وفلوس إيه؟"

فضلت باصص في الرسالة ومش فاهم اللعبة اللي بيلاعبني بيها.. 
قلتله ممكن نتكلم تليفون؟ 
لقيته بيقولي تمام..

استغربت أكتر، قبل كده كان بيرفض عشان مش عاوز أي حاجة تتمسك عليه..

اتكلمنا، لقيته مش فاهم أي حاجة بقولها.. وساعتها اكتشفت إن اللي كان بيبعتلي شخص تاني.

فهمت وقتها ليه اللي كان مأجرني ودافعلي عشان أضر زهرة، كان بيتكلم من حساب حقيقي. 
فيه حد كان عاوز يدبس الراجل ده في مصيبة.. ويفرق بين الاتنين.. 
يضرب عصفورين بحجر واحد..

بدأ يجيلي شغل تاني، اللي حاببني أكلم بنت، وأقرب منها لحد ما يبقى عندي حاجة أمسكها عليها، وبعدها هو يستخدمها زي ما هو عاوز. 
واللي عاوزني أساوم مراته على ورثها من أبوها، وقالي إخترعلي طريقة تخليني أمسك فلوسها. 
واللي عاوز يأدب خطيبته اللي سابته، وترجعله وتتحايل عليه..

كان عندي طرق كتير كلها بنت حرام وما تخطرش على بال الشيطان نفسه. 
لكن فجأة كرهت اللي أنا بعمله..

كنت منحاز للرجالة، دايمًا من غير تفكير بساعدهم في حربهم ضد الستات.. 
لإني كنت بحس وقتها إني بنتصر لنفسي قبل منهم..

لكن زهرة غيرت تفكيري.. 
دي خطورة الست لما تكون جميلة، وبريئة. بتقدر فعلا تصلّحك مهما كانت الحياة عملت فيك..

قررت إني أقلب الموازين، وأوصل للي كان دافعلي.. 
عملت تتبع لعملية الدفع اللي حصلت، كانت من حساب متسجل بإسم حسام نفسه..

بدأت أفكر إنه يا إما تراجع وعرف إني قربت من زهرة، وخاف.. 
أو إنه فعلا مالوش دخل، وفيه حد يقدر يستخدم حساباته على السوشال ميديا وكمان حساباته المالية..

قررت أروح الخطوبة، كان لازم أبذل مجهود شوية.. وأصبر عشان أقدر أكشف الحقيقة..

كنت شايف الواد واقع لشوشته مبسوط وضحكته من الودن دي للودن دي، ما بطلش يبصلها ولا بعد عينه عنها.. استبعدت إنه يكون بيفكر حتى يأذي نملة.. 
حاولت أتعرف على اصحابهم، قرايبهم.. 
لحد ما لقيت واحدة على البار عمالة تشرب بشراهة.. كانت عينيها مدمعة.. 
قلت هي نفس الحكاية المعتادة..

واحدة بتحب حسام، ومكانتش عاوزاه يحب غيرها.. فحبت تنتقم منه ومن خطيبته..

حاولت أتعرف عليها، كان واضح إنها متضايقة.. قلتلها: 
"إنتي لو الإكس بتاعته مش هتشربي بالشكل ده.. بالراحة شوية!"

بصتلي بقرف وقالتلي: "أنا مش بشرب عشانه هو.."

حسيت إني مش عارف أنطق من الصدمة، وقلتلها يعني إيه؟

وقبل ما ترد، حصلت كارثة في المكان.. النور فجأة ضرب، خناقة قامت ومحدش شايف حاجة.. فضلنا 10 دقايق كلنا في حالة هلع..

الأمن فين مش فاهم؟ وإزاي مكان زي ده يحصل فيه كده!

بعدها النور رجع، وكلنا كنا مصدومين.. زهرة كانت سا.يحة في د.مها

_____________________________________

حسيت وقت ما شفتها كإن فيه س،كينة اتغرزت في ضهري، إتشليت ومكنتش قادر أتحرك، أو أدي أي انطباع، أو حتى أنطق.

الزمن وقف حواليا، وبدأت الإسعاف تيجي، ناس كتير كانت مصابة، منهم اتنين شباب من الأمن. وزي ما كنت حاسس، حسام كان إحساسه أضعاف اللي أنا حاسُّه.

رحت على المستشفى، اضطريت إني أعوّر نفسي، عشان يسمحولي أفضل هناك، من غير ما أثير الشك. 
زهرة كانت في العناية المركزة. وحسام وقع من طوله، وأهلها اللي مكانوش موجودين في الإحتفال عشان زي ما قالوا دي احتفالات شبابية مش مناسبة ليهم، كانوا موجودين في الكوريدور.

لمحت البنت نفسها اللي كانت واقفة على البار، كانت غير كل اللي واقفين أو قاعدين.. ملامحها غير ملامحهم. 
الكل مضغوط، مذهول، في حالة غضب وحزن. أما هي فكانت لسه عينيها بتلمع من الدموع اللي حابساها، ونظراتها ميتة، مفيش فيهم أي دهشة أو شعور محدد..

لمحتني وبعدها لقيتها بتبعد عن بقية الناس.. وحسيت إن نظرتها السريعة ليا، كانت بتدعوني إني أفضل ماشي وراها لحد ما أفهم منها بقية الحكاية!

نزلت وراها، لقيتها قاعدة قصاد شباك في سلم الطوارئ الخلفي.. بتولع سيجارة وبتشربها.. 
قلتلها بدون أي مقدمات:

"ما رديتيش عليا، أبعتلك ال 15 ألف بتوعك فين؟"

كنت أول مرة أشوف حد مجنون أكتر مني.. قالتلي:

"إنت؟ بجد؟"

بصتلي من فوق لتحت بتحكم عليا، وكإني مش عاجبها.. 
وبعدها قالتلي: 
"أنا حذرتها، ما سمعتش كلامي.."

رديت وأنا حاسس إني مش فاهم حاجة، دايمًا حاسس إن كل اللي حواليا أغبيا، لكن قدامها كنت حاسس إن أنا اللي غبي..

سألتها: "إنتي عارفاني؟ قصدي يعني.. عارفة أنا بعمل إيه؟"

فضلت باصة قدامها، وكإني مش مهم، ولا موجود.. وردت:

"أنا اللي قلتلها عنك.."

- يعني إيه؟ هي كانت عارفاني؟ 
- زهرة هي اللي كانت بتبعتلك.. هي اللي كانت مأجراك 
- وهي هتعمل كده ليه؟ إنتي عارفة هي طلبت مني إيه؟ 
- عارفة كويس أوي.. إنت آخرك فضيحة، صور خليعة، مشكلة لحد في شغله، سرقة ميراث، أو حتى قصة خايبة بتضحك بيها على بنت ساذجة..

ساعتها حسيت بدراعي بدأ ينمّل.. مين دي، وإزاي عارفة كل ده عني! 
عمري ما استخدمت هويتي ولا صورتي، وكنت حريص إني أعمل كل مهمة وأنا بعيد تماما عن اللي بينفذوها.

لقيتها بتكمل وبتقولّي:

- وجودك في المستشفى مش كويس عشانك.. لازم تمشي.. إلا لو حابب إنهم  يدبسوك في اللي هيحصل. 
- إيه اللي هيحصل؟ أنا مش فاهم حاجة.. 
- كل اللي إنت محتاج تفهمه إن زهرة مش ضحية..

بصت لدراعي ومرة تانية بصتلي باستحقار.. وقالتلي: 
"عملت في نفسك كل ده عشانها؟" 
وقبل ما تختفي سمعتها بتقول بأسى: 
"Welcome to the club"

______________________________________________

كنت حاسس إني اتهزأت، ما فهمتش حاجة غير إن فيه حاجة أكبر هتحصل.. 
كنت فاكر زهرة قطة، بريئة.. لكن القطط بتخربش..

فتحت المراسلات اللي حفظتها قبل كده، واللي تمت بيني وبين حساب حسام اللي كلمني عشان عاوز ينتقم من زهرة..

وفتحت الرسايل بيني وبين زهرة لما كنا بنتقابل كل يوم وبنتفق نخرج سوا..

لكل شخص بصمة مميزة في طريقة كتابته وكلامه، مستحيل إتنين يغلطوا نفس الغلطات الإملائية. ويستخدموا علامات الترقيم، أو طريقة الكتابة وعدد الكلمات في كل رسالة، بنفس الشبه بالظبط.

بدأت أحلل كل الرسايل اللي وصلتني من اليوم ده، ولقيتهم فعلا متشابهين بنسبة 90% 
نفس الإيموجيز ونفس طريقة الكلام، وحتى طريقة نطق وكتابة الألفاظ اللي ليها أكتر من شكل..

اتأكدت إن زهرة هي اللي أجرتني فعلا عشان أدمرلها حياتها.. 
لكن ليه؟ ده السؤال اللي كنت مستني أعرف إجابته بفارغ الصبر..

____________________________

كنت عارف عنوان زهرة، وعارف إن أهلها كلهم في المستشفى، قررت أعمل حاجة مجنونة، وهي إني أروح بيتها في غيابهم، يمكن أقدر أفهم اللي بيحصل..

دخلت الشقة بصعوبة، لكن مغامراتي وأنا صغير ومستني أبويا وأمي يرجعوا من بره عشان يفتحولي نفعتني دلوقتي.. 
بعد محاولة نص ساعة، قدرت أفتح الباب.. ولما دخلت عيني وجعتني من اللي شفته! كانت كل حاجة منظمة بطريقة تضايق. كل الفرش والدهان أبيض.. كل الأجهزة مرصوصة بالشعرة في مكانها.. 
بدأت أشوف صور كتير لزهرة، شوية مع أهلها، وشوية مع بنت واضح إن علاقتهم ببعض وطيدة.. 
كانت نفس البنت بتاعة البار والمستشفى..

من حسن حظي إن اللي حصل بعد كده كان حاجة كليشيه جدا.. 
سمعت سرينة عربية البوليس بتقرّب.. كان عندي وقت كافي عشان أسرق اللابتوب وصورة وحيدة لزهرة هي والبنت المجهولة.. وأهرب قبل ما البوليس يطلع الشقة.. 
___________________________

رجعت البيت، حاسس إني محظوظ عشان أخدت اللابتوب بتاعها. بير أسرارها.. واقع من الجوع، ومحتاج أحل لغز البنت الغريبة اللي ما أعرفلهاش اسم..

لكن كنت غبي، لما طلبت أكلم حسام وأسأله عن طريقة أرجعله بيها الفلوس، عملت غلطة شنيعة، وكلمته من تليفوني الشخصي..

وعلى باب شقتي، كانوا مستنييني.. وأنا راجع بلابتوب مسروق للضحية، اللي اكتشفت لما رحت القسم.. إنها ماتت!

__________________________________

بعد موت زهرة، اتفتح تحقيق في قضية قتلها.. مكنتش فاهم إزاي تموت! ما لحقتش أعرف حقيقتها قبل ما تموت!

حققوا مع حسام، قالهم إن مفيش أي حاجة غريبة حصلت، غير مكالمة من حد ما يعرفوش، كان بيكلمه عن زهرة وبيقوله إنه مش هيأذيها..

أيوة.. أنا المغفل.. 
وصللي البوليس من رقم تليفوني، خطورة تانية للست لما تكون جميلة وبريئة، وبتقولك إنها هتتخطب، عمرك ما هتركز في حاجة تانية في حياتك، وممكن تغلط زيي غلطة توديك في داهية.

بدأوا يحققوا معايا، بعد ما اكتشفوا إن اللابتوب اللي كان معايا هو لابتوب زهرة، مكنتش عارف أقول الحقيقة؟ 
ولا أقول اللي أنا فاكره الحقيقة!

فضلت أفكر فيها كتير، افتكرت ضحكتها، معاملتها ليا، كنت بدأت أصدق إن الدنيا هتصالحني بيها..

لكن أنا ممكن أتحبس، بسببها، والسجن مش مكان رومانسي حتى لو هتفضل صورتها في خيالي..

اعترفت بنص الحقيقة.. قلتلهم إني جاتلي رسالة من حساب حسام، طلب مني إني أضايق زهرة، سألني إيه أخري.. قلتله على اللي ممكن أعمله فيها.. ساعتها قالي إنه محتاجني أدمرلها حياتها، تخسر كل حاجة. ومش مهم الطريقة.. وبعتلي 15 ألف جنيه مقدم.. قالي هيبعتلي زيهم وأكتر لو احتجت..

بدأت أقولهم إني لما قابلتها حبيتها، وقعت فيها ولا كإني مراهق أول مرة يشوف ست. 
قلتلهم إن علاقتنا على الرغم من إنها كانت بتعنيلي كتير جدا.. إلا إنها كانت قُصيرة.. وانتهت بعزومتها ليا على خطوبتها من حسام..

عرفتهم إني وقت اللي حصل، مكانش عندي أي نية أضرها بأي شكل.. لإني كنت فعلا بحبها.. ورحت الحفلة عشان أقولها حقيقة حسام.. يمكن يكونلي وقتها فرصة، تسيبه، وتكون ليا!

_________________________________

نص الحقيقة كان مُقنع للبوليس، وخصوصًا إنهم اتأكدوا منه بنفسهم.. 
ما جيبتش سيرة شغلي، ولا إني بعمل ده بشكل منتظم..

محدش كان يقدر يثبت عليا أي حاجة.. لكن رغم كده فضلت في الحجز.

اتقبض على حسام، كان مقهور ومظلوم، وكمان متهم. 
لكن مكانش قدامي أي حل غير اللي عملته.

مين هيصدقني لما أقولهم إن المرحومة هي اللي طلبت مني إني أ.أذيها؟ 
أنا نفسي مش قادر لسه أستوعب!

________________________________

خرجت بكفالة، مستني في أي لحظة يتقبض عليا، وعشان كده كنت بفكر أهرب.. 
لكن الوقت اللي كنت فيه، كان أسوأ وقت للهروب. 
قلعت هدومي، ولاحظت إن الصورة اللي أخدتها من شقة زهرة كانت لسه في جيبي!

لأول مرة ألاحظ السلسلة اللي كانت البنت التانية لابساها.. 
كانت حرف Z

مكنتش موافق إني أفضل عايش في اللغز ده أكتر من كده.. 
وقررت إني أدور عليها، وأعرف منها كل حاجة.. والمرادي مش هسيبها ولا همشي، ولا هي هتمشي.. غير لما أفهم كل حاجة!

_______________________________

لكن مرة تانية، وأنا بحاول أمسك الدفة وأتحكم في زمام الأمور.. 
لقيتني مجرد عسكري في لوحة شطرنج.. بتحرك زي ما متوقع ليا إني أتحرك..

"تم استلام 15 ألف جنيه على حسابك رقم 00000000000"

كنت عارف إن وصول الفلوس دي لحسابي هيبقى مشكلة جديدة، لكن لما تتبعت التحويل، عرفت إن التحويل تم من حساب بإسم "ندى سيد الزهيري"

___________________________
(ما تبحث عنه، يبحث عنك) 
___________________________

عرفت إسم البنت بتاعة البار أخيرا، وكان ناقص إني أوصلّها وأعرف حكايتها وإيه دورها في اللي حصل! وليه بعتتلي 15 ألف جنيه!

استعنت بصديق ليا، بعد 4 ساعات، قالي إنها شغالة في شركة تأمين، وإدالي عنوانها ومعلومات كتير عنها.. عادية ومش مهمة..

رحت العنوان، كانت خارجة من العمارة، لابسة كاب، فتحت عربيتها وكان في إيدها شنطة حطتها في الكرسي اللي ورا.. 
لاحظت إنها كانت بتراقب المكان حواليها يمين وشمال.. وقررت إني أظهرلها دلوقتي..

قبل ما تقفل العربية، ركبت في الكرسي اللي جنبها..

- إنت بتعمل إيه؟ إنزل حالا بره.. 
= أنا مش ماشي غير لما أفهم كل حاجة! إنتي السبب في كل اللي حصل، أنا مستقبلي هيضيع! 
- أنا السبب؟ .. إنت عايش على قفا الستات اللي بتدمر حياتهم! كما تدين تدان 
= يعني إيه مش فاهم؟ إنتي بتنتقمي مني أنا؟ 
- إنت لو ما نزلتش حالا أنا هصوت وألم عليك الناس.. 
= ياريت تعملي كده، بس أنا متأكد إنك عاملة عملة ومش طبيعية!

فجأة حسيت بحركة في الكرسي اللي ورايا.. كانت ندى طافية نور العربية..

لكن شفتها في الضلمة بوضوح، القطة بتاعة زهرة
________________________________

بصيت لندى وأنا مستني تفسير.. 
ساعتها قالتلي:

- أنا زيي زيك، عملت المطلوب مني.. عشان بحبها، زي ما إنت حبيتها 
= عملتي إيه بالظبط؟ 
- زهرة البنت الوحيدة لأبوها وأمها، قبلها حاولوا يخلفوا كتير، لكن كلها كانت محاولات بتفشل.. حتى لما ولدت مامتها بنت قبلها ماتت بعد فترة بسيطة.. أنا وهي اصحاب من صُغرنا.. أكتر من الإخوات.. شهدت على قصة حبها من حسام.. لكن بالصدفة عرفت إنه بيخون زهرة. كان هو الإنسان الوحيد اللي هي حبته، وبعد ما قلتلها، دخلت في حالة اكتئاب شديدة.. 
في نفس الوقت كانت عيلة زهرة بتمر بأزمة مادية كبيرة، كل الأصول والأملاك بتاعة والدها كانت بتتباع عشان يعلن إفلاسه، مكانش حيلته أي حاجة.. في يوم زي أي يوم، رحت لزهرة البيت عشان نقضي شوية وقت سوا.. لقيتها مرمية على الأرض..

أخدتها ورحت بيها على عيادة أخويا، أنقذتها في آخر لحظة.. 
عرفت إنها راحت مني في اليوم ده..

حتى بعد ما تعافت ورجعت كويسة، وكنت بضغط عليها عشان تروح جلسات تتعالج فيها.. مكنتش حاسة إن زهرة موجودة!

وقريب كلمتني وهي مبسوطة، قالتلي إنها لقت حل هيحل كل مشاكلها.. 
رحت وأنا مبسوطة إن صوتها كان كله حيوية..

لقيتها بتقولي إنها محتاجة مساعدتي.. 
كان فيه بوليصة تأمين على حياة زهرة، مامتها عملتها بسببها خوفها الزايد عليها، من وهي صغيرة وكانت أمها وأبوها كمان شايفين إنها الحاجة الوحيدة الغالية في حياتهم.. فضلت زهرة تسألني عن الشروط والحالات اللي ممكن أهلها يقبضوا فيها فلوس التأمين ويستفيدوا منها فعلا..

مكنتش مدركة هي بتعمل إيه غير متأخر، لما سألتني بجدية وإحنا بنتعشى في مرة: "هو ممكن حد يأجر حد يقتله؟"

صدمني سؤالها، لكن كنت بسمع عنك.. قلتلها أه.. فيه واحد بيأجروه عشان حاجات زي دي..

كنت عارفة إنك فاشل.. عمرك ما أذيت حد فعلا، أو على الأقل مكنتش بتموتهم!

قالتلي زهرة إنها محتاجة تتواصل معاك، ووقتها حاولت أمنعها.. 
بدأت أهددها إني هقول لأهلها، حتى لو اضطروا يودوها مصحة تتعالج.  

لكن إنت شفت زهرة، وعرفتها، كانت ممكن تقنع أي حد بأي حاجة، مجرد تبتسملك.. وإنت مش هتقدر تقول لأ..

وصلتك بزهرة، والباقي إنت عارفه!

= لأ! أنا معملتش حاجة، أنا ما قتلتهاش.. 
- أنا عارفة إنك ما قتلتهاش.. حسام قتلها بخيانته ليها، أنا قتلتها لما وافقت على جنانها.. وأهلها قتلوها بسبب ظروفهم. زهرة كانت عاوزاك لسبب واحد، وإنت عملته. دورك انتهى.. إنسى اللي حصل، وكمل حياتك.. ولا دلوقتي فجأة بقى عندك ضمير؟ 
= أنا كنت مجرد عروسة ماريونيت؟ كل اللي كنتوا عاوزينه تنتقموا من حسام؟ 
- أنا عمري ما كنت عاوزة اللي حصل يحصل بالشكل ده! كنت عاوزاها تفضل عايشة! أرجوك تسيبني في حالي.. كده كده إنت مش هيجرالك حاجة
= وحسام اللي اتقبض عليه بعد ما اعترفت عليه ودبسته في قتلها! 
- كان لازم زهرة تعمل كده، وإلا مش هينفع أبوها يستلم فلوس التأمين.. الشرط الأول إن الوفاة ما تكونش بسبب إنها انـنْحرت. حسام يستاهل.. أعتقد لو عرفت تاريخه هتفهم هو يستاهل ليه.. وده مش صعب عليك. .

_________________________________

حصلي حالة من الجمود بعد ما عرفت الحقيقة كلها.. 
مجرد بنت كارهة الحياة، قررت إنها تنـ ـهيها بالشكل اللي ما يكونش فيه خسارة لأي حد..

مكنتش فاهم الكلام اللي قالته ندى عن حسام.. لكن فهمت إن علاقاته اللي اكتشفتها زهرة، مكانتش كلها بالتراضي.. وإنه اتسبب لبنات كتير في أذى مالوش علاج.. وده اللي خلى زهرة تكره حياتها، لإنه كان حب حياتها الوحيد.

لحد دلوقتي معرفتش فعلا مين اللي نفذ الهجوم على الحفلة. 
حضرت الجنازة بتاعة زهرة.. عرفت إن ندى سافرت.. وإن أهل زهرة أخدوا فعلا فلوس التأمين، بمساعدة ندى.. والفلوس دي كافية تخليهم يعيشوا عيشة كريمة..

__________________________________

اتحكم على حسام بالمؤبد.. وإتحكم عليا ب 3 سنين مع إيقاف التنفيذ بسبب شهادة ندى لصالحي، وإني وقت الحفلة كنت واقف معاها.

أنا كمان كرهت حياتي.. مكنتش عارف إن اللي حصل ممكن يخليني عايش زي الشبح لأيام طويلة.. قبل ما يرن جرس شقتي في يوم، وألاقي مندوب توصيل بيقولي إن الطلبية بتاعتي وصلت..

لقيت أكل قطط كتير جدا.. ومعاه كارت.. 
دفعت الفلوس، ومضيت على وصل الاستلام..

ولما بصيت على الكارت، لقيت مكتوب..

"القطط بسبع أرواح.. كنت دايمًا بتقول إني شبههم.. ما تنساهمش.. أظن إن 15 ألف جنيه، هتخلي قطط كتير سعيدة.. شكرًا عشان في الوقت الغلط قدرت تخليني سعيدة.."

- زهرة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

2

متابعهم

0

مقالات مشابة